أثرى رجل في الجزائر يواجه العزلة
أثرى رجل في الجزائر يواجه متاعب مع الحكومة الجزائرية واتهامات من حزب الأغلبية أدت لعزله عن أهم الاحداث الاقتصادية في البلاد.
يواجه رجل الأعمال الجزائري، يسعد ربراب، المصنف كصاحب أكبر ثروة في البلاد، اتهامات لا حصر لها من مسؤولين في الحكومة وحزب الأغلبية، وصلت إلى حد رفض مشاركته في منتدى الأعمال الجزائري البريطاني، رغم أن شركته تعد الأولى في الجزائر من حيث الاستثمارات.
اشتدت القبضة الحديدية بين السلطات الجزائرية ورجل الأعمال يسعد ربراب، على خلفية إقدام الأخير على شراء مجمع "الخبر" الإعلامي الذي يعد يضم أكثر وسائل الإعلام تأثيرًا في الجزائر، وبات رجل الأعمال بناءً على ذلك محل شبهة لدى المسؤولين الجزائريين بالسعي لتشكيل إمبراطورية إعلامية لأهداف سياسية.
وذهب عمار سعداني، أمين عام جبهة التحرير الوطني، حزب الأغلبية، إلى حد اعتبار يسعد ربراب واجهة فقط لقائد المخابرات السابق، محمد مدين المدعو توفيق، الذي تم عزله من منصبه في أواخر السنة الماضية، على خلفية ما أثير وقتها من خلافات بينه وبين محيط الرئاسة، بسبب اعتراض قائد المخابرات على ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة.
وقال سعداني في تجمع شعبي له من محافظة تبسة أقصى شرقي الجزائر: "ربراب ما هو إلا إحدى أذرع الأخطبوط الذي يريد العودة إلى الحكم. إن ربراب ما هو إلا واجهة يريد بها هذا الأخطبوط الحصول على ذراع إعلامي، عبر شراء مجمع "الخبر"، ومن خلاله شراء جريدة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، وعلى هذا الأساس فإن ربراب مخير بين السياسة والمال".
ولقي كلام زعيم حزب الأغلبية، استهجان الصحف التي اتهمها بالتبعية لجناح قائد المخابرات السابق، وردت في افتتاحياتها على كلامه بالإشارة إلى قضايا فساد تحوم حوله، وتساءلت عن سبب "تسييس" صفقة تجارية لشراء مجمع إعلامي يمكن أن تحدث في كل دول العالم.
وذكر مدير جريدة "الخبر"، شريف رزقي أن اتهامات سعداني لا أساس لها، مشددا على أن جريدته كانت مثل غيرها ضحية جهاز المخابرات الذي كان يتحكم في الإشهار الذي يوزع على الجرائد، حيث تم حرمانها كما قال منذ سنة 1998 دون وجه حق، وعلى هذا الأساس لا يمكنها أن تتحالف مع قائد المخابرات السابق أو غيره.
وبدا جليا غضب السلطات الجزائرية على رجل الأعمال ربراب، من خلال منعه من المشاركة في منتدى الأعمال الجزائري البريطاني الذي أقيم أمس، بالعاصمة الجزائرية، بحضور وزراء في الحكومة الجزائرية، أبرزهم وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، رغم أن شركة "سيفيتال" المملوكة لربراب من ممولي هذا الحدث الاقتصادي.
واتهم ربراب الذي منع حتى من الحديث إلى الصحفيين في الفندق الذي احتضن التظاهرة، وزير الصناعة بالوقوف وراء رفض مشاركته في المنتدى الذي دأب على حضوره منذ سنوات، وقال إنه تلقى دعوة رسمية من السفارة البريطانية، والتقى بامسؤولين بريطانيين أكدوا له وجود ضغوطات عليهم للقبول بعدم مشاركته، وإلغاء تميل شركته للمنتدى.
وتتخوف السلطات الجزائرية من إمكانية اقتحام رجل الأعمال ربراب عالم السياسة، والتأثير في المواعيد الانتخابية المنتظرة، خاصة مع وجود احتمال لتنظيم رئاسيات مسبقة، بالنظر إلى الوضع الصحي الصعب الذي يعانيه الرئيس بوتفليقة الذي تمتد ولايته الحالية إلى غاية سنة 2019.
غير أن ربراب، ينفي تماما في كل خرجاته الإعلامية أن يكون مهتما بالجانب السياسي، ويوضح في كل مرة أن انتقاداته المتكررة للحكومة الجزائرية، سببها العراقيل الإدارية التي تفرضها على مشاريعه، أما عن شرائه مجمع "الخبر"، فكان لأسباب تتعلق بإنقاذه من السقوط بسبب تراجع مداخيله في السنتين الأخيرتين.
ومعروف عن ربراب الذي تقدر ثروته بـ4 مليار دولار، أنه من رجال الأعمال الذين لم يسبق لهم أبدا مساندة الرئيس بوتفليقة في المواعيد الانتخابية، عكس عدد كبير من رجال الأعمال في الجزائر الذين يقومون في كل مرة بتمويل حملته الانتخابية، وأبرزهم غريمه في عالم المال والأعمال علي حداد.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg
جزيرة ام اند امز