فرنسا تنسحب من عملية للناتو بالمتوسط لمعاقبة تركيا
فرنسا تنسحب من عملية لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط بسبب خلافاتها مع تركيا
أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الأربعاء، أن فرنسا قررت الانسحاب مؤقتا من عملية للأمن البحري لحلف شمال الأطلسي في المتوسط بسبب خلافاتها مع تركيا منذ أشهر، خصوصا بسبب النزاع في ليبيا.
وقالت الوزارة، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف في أجواء توتر شديد بين باريس وأنقرة منذ أشهر، خصوصا حول ملف ليبيا: "قررنا سحب وحداتنا مؤقتا من عملية سي جارديان" بانتظار تصحيح الوضع.
والإثنين الماضي، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالجرائم التاريخية لتركيا في ليبيا.
وقال ماكرون إن تركيا أكبر متدخل في ليبيا ولا تحترم أي التزام اتخذته في مؤتمر برلين، كما أنها تواصل إرسال المرتزقة لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
واتهمت فرنسا تركيا رسميا أمام الناتو بالتحرش بسفينة فرنسية ضمن قوات الحلف، ودعت باريس لوضع آلية أزمة للحيلولة دون تكرار الواقعة التي حدثت االشهر الماضي بالبحر المتوسط، وما زال حلف الناتو يحقق في الواقعة.
وتقول فرنسا إن الفرقاطة "كوربيه" تعرضت "لإشارات ضوئية" ثلاث مرات من رادار استهداف بحري تركي، عندما حاولت الاقتراب من سفينة مدنية تركية يشتبه بأنها متورطة في تهريب أسلحة.
وتشير فرنسا إلى أن السفينة المدنية التركية المتهمة كانت ترافقها 3 سفن حربية تركية، ما دفع السفينة الفرنسية "كوربيه" للتراجع بعد استهدافها.
كما اتهمت باريس النظام التركي بانتهاكاك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، ووصفت الحكومة التركية في أنقرة بأنها عقبة أمام تأمين وقف إطلاق نار في ليبيا، وهو ما تنفيه تركيا.
وكانت باريس قد وصفت تركيا منتصف الشهر الجاري بأنها "عائق" أمام السلام في ليبيا، ووصل الأمر إلى اتهامات وضاحة ومباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأنقرة بنقل الإرهابيين والسلاح ومخالفة القوانين والقرارات الدولية وتهديد أمن أوروبا والمتوسط.
واستأنفت أوروبا المهمة إيريني في أعقاب قرار للبرلمان التركي بالموافقة مشاركة الجيش في العمليات في ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الدستورية التي تسيطر على العاصمة.
وبدأ الاتحاد الأوروبي عملية جديدة لدعم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، في البحر الأبيض المتوسط بسفينة بحرية فرنسية وطائرة دورية من لوكسمبورج.
وأعلنت وزارة الدفاع في باريس أن الفرقاطة الفرنسية المضادة للطائرات، جان بارت، تواجدت في البحر، ويرافقها طائرة دورية بحرية من لوكسمبورج، وفقا لبيان صدر عن مقر العملية في روما.
وتحل العملية إيريني الجديدة محل "العملية صوفيا" التي بدأت في 2015 التصدي لمهربي البشر والأسلحة في ليبيا، ومدة العملية سنة واحدة قابلة للتجديد.
كما تشارك كل من إيطاليا واليونان في المهمة ببوارج بحرية أو جنود، ومؤخرا أعلنت ألمانيا أنها ستشارك أيضا في هذه المهمة الأوروبية الجديدة، بـ 300 جندي، بعد أن وافق البرلمان الاتحادي على مشاركة الجيش الألماني في المهمة ومنحه تفويضا بذلك حتى نهاية نيسان/ أبريل 2021.