البرهان بذكرى الاستقلال: ملتزمون بمبادئ الثورة والتفاوض نهجنا مع إثيوبيا
أكد رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، الخميس، أن التفاوض سيظل نهجاً في علاقة الخرطوم مع إثيوبيا.
وقال البرهان، في كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى استقلال السودان الذي يوافق الأول من يناير، إن "القوات المسلحة السودانية لم ولن تتعدى الحدود الدولية أو تعتدي على إثيوبيا".
وأضاف أن "ما يحدث في المنطقة الشرقية المتاخمة لحدودنا مع إثيوبيا هو إعادة انفتاح وانتشار للقوات المسلحة السودانية داخل أراضيها".
وتابع: "ظللنا -وما زلنا- نحرص على معالجة موضوع التعديات من قبل المزارعين الإثيوبيين والداعمين لهم على الأراضي السودانية عبر الحوار".
وأشار إلى "تشكيل آليات مشتركة لهذا الأمر، واضعين في الاعتبار العلاقات الأزلية والخاصة بين الشعبين السوداني والإثيوبي"، مشددا على أن "نهج الحوار والتفاوض سيظل الهادي حتى يأخذ كل ذي حق حقه".
وحيا البرهان الشعب السوداني على نضالاته وتضحياته في سبيل نيل العزة والكرامة، مقدما أيضا "تحية خالصة لروادِ الاستقلال الأوائل، اعترافاً بفضلهم وتقديراً لجهدهم الميمون في تحقيق استقلالنا".
وتباهى البرهان بأبناء وبنات شعبه، قائلا إنهم "أشعلوا ثورةً عظيمةً متفردةً أذهلوا بها العالم. فحُقَّ لنا أن نحييهم ونعتز بهم، ومن قبلهم، نحيَيِ شهداء الثورة الأماجد من الشبابِ والشابات".
وجدد التأكيد على "الوقوف مع صُنْاع الثورة ومساندتهم والاستجابة لمشاريعهم وتطلعاتهم المشروعة، سعياً لتحقيق أحلامهم، وآمالهم الخُضْر، وحتى تصبح كل شعارات ثورتهم من حريةٍ وسلامٍ وعدالةٍ حقيقةً ملموسةً".
وأردف: "نؤكدُ التزامنا بمبادئ الثورة باستكمال هياكلها حتى تصل الفترةُ الانتقالية إلى غاياتِها بتحقيق الانتقال السِّلمي للسُّلطة، وإرساء أسس ودعائم البناء الديمقراطي".
ووفق البرهان، فإن "وطننا الآن يدعونا أكثر من أي وقتٍ مضى لنضمد جراحه، ونُقْيل عَثْراتهِ ونُسِد ثغراته بالوفاء والعطاءِ والبذلِ بلا حدود، والعمل لمصلحتهِ، وهو يعبُر أصعب المسالك، مما يستوجب التكاتف والتعاضد والتضامن، لنحافظ على سلامهِ واستقرارهِ وأمنه ووحدته".
وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بالبلاد، وأزمة كورونا تتطلب تضافر الجهود والعمل سوياً بهمةٍ وإخلاص بالتعاضد والترابط المجتمعي، والاعتماد على موارد السودان.
وتطرق البرهان، في خطابه، إلى "توقيع اتفاقية السلام هذا العام مع حركاتِ الكفاحِ المسلح، بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة على رأسهم حكومة (دولة) جنوب السودان".
وتقدم بالشكر إلى الجميع، من وساطةٍ ووفودٍ مفاوضةٍ، على هذا الإنجاز التاريخي.
كما شكر كل الشركاء من دول الجوار والإقليم والعالم والمنظمات الإقليمية والدولية.
وشدد على ضرورة أن تتعاون جميع الأطراف على إنفاذ الاتفاق على الوجهِ الذي يحقق الاستقرار والسلام الشامل المستدام، داعيا قادة الحركات المسلحة عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو إلى الانضمام لاتفاق السلام.
البرهان تطرق أيضا إلى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، قائلا إن الخطوة وما تلاها من قرارات "إنجاز جاء بعد جهودٍ جماعيةٍ لكل مكونات الحكومة الانتقالية والشعب والأصدقاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ويستحقون الشكر والثناء".
وأكد أن "هذا الواقع الجديد سيفتح لوطننا آفاقاً واسعة سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وأن التغيير الكبير في السياسة الدولية تجاه بلادنا يستوجب علينا جميعاً المضي قدماً بروح جماعيةٍ وعزم شعبي، وجهود متضافرة للوصول إلى الغايات الكبرى التي خطط لها جيل الاستقلال".