السودان: الخيارات مفتوحة بشأن سد النهضة.. ولا اتفاق بدون مصر
استعرض وزير الري السوداني ياسر عباس، اليوم الأربعاء، موقف بلاده من المفاوضات بشأن سد النهضة التي أٌعلن فشلها في العاصمة كينشاسا، مؤكدا أن "الخيارات كلها مفتوحة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم غداة فشل مفاوضات استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا حول سد النهضة، وتبادلت دول إثيوبيا ومصر والسودان الاتهامات حول تعثرها.
وقال عباس: "كل الخيارات مفتوحة أمامنا فيما يتعلق بسد النهضة وفق القانون الدولي، بما فيها العودة لمجلس الأمن والاستعانة بالدول داخل الإقليم وخارجه".
وحول ما دار في اجتماعات كينشاسا، أوضح عباس أن بلاده "عرضت الوساطة الرباعية بقيادة الاتحاد الأفريقي، ووافقت مصر ورفضتها إثيوبيا".
وتابع: "غيرنا العرض من وساطة رباعية إلى وجود مسهلين للتفاوض، ورفضته إثيوبيا أيضا"، مشددا على أنه "إذا لم يكن هناك دور حقيقي لطرف رابع في مفاوضات سد النهضة فلن نصل إلى شيء".
وأكد وزير الري السوداني أنه "ليس هناك اتفاق ثنائي مع إثيوبيا دون مصر، وأديس أبابا لم تعرض ذلك".
وأضاف أن "تأثير سد النهضة على بلادنا سيكون شديدا، وقمنا بتحوطات فنية لمجابهة الملء الثاني بالاحتفاظ بمليار متر مكعب في سد الروصيرص وإفراغ بحيرة خزان جبل أولياء بالكامل لأول مرة".
عباس أضاف قائلا: "سنعدل طريقة تشغيل السدود، وسنحتجز كمية أكبر في سد الروصيرص لمواجهة أي نقص للمياه يوليو القادم"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا أغلقت بوابات السدود العام الماضي دون أن تخطرنا".
وفي وقت سابق من اليوم، أرسلت أديس أبابا رسالة طمأنة للسودان، إذ أعلن وزير المياه والري الإثيوبي سليشي بقلي أن بلاده أكدت التزامها بتبادل المعلومات بشأن عملية ملء سد النهضة التي تمضي فيها في موعدها المقرر.
وحول مخاوف الخرطوم من عملية الملء الثاني للسد، قال بقلي إن "ما أثاره من تأثره بعملية الملء غير حقيقي ومنافٍ لما شهده السودان العام الماضي، حيث تمت عملية الملء بشكل طبيعي".
وشدد على أن بلاده "لن تلحق بالسودان أي ضرر بعملية الملء الثاني"، مشيرا إلى أن "أي محاولة لعرقلة هذه العملية تعد خسارة كبيرة لإثيوبيا، لأنها ستفقد مليار دولار".
وفي سياق الأزمة نفسها، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في وقت سابق من اليوم، إن على إثيوبيا عدم المساس بمياه بلاده في نهر النيل، وإن الخيارات كلها مفتوحة، داعيا أديس أبابا للتعاون، لأنه "الأفضل".
وأضاف أن "مصر تنسق مع السودان بشأن سد النهضة، ونؤكد للعالم عدالة قضيتنا في إطار القانون الدولي".
ومع اقتراب إثيوبيا من عملية الملء الثاني لسد النهضة، الصيف المقبل، وتخوفات دولتي المصب مصر والسودان من تداعياتها، يدخل الملف مرحلة الحسم بعد عشر سنوات من مفاوضات لم ترضِ جميع الأطراف.
ومنذ 11 يناير/كانون الثاني الماضي، تواجه المفاوضات جمودا بعد أن وصلت الدول الثلاث إلى طريق مسدود بشأن كيفية ملء وتشغيل السد، لكن السودان اقترح مؤخرا وساطة رباعية دولية في الملف، وأيدته مصر، فيما تتمسك أديس أبابا بوساطة الاتحاد الأفريقي فقط.