السودان: إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة دون اتفاق "إساءة"
اعتبر السودان أن إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة دون اتفاق ملزم "يضيف إلى الضرر الإساءة"، مشيرا إلى أن في التصرف الأحادي "خذلان" للدور الأفريقي.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال المتحدث باسم الخارجية السودانية، السفير منصور بولاد، الثلاثاء، إن "إصرار إثيوبيا على ملء السد دون اتفاق قانوني ملزم يضيف إلى الضرر الإساءة".
وأضاف أن ما تقدم يعبر عن "قناعة خاطئة أن في قدرة إثيوبيا فرض ما تراه على السودان".
ولفت إلى أن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول أن السد لا يحول دون وصول الماء إلى السودان، لا يعفيه -خاصة قانونيا- من التفاهم والاتفاق معه على الكيفية التي يصل بها الماء .
وأكد أن الضرر المترتب على عدم الاتفاق كارثي، ومن مسؤولية السودان أن يحول دون وقوعه.
ودعا إثيوبيا إلى الاحتكام للقوانين والأعراف المستقرة، والتعاون مع السودان في خدمة مصالح مشتركة لن يغني السد في حد ذاته إثيوبيا عنها.
كما أشار إلى أن إثيوبيا تمارس التضليل بشأن المبادرة الرباعية التي طرحها السودان، معتبرا أن مجرد إعلان أديس أبابا قرارها بالتصرف الأحادي، يشكل "خذلانا للدور الأفريقي القائم، وتخريبا لجهود متابعته للوصول إلى الحل".
وذكر بولاد أن موقف إثيوبيا تأكيد لانعزالها في موقف لا يمكنها الدفاع عنه أو التأسيس عليه في أي تفاوض يمكن أن يتم حول الأمر.
واعتبر بولاد تعنت إثيوبيا دليل على أن هناك أغراض غير الاستقلال المنصف لمياه النهر.
وتابع: "وتضلع إثيوبيا في هذه الأجندة دون حساب لما يمكن أن تجره من تطورات".
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن بلاده ستمضي في ملء سد النهضة في الموعد المحدد في يوليو/تموز المقبل.
وأوضح في كلمة أمام البرلمان أن بلاده لا يمكنها تفويت موسم الأمطار المقبل، لأن ذلك يكلفها خسارة نحو مليار دولار.
والملء المقبل هو الثاني لسد النهضة، وأثار الإعلان عن موعده غضب كل من مصر والسودان.
وأشار آبي أحمد إلى أن بلاده لا يمكنها أن تتسبب في ضرر للشعب المصري، مؤكدا أن بلاده تستهدف من سد النهضة توليد الكهرباء.
وأضاف أنه بالرغم من مساهمة إثيوبيا بأكثر من 80% من مياه النيل فإنها تسعى إلى تخزين 5% فقط من وارد الأمطار وليس من النيل الرئيسي.
وأكد أن سد النهضة لا يمكن أن يمنع انسياب المياه الطبيعي عن مصر والسودان.
وترفض القاهرة والخرطوم ملء السد قبل التوصل لاتفاق ملزم مع إثيوبيا.
وأمس الإثنين، قالت مصر إنها لن تقبل بالتداعيات السلبية الضخمة للإجراءات الإثيوبية الأحادية فيما يتعلق بملء سد النهضة.
وتعتبر مصر والسودان أن ملء سد النهضة دون اتفاق قانوني ملزم بمثابة تهديد لأمنهما المائي ويلحق بهما أضرارا جسيمة.
والمفاوضات بين الدول الثلاث حول السد متوقفة في الوقت الرهن حيث تتمسك القاهرة والخرطوم بآلية وساطة رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهو ما ترفضه إثيوبيا وتتمسك بالوساطة الأفريقية فقط.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز