بالصور.. هل امتلك الفراعنة طائرات وغواصات وأطباقًا طائرة؟
أكثر المنحوتات المصرية إثارة للجدل تلك التي تحوي نقوشًا تبدو طائرات حديثة وغواصات وأطباق طائرة.
أكثر المنحوتات المصرية إثارة للجدل سواء بين المتخصصين، أو بين الهواة من عشاق الحضارة المصرية هي النقوش التي وجدت في معبد أبيدوس في سوهاج، والتي تحوي نقوشًا تبدو لطائرات حديثة، وطائرات هليكوبتر، وغواصات، وأطباق طائرة، والغريب أن شكل هذه المجسمات ترسم بدقة التكنولوجيا الحديثة.
الصورة الأولى من معبد أبيدوس للملك "سيتي الأول" أبو الملك "رمسيس الثاني" من الأسرة التاسعة عشر، الذي ولد من 1303 ق.م، ويتكون المعبد من 7 مقاصير وصالتين للأعمدة، والصالة الأمامية ذات نقوش غائرة، والداخلية نقوشها بارزة ويتميز أيضًا بدقة التصوير، وروعة التصميم واحتفاظه بالألوان، كما يعد المعبد الوحيد الذي يحتفظ بسقفه حتى الآن، ويستند على 36 عمودًا من الجرانيت، ويحوي قائمة الملوك الشهيرة التي تضم أسماء حكام، ويجمع معظم العلماء على أنها كانت عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر "منذ 5 آلاف عام".
الصورة الثانية وتمثل كما تبدو عبارة عن رسومات واضحة لأشكالٍ دائرية، مُزوّدة بقباب في منتصفها، تشبه تمامًا الأطباق الطائرة المجهولة، وأعطت تلك الأطباق الدائرية تشويقًا أكثرين رُسمت ما يشبه أشعة صادرة منها مُوجهة نحو البشر، فسرها عالم الآثار المصري "زاهي حوَّاس" بأنها كُرَات البرق.
اختلفت الآراء وتباين في تفسير هذه النقوش، وحل هذا اللغز، فهناك من يرى أنه نماذج فعليًّا تمثل الطائرات الحربية، والمروحية، وغواصات، وأطباق طائرة، وعن المصريين القدماء امتلك تكنولوجيا صنع هذه الاختراعات الحديثة، وهناك من يقول إن هذه الرسومات هي جزء من الكتابة الهيروغليفية التي كانت مستوحاة مما عصروه من حيوانات ونباتات.
يرى المتخصصون في علم المصريات أن هذه النقوش لا تمثل أي من هذه الادعاءات الكاذبة، وأن السبب في هذه الادعاءات كما يقول د. ميسرة عبد الله أستاذ الآثار بجامعة القاهرة: "للأسف المجموعة التي تعتقد بالقوة المستقبلية الخارقة للفراعنة هم وراء هذه الخرافات، وأنهم من كوكب آخر واستقروا على مصر، وتنبؤوا بأحداث مستقبلية، وغير هذا من الخزعبلات بغرض الإثارة والوهم فقط.
وعن التفسير العلمي والأكاديمي نقوش أبيدوس "الصورة الأولى يقول الباحث الأثري حسن جابر، إن هذه النقوش نتيجة التداخل الذي حدث بين طبقتي الجص التي تحمل بين ألقاب وأسماء الملك رمسيس الثاني، وأسماء وألقاب الملك سيتي الأول والدة، حيث سجل الملك سيتي الأول ألقابه، ثم جاء بعده الملك رمسيس الثاني وقام بطمس هذه الألقاب، وعمل طبقة جص جديدة عليها أسماءه وألقابه، وعندما وقعت الطبقة الأولى حصل التداخل وظهرت هذه الأشكال".
يتفق د. ميسرة عبد الله أستاذ الآثار بجامعة القاهرة مع هذا الرأي ويضيف "أن هذا الأمر" إزالة أسماء وألقاب وكتابة أسماء وألقاب جديدة فوقه "معتاد في عمارة المعابد فصالة الأعمدة الكبرى تحتوي على 24 خرطوشًا أحيانًا فوق بعض" أما عن "الصورة الثانية" التي تبدو مثل الطبق الطائر يقول "إنه تمثل حرف مركب من حرف السين بالإضافة إلى حرف الراء وتشبه المنديل المطوي وهو موجود من بدايات الدولة الحديثة، واستمرت حتى العصر البطلمي".