غضب بالجزائر بعد تسلل صحفي إسرائيلي للبلاد
صحفي من جريدة "معاريف" الإسرائيلية تسلل إلى الجزائر ضمن وفد فرنسي، وكتب تقريرا مفصلا عن وضعها السياسي، متسببا في حرج السلطات.
تمكن صحفي إسرائيلي من التسلل إلى الجزائر، وكتب تقريرا مفصلا عن الوضع العام في البلاد، نشرته صحيفة "معاريف" على موقعها، الإثنين، مما أثار استياء الجزائريين الذين استغربوا من عدم انتباه سلطات بلادهم لوجوده، رغم التشديدات الكبيرة التي تفرضها على الأجانب للحصول على تأشيرة الدخول.
وحسب المعلومات، التي أوردها الصحفي، فإنه دخل إلى الجزائر ضمن الوفد الصحفي الذي رافق رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، خلال زيارته الأخيرة للجزائر قبل أكثر من شهر، وهو ما لم تنتبه له السلطات الجزائرية التي منحته التأشيرة في هذا الإطار.
وأكد الصحفي الإسرائيلي، واسمه جدعون كوتس، ذكر في تقريره أن وجوده في الجزائر تزامن مع لقاء رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال فالس، وقال إن موضوع الإرهاب كان فرصة لإظهار جبهة واحدة في لقاء الحكومتين.
وذهب الصحفي إلى سرد حوار قصير مع وزير الداخلية الجزائري، الذي وصفه بالرجل الثاني في الحكومة، قائلا: "وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، وهو رقم 2 في الحكومة حسب البروتوكول، قال لي "هناك حاجة الآن الى معركة دولية تشارك فيها جميع الدول دون استثناء ضد الإرهاب".
ونشر الصحفي الإسرائيلي معلومات، استنادا إلى مصادر فرنسية، عن صحة الرئيس بوتفليقة، حيث قال إن وضعه يزداد خطورة منذ إصابته بالجلطة الدماغية التي تعرض لها في 2013. ورغم العلاج المتواصل في فرنسا، إلا أن مقربي وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك، الذي التقى معه قبل زيارة فالس، قالوا إنه لا يمكنه الحديث وأن أطرافه مشلولة.
وحاول هذا الصحفي تفكيك العلاقة بين السلطة والمواطنين في الجزائر، من خلال عمل ميداني نزل فيه إلى الشارع، مشيرا إلى أن المتحكم في الجزائر حاليا هو شقيق الرئيس بوتفليقة بسبب عدم قدرة الأخير على مزاولة مهامه نتيجة المرض.
غير أن ما كتبه الصحفي الإسرائيلي لم يكن جديدا بالنسبة للجزائريين فهو نفس ما تردده الصحف المستقلة يوميا عن الوضع في الجزائر، لكن المفاجئ كان تمكن هذا الصحفي من الدخول، رغم عدم وجود علاقات رسمية بين الجزائر وإسرائيل، والخطاب الرسمي المعادي لها.
ولقي التقرير الذي نشره الصحفي الإسرائيلي تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ذهبت معظم التعليقات إلى التساؤل حول الكيفية التي دخل بها.
ونشر أكرم خريف، مدير موقع "أسرار دفاع" الناطق بالفرنسية، تعليقا ساخرا على صفحته على فيس بوك يقول فيه " صحفي إسرائيلي يتجول أمام قصر الحكومة ويزور أسواق العاصمة!".
وكتب أحد المعلقين عل صفحته بـ فيس بوك تعليقا، يقول فيه: "على حد فهمي، فإن هذا الصحفي دخل بتأشيرة من السلطات الجزائرية وهو مراسل لجريدة معاريف، في إطار زيارة فالس، وقد كتب تقريرا جميلا على زيارته للجزائر.. لم أعد أعلم ما يجري في هذا البلد".
وينتظر أن يتسبب هذا المقال في حرج شديد للحكومة الجزائرية التي تؤكد في كل مرة رفضها المطلق لأي عملية تطبيع مع إسرائيل من منطلق عقيدتها الدبلوماسية، التي يلخصها المسؤولون الجزائريون في مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".