16 يوما من الحرب.. الليلة بـ"دولارين" في أفخم فنادق روسيا وحصار مرسيدس
ارتفعت فاتورة خسائر الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل قياسي خلال 16 يوما منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط 2022 وحتى الآن.
وفي تقييم سريع قدمته دراسة حديثة أجراها مركز التعافي الاقتصادي وشركة الاستشارات Civitta وEasyBusiness لتكاليف الحرب على الاقتصاد الروسي، أظهر أنه - حتى وفقاً للتقديرات الأكثر تحفظاً – فإنها تكلف عشرات المليارات يومياً، وفقاً لما ذكره موقع "Consultancy".
وبلغت الخسائر المباشرة من الحرب وحدها - بما في ذلك المعدات العسكرية التي تم تدميرها، وسقوط ضحايا بين الأفراد - مستوى كبيراً، فقد كلفت روسيا في الأيام الخمسة الأولى فقط نحو 7 مليارات دولار. كما من المتوقع أن تشكل الخسائر في الأرواح البشرية وحدها 2.7 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي المفقود خلال السنوات المقبلة.
ووفقاً للباحثين، من المرجح أن تتجاوز التكلفة اليومية للحرب بالنسبة لروسيا 20 مليار دولار مع تزايد وتيرة الحرب الروسية في أوكرانيا.
خسائر اقتصادية
ويتوقع الخبراء أنه مع انخفاض سعر الروبل إلى أدنى مستوى تاريخي وسط العقوبات الدولية، والحظر (الجزئي) على التحويلات الدولية إلى العالم الغربي، ينهار اقتصاد البلاد.
كما تتراجع القيمة السوقية للشركات الروسية بصورة سريعة جداً، ومع القيود الجديدة على تداول السندات الحكومية وتجميد أصول البنك المركزي، أصبح من الصعب جداً على السلطات الروسية الحفاظ على الاستقرار الكلي وخدمة الدين السيادي للبلاد.
وفي غضون ذلك، ستلحق القيود التجارية خسائر فادحة باقتصاد روسيا المعتمد على الطاقة. إذ تم بالفعل فرض عقوبات على خط أنابيب نورد ستريم 2 مما أدى إلى خسارة الإيرادات المستقبلية المتوقعة.
فيما سيؤثر الحظر المفروض على استيراد المنتجات عالية التقنية على سلاسل القيمة على المدى المتوسط والطويل. وبالنسبة للمواطنين الروس العاديين، سيؤدي هذا إلى التضخم وانخفاض القوة الشرائية - مما يدفع بالملايين إلى الفقر ويهدد بركود عميق.
البنوك الأوروبية
بدأت البنوك الأوروبية في الخروج من روسيا وأبرزهم مصارف "جولدمان ساكس" و"جي بي مورجان تشيس" و"دويتشه بنك"، مما دفع موسكو لطرح سيناريوهات بديلة.
ولجأ البنك المركزي الروسي إلى الحليف الاستراتيجي له "التنين الصيني" لمواجهة أزمة توقف الخدمات المصرفية لشركتي فيزا وماستركارد عالميا، من خلال استخدام خدمات "يونيون باي" الصينية المتوفرة في 180 دولة.
وأعلن "دويتشه بنك"، أكبر مصرف في ألمانيا، الجمعة أنه سينسحب من روسيا، حاذيا بذلك حذو مؤسسات مالية دولية أُخرى.
وقال المصرف في بيان "نحن في صدد تقليص أنشطتنا المتبقية وفقا للمتطلبات القانونية والتنظيمية".
وأضاف "في الوقت نفسه، نساعد عملائنا الدوليين، من غير الروس، على تقليص أعمالهم في البلاد. لم نعد نقوم بأعمال جديدة في روسيا".
وأشار المصرف إلى أنه "قلل في شكل كبير من انخراطه ووجوده في روسيا منذ 2014".
تمتلك المجموعة الألمانية أيضا مركزا تقنيا كبيرا في روسيا يعمل به 1500 متخصص في تكنولوجيا المعلومات في خدمة بنك الاستثمار الخاص بها.
وأشار "دويتشه بنك" هذا الأسبوع إلى أن "المخاطر التشغيلية" الناشئة عن إغلاق هذا المركز "تم احتواؤها جيدا" و"لا تمثل أي مخاطر كبيرة" على سير العمليات العالمية.
والخميس أعلن مصرفا "جولدمان ساكس" و"جي بي مورجان تشيس" أنهما في صدد إنهاء أنشطتهما في روسيا، لينضما بذلك إلى لائحة طويلة من الشركات المتعددة الجنسيات التي انسحبت من روسيا المستهدفة بعقوبات دولية قاسية.
خسائر مرسيدس
لدى شركة "مرسيدس بنز" أصول في روسيا بنحو مليارَي يورو (2.2 مليار دولار) قد تكون معرضة للخطر إذا قررت موسكو مصادرة ممتلكات الشركات الأجنبية التي غادرت البلاد بسبب الحرب الروسية في الأراضي الأوكرانية.
قالت الشركة الألمانية، التي تُعَدّ من بين قائمة متزايدة من العلامات التجارية الغربية البارزة التي وقفت أعمالها التجارية في روسيا مؤقتاً، في تقريرها الجمعة، إنه على الرغم من أن التأثير العام للحرب من الصعب تحديده، فإنّ مصادرة الملكيات تُعَدّ من المخاطر التي قد تواجه الشركة.
يأتي هذا الكشف بعد يوم من عرض روسيا للإجراءات المقترحة لتولي سيطرة مؤقتة على الشركات المغادرة، التي تتجاوز فيها الملكية الأجنبية 25%. وهو ما إذا طُبق فستتمكن المحاكم الروسية من تجميد الأصول، مما يمنح الشركات خيار استعادة العمليات أو بيع حصتها.
من بين أصول "مرسيدس" المعرضة للخطر، مصنع يقع خارج موسكو جرى افتتاحه عام 2019 بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. توظف المنشأة، التي يُنظر إليها على أنها مفتاح الوصول إلى العقود الحكومية المربحة، أكثر من 1000 شخص، وتنتج طرازات "إي كلاس" (E-Class) السيدان والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات. يمكن للمصنع، المجهز بالروبوتات وغيرها من الأتمتة المتطورة، إنتاج 20 ألف مركبة سنوياً.
تمثل روسيا 2% من مبيعات "مرسيدس"، وفقاً لتقدير "بلومبرج إنتليجنس". رفضت الشركة التعليق على الفور.
من ناحية أخرى، لدى شركات "مرسيدس" التابعة في روسيا التزامات تجاه البنوك بنحو مليار يورو، وقالت الشركة إنها أصدرت ضمانات للديون.
عانت الشركات الألمانية من مصادرة الحكومات الأجنبية لممتلكاتها في الماضي، وهو عامل أشار إليه بعض المؤرخين الاقتصاديين بعدم رغبة البلاد في استثمار الأموال من فائض الحساب الجاري الضخم في الخارج. فبعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، استولت حكومتها على العمليات الأمريكية لشركة "ميرسك" الألمانية، مما أدى إلى إنشاء "ميرسك آند كو"، وهي الآن شركة أدوية منفصلة تماماً.
سياحة
في المقابل ،تواصل فنادق الخمس نجوم عملها في روسيا، بيد أنها تجد أنها مضطرة إلى الاعتماد على السكان المحليين وسط سلاسل العقوبات المفروضة على الدولة ، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.
وقالت بلومبرج إن الفنادق الفاخرة مثل فندق ريتز كارلتون في موسكو وفورسيزونز تطرح غرفها السكنية للإقامة بأسعار يمكن أن تصل تكلفتها إلى 284.375 روبل (2.165 دولار) في الليلة.
وكشفت بلومبرج عن أن مجموعة بلموند واصلت فتح أبواب فندقها جراند أوروبا في سانت بطرسبرج.
ويشار إلى أن سلسلة الضيافة تلك مملوكة لشركة مويت هنسي لوي فيتون "إل في إم إتش" الفرنسية للسلع الفاخرة التي قررت إغلاق 124 متجرا لها في روسيا في وقت سابق من هذا الشهر.
واشترت الشركة الفرنسية التي تمتلك لوي فويتون، وكريستيان ديور وسيفورا ولديها 3500 عامل منتشرين في فروعها في أنحاء البلاد، مجموعة بلموند في عام 2019.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز