"كين لوتش" يهاجم الليبرالية الجديدة بعد فوزه بسعفة "كان" للمرة الثانية
المخرج الإنجليزي "كين لوتش" ألقى خطابا ناريا، انتقد فيه "الليبرالية الجديدة" بعد فوزه بالسعفة الذهبية لمهرجان كان للمرة الثانية
أعلنت لجنة تحكيم مهرجان كان عن نتائج الدورة 69 من المهرجان، ليتوج المخرج الإنجليزي "كين لوتش" بسعفة كان الذهبية للمرة الثانية في مسيرة حياته السينما عن فيلمه (أنا دانيل بلاك)، وكانت سعفته الأولى قد تحصل عليها في عام 2006 عن فيلمه "الرياح التي تهز الشعير".
وبعد توارد التكهنات وانتشار الشائعات أعلن المخرج الأمريكي الكبير "جورج ميلر" رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان في دورته الـ69 عن فوز لوتش بسعفة كان الذهبية لهذا العام، لينضم إلى نخبة المخرجين الحاصلين على سعفة كان الذهبية للمرة الثانية، وتضم الفرنسي جاك أوديار، والأمريكي فرانسيس فورد كوبلا، والأخوين داردن من بلجيكا، والنمساوي مايكل هنيكي، والبوسني أمير كوستاريكا.
تابع كين لوتش مع فيلمه الفائز بسعفة كان لهذا العام الخط الاجتماعي الذي طالما نهجه في السينما التي يصنعها من بداية حياته الفنية. ففيلمه (أنا.. دانيل بلاك)، يحكي قصة عامل نجارة سابق يبلغ من العمر 59 عاما، يتقدم بطلب لنيل إعانة اجتماعية من بعد تعرضه لمشاكل صحية، وعلى الرغم من أن الطبيب المعالج يحظر عليه العودة للعمل، إألا أن الإدارة الاجتماعية تطالبه بالبحث عن عمل من خلال مكاتب العمل وإلا سيتعرض لتوقف كافة أشكال الإعانات الممنوحة له من قبل الدولة.
وفي تردده على مكاتب العمل بحثا عن عمل يتعرف على امرأة وحيدة ترعى طفليين بمفردها، تجبرها الإدارة على قبول مسكن اجتماعي يبعد عن موطنها بمقدار 450 كيلومترًا، وإلا سيتم وضعها بملجأ اجتماعي، وهنا تقوم علاقة تعاون بينهما للتغلب على وضعهما الاجتماعي المزري.
وعند استلام كين لوتش لسعفة كان الذهبية ألقى خطبة نارية انتقد فيها الوضع الاجتماعي في أوروبا قائلا فيها: "السينما تجعلنا نحيي الخيال، ولكنها تقدم لنا العالم الذي نعيش فيه.. هذا العالم يمر اليوم بمرحلة شديدة الخطورة.. فهو عالم تسيره الأفكار النابعة من أيديولوجية (الليبرالية الجديدة) التي ستؤدي بنا للكارثة.. فهي تسقط في البؤس والفقر الملايين من الأشخاص من اليونان وحتى البرتغال".
وذكر دور السينما بالنسبة له، قائلا إن "السينما لها تقاليد عريقة في الاعتراض والمعارضة، وإنه يتمنى أن تستمر في أداء دورها هذا.. فنحن نقترب من مرحلة شديدة الصعوبة، قد تؤدي لوصول اليمين المتطرف للحكم، يجب علينا أن نعيد الأمل في النفوس.. فعالم مختلف أمر ممكن".
وقد فاجأ كين لوتش الجميع بحصوله على سعفة كان السينمائية، بعد أن توقع الكثيرون فوز المخرجة الألمانية "مارن أد" بالسعفة الذهبية عن فيلمها (توني إيردمان)، الذي خرج بخفي حنين دون الحصول على أي جائزة، وهو ما جعل البعض يرى أن المهرجان ما زال أمامه الكثير ليمنح سيدة أخرى سعفته الذهبية من بعد حصول المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون عليها في عام 1993.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA==
جزيرة ام اند امز