توافق دولي حول ضرورة استمرار مفاوضات سد النهضة دون أي تحرك أحادي
أعضاء مجلس الأمن يطالبون الدول الثلاث باستمرار المفاوضات والحوار حتى الوصول لاتفاق حول سد النهضة.
توافقت كلمات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، الإثنين، على ضرورة تسوية وحل أزمة النهضة بالحوار والمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأشارت الدول الأعضاء، عبر كلمات مندوبيها في جلسة استثنائية لمناقشة أزمة سد النهضة، إلى ضرورة استمرار المفاوضات بين الدول الثلاث، حتى الوصول إلى اتفاق يضمن عدم الإضرار بأي منهم.
وقالت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة كيلي كرافت، إن الولايات المتحدة تشجع مصر والسودان وإثيوبيا على "تقديم تنازلات ليتحقق التقدم" في المفاوضات.
وطالبت كرافت في كلمتها، الدول الثلاث بعدم إصدار أي تصريحات أو أفعال يمكن أن "تقوض حسن النوايا التي تساعد للوصول إلى اتفاق"، وكشفت عن تطلع بلادها "للحصول على تقارير إضافية بشأن هذه القضية".
إعلان المبادئ
من ناحية أخرى، قال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إنه "يجب الاعتماد على إعلان المبادئ للوصول إلى حل يرضي الدول الثلاث."
ولفت إلى استعداد تقديم بلاده "الدعم من خلال المنظمات الدولية للتوصل إلى تسوية شاملة لملف سد النهضة".
أما مندوب روسيا بمجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، أكد ضرورة احترام اتفاق المبادئ الموقع حول سد النهضة، وشدد على أهمية وجود حلول مقبولة بين الأطراف الثلاثة.
وأكد مندوب جنوب إفريقيا لدى مجلس الأمن، أن نهر النيل من حق كل الدول التي تقع عليه، مشددا على أن الجانب الإثيوبي اعلن التزامه بالتفاوض، مع عدم اتخاذ أي خطوة أحادية تضر بالأطراف الأخرى.
وشدد مندوب الصين في مجلس الأمن، على ضرورة حل أزمة سد النهضة عبر الحوار الودى والاستشارات والمفاوضات، مشيرا إلى أن "مصر والسودان وإثيوبيا دولا صديقة للصين، لذا نقدم دعمنا واستشاراتنا".
أما مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن، فدعا الدول الثلاثة لاحترام إعلان المبادئ وحل النقاط العالقة من خلال الحوار.
وأوضح مندوب ألمانيا لدى مجلس الأمن، إن بلاده مستمرة فى الدعم الفنى لمفاوضات سد النهضة الإثيوبى حتى تصل لنتائج سلمية عبر التفاوض.
يهدد الملايين
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن سد النهضة يهدد رفاهية ووجود الملايين من المصريين والسودانيين.
وطالب شكري في كلمته بضرورة أن يتحرك مجلس الأمن "بحزم كي ينهي التحركات أحادية الجانب بشأن سد النهضة"، محذرا من أن عدم التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يزيد النزاعات في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية المصري، على أن القاهرة ملتزمة بالعمل المستمر لدعم الجهود الإفريقية لتحقيق التنمية، وأن القاهرة تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن عدم المساس بأي من حقوق الدول الثلاث.
وفي نهاية كلمته، حذر شكري من أن "قضية سد النهضة قد تؤدي إلى حالة عداء بين الدول"، وأن مصر "ستعمل على حفظ المصالح الحيوية لشعبها".
لا للتحرك الأحادي
من ناحية أخرى، أكد مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، أن موقف بلاده يستند إلى عد الإضرار بالآخرين، مطالبا إثيوبيا بوضع حلول مناسبة لأي تداعيات سلبية لسد النهضة.
وشدد مندوب السودان في كلمته على أن "التوصل إلى اتفاق قبل ملء سد النهضة أمرا ضروريا لعدم الإضرار بالملايين، لاتفا إلى أن للسد سلبيات كما له إيجابيات.
ودعا إثيوبيا إلى عدم ملء سد النهضة قبل التوصل لاتفاق مرضي للدول الثلاث، مؤكدا في الوقت نفسه "أن احترام الدول الثلاث للمسار الإفريقي سيمكننا من التوصل لاتفاق بشأن السد".
أما مندوب إثيوبيا لدى الأمم المتحدة، فقال في كلمته إن "المفاوضات بين الدول الثلاث لم تنته وتم الاتفاق على معظم القضايا العالقة في ملف سد النهضة"، مؤكدا أن بلاده "لن تتسبب بإلحاق الضرر بمصر أو السودان".
وأوضح أن "الهدف من بناء سد النهضة هو انتشال الملايين من الإثيوبيين الذين يعيشون تحت خط الفقر"، مؤكدا أن "السد مشروع تنموي ولا يمكن أن يشكل تهديدًا أمنيا لأي دولة".