مع اقتراب رمضان .. "أزمة الفكة" تؤرق الفلسطينيين
السيولة النقدية أو ما تعرف اصطلاحاً " الفكة"، تتسبب في أزمة جديدة للمواطنين في قطاع غزة.
عادت أزمة السيولة النقدية أو ما تعرف اصطلاحاً بين الفلسطينيين "الفكة"، إلى الواجهة من جديد، لتسبب أزمة جديدة للمواطنين في قطاع غزة، في شتى مناحي حياتهم اليومية والاقتصادية.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، ومواسم الأعياد، يعاني الغزيون من هذه الأزمة التي يلقي فيها المواطنون اللوم على التجار والبائعين الذين يحتكرون " الفكة" من العملة المحلية خوفاً من فقدانها من بين أيديهم في الموسم الرمضاني.
ويرى الفلسطينيون أن أزمة " الفكة" باتت واحدة من طقوس شهر رمضان المبارك، والأعياد في قطاع غزة، حيث تبدأ معاناتهم قبل أسابيع قليلة من شهر رمضان، وتشتد أكثر في أيام ما قبل العيد بسبب ازدحام الأسواق لرغبة المواطنين في التسوق.
ويقول المواطن محمد عمار، إنه يجد صعوبة كبيرة في ارتياد سيارات الأجرة، كون السائقين يشترطون عليه الحصول على الفكة قبل الصعود للسيارة.
ويضيف لبوابة " العين" الإخبارية، أن شأنه شأن الكثير من المواطنين والطلبة الجامعيين الذين يعانون جراء "الفكة" التي يطالب بها السائقين كونهم لا يملكون الفكة، ويشتكون باستمرار من نفادها من جيوبهم للركاب.
ويكشف الطالب الجامعي، أحمد عواد، أن معاناته مع الفكة، باتت تتجدد كل صباح، حيث يعاني الأمرين في إيجاد "الفكة" من أجل إعطائها للسائقين الذين يشترطونها قبل الركوب في السيارة.
ويضيف لـبوابة" العين" أنه بات يحسب كل مساء نقوده الخاصة بالمواصلات، حتى يتجنب أي خلافات مع السائقين، وتعطيل وصوله إلى الجامعة.
أما المواطن، علاء جودة، فيقول إنه يجد صعوبة كبيرة في التسوق بسبب أزمة "الفكة"، موضحا أنه يضطر للشراء من أكثر من مكان بالسوق أملاً في الحصول على الفكة.
ويضيف لبوابة" العين" أن التجار هم السبب الرئيسي في أزمة " الفكة" لأنهم يعملون على احتكارها وتخزينها استعدادا لشهر رمضان.
وينطبق الحال في المعاناة أيضا على تجار المحال التجارية الصغيرة، حيث يضطر بعضهم لعدم بيع المواطنين منتجات لغياب الفكة، وهو ما يؤكده المواطن أبو علاء الدنف، صاحب محل مجمدات.
ويشير الدنف لبوابة "العين"، أنه في بعض الأحيان ولعدم وجود الفكة، يضطر لعدم بيع المواطنين لذات السبب، كما أنه شأنه كشأن المواطنين تسبب له الفكة أزمة كبيرة في البيع.
ويوضح محمود أبوكريم الخبير الاقتصادي، أن أزمة " الفكة، هي مشكلة مشهود بها منذ سنين طويلة، وتتجذر باستمرار وتتزايد في المجتمع الفلسطيني الذي يحتفظ بثقافة " الفكة".
ويؤكد لـبوابة" العين" أن التجار وبعض المواطنين أيضا لديهم حرص كبير على احتكار الفكة، تحسبا من حدوث أي نقص لها في فترة مواسم رمضان والأعياد.
ولا يبرئ أبوكريم الحصار الإسرائيلي على غزة، من هذه الأزمة، لأن الحصار زاد بشكل ملحوظ في هذه الأزمة، كون الاحتلال الإسرائيلي يعطل لأوقات طويلة إدخال العملات من فئة الشيكل لقطاع غزة.
ويشير إلى أن سلطة النقد تعاني من صعوبات لإدخال الفكة إلى غزة، بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تقضي بالتضييق على الفلسطينيين، إلى جانب المماطلة في نقل الأموال من البنوك الإسرائيلية لصالح الفلسطينية.
يذكر أن سلطة النقد الفلسطينية أكدت في وقت سابق أنها تبذل جهودا كبيرة من أجل حل أزمة " الفكة" من خلال
إدخال كمية وافرة للبنوك العاملة في غزة للتغلب على هذه الأزمة، ولكن حتى الآن لم يتم إدخال أي شيء يخفف من حدة الأزمة المتفاقمة.