عاهل البحرين يهنئ قيادة الإمارات بنجاح الرحلة التاريخية لهزاع المنصوري
هزاع المنصوري عاد إلى الأرض، الخميس، على متن مركبة "سويوز أم أس 12"، التي حملت أيضاً رائدي الفضاء الأمريكي نيك هيج والروسي أليكسي أوفشينين.
بعث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تهنئة إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، هنّأه فيها بنجاح الرحلة التاريخية لهزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وأول رائد فضاء عربي على متن محطة الفضاء الدولية.
كما بعث العاهل البحريني برقيتين مماثلتين إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وثمّن الملك حمد بن عيسى آل خليفة منهج واستراتيجية دولة الإمارات في هذا المجال من خلال الاعتماد على خبرات وأياد محلية، الأمر الذي يجعل هذا الإنجاز العالمي جزءاً أصيلاً في التاريخ العلمي والتكنولوجي، متمنياً لدولة الإمارات كل النجاح في مجال الفضاء وسائر المجالات.
وأشاد بهذه الخطوة المتقدمة والتي تعد نقلة نوعية في توجه دولة الإمارات في مجال الفضاء.
وعاد هزاع المنصوري إلى الأرض، الخميس، على متن مركبة "سويوز أم أس 12"، التي حملت أيضاً رائدي الفضاء الأمريكي نيك هيج والروسي أليكسي أوفشينين.
وأجرى رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى "Microgravity" وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض.
وكذلك دراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.
وتضمنت المهمة تجارب من مدارس دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، شاركت في إجرائها على الأرض نحو 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وقد أجراها خلال فترة المهمة في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا على متن المحطة.
كما أجرى عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي، حيث شارك في الجلسات عدد كبير من طلاب المدارس بالإمارات، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي إنجاز غير مسبوق، سجل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، حيث شرح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها.
إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة. كما سجل "المنصوري" عدة فيديوهات قصيرة توثق الحياة على متن محطة الفضاء الدولية ومكوناتها، إضافة إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء، وتسجيل يومياته لمدة 15 دقيقة كل يوم.
وأطلع رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري زملاءه من رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة على أبرز العادات والتقاليد الإماراتية، وقدم لهم 3 أطباق إماراتية، إذ تولت شركة "مختبر أطعمة الفضاء Space Food Laboratory company" الروسية تجهيز هذه الأكلات للفضاء، حيث يتم تحضير الأطعمة المخصصة لرواد الفضاء وفق متطلبات محددة لتوفير التغذية المتوازنة، وفي الوقت نفسه ضمان سهولة حملها وتخزينها واستخدامها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا.
وقرأ هزاع المنصوري قصتين للأطفال بعنوان أمل وخليفة، حيث يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصا للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، في خطوة من شأنها إثارة شغف الأجيال الجديدة وإعطائها الحافز على التميز المعرفي وإطلاعها على مجال لم يعهدوه من قبل.
كما أرسل عدداً من مقاطع الفيديو والصور التي التقطها لكوكب الأرض، إضافة إلى صور التقطها للإمارات من الفضاء، وأظهرت الصور التي استقبلها فريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، عددا من الدول العربية في شمال أفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية بما في ذلك مكة المكرمة.
وعرض المنصوري، خلال اتصال مباشر بالفيديو في اليوم الـ4 من المهمة، الرسومات المختارة من مبادرة "أرسل إلى الفضاء"، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء.
وخلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، كان المنصوري يتواصل مرتين يوميا مع المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، لمناقشة جدوله اليومي والمهام المكلف بها على متن محطة الفضاء الدولية.
كما كان يتواصل يومياً مع الدكتورة الإماراتية حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، التي كانت تتابع حالته الصحية طوال فترة وجوده في الفضاء، والتي ستوجد مع الفريق الدولي المخصص لاستقباله لدى عودته للاطمئنان على حالته الصحية، وإجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة.
وتندرج مهمة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية ضمن برنامج "الإمارات لرواد الفضاء" الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة.
وحظي برنامج الإمارات لرواد الفضاء بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلية للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات.
ويعد الصندوق الذي أُطلق عام 2007 الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.