أوباما يزور هيروشيما.. وناجازاكي تسأل: ماذا عن مدينتنا؟
مع اقتراب موعد زيارة أوباما لمدينة هيروشيما اليابانية، يتساءل سكان المدينة الأخرى التي قصفت بالقنبلة الذرية عن أسباب تجاهله زيارتهم.
ألقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على مدينة ناجازاكي اليابانية، في تقرير إنساني عن الناجين من القنبلة النووية، التي ألقيت على مدينتهم إبان الحرب العالمية الثانية.
وتضمن التقرير تساؤلات غاضبة من الناجين حول سبب زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة لمدينة هيروشيما فقط دون مدينتهم، والتي تولد شعورا لدى سكان المدينة أن العالم قد تخلى عنهم.
وتضمن التقرير نماذج لسكان نجازاكي الناجين، مثل المدرِّسة المتقاعدة مياكو جوداي، التي كانت في السادسة من عمرها عند قصف القوات الأمريكية المدينة بالقنبلة النووية، التي قتلت أكثر من 74 ألف شخص على الفور.
وتقول مياكو إنها كانت خائفة جدا بعد ما دمرت القنبلة معظم المدينة التي كانت تعيش فيها، وتقول إنها مشت على جثث القتلى لتصل كهفا بعيدا عن المدينة لتلافي آثار الدمار التي حلت بنجازاكي.
ويقول عمدة مدينة ناجازاكي، توميهيسا تاوا، إن الكثيرين في ناجازاكي يعرفون أن هيروشيما تمثل فاجعة المدينتين، ويتمنى تاوا أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لهيروشيما رسالة للعالم مفادها عدم استعمال الأسلحة النووية مجددا في المستقبل، وأكد أن تلك الرسالة لا تحتاج أن يتواجد أوباما في المدينة لتوصيلها.
ويشير المقال إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص يزورون النصب التذكاري في مدينة هيروشيما التي سيلقي فيها أوباما خطابه الجمعة المقبلة، مقارنة بـقرب 700 ألف شخص في متحف القنبلة النووية في ناجازاكي.
وتشير الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، إلى أن القنبلة النووية التي ألقيت على ناجازاكي سقطت على أحد أقدم وأكبر الكاتدرائيات في آسيا، وهي كاتدرائية أوراكامي التي شهدت دخول الديانة المسيحية الي اليابان في القرن السادس عشر الميلادي، والتي قتل 8 آلاف من منتسبيها على الفور وقت سقوط القنبلة.
ويقوم أتباع كاتدرائية أوراكامي بالصلاة يوم الاثنين من كل أسبوع على أرواح ضحايا القنبلة في الكاتدرائية المعاد إنشاؤها على أنقاض تلك التي تبخّرت في الهجوم على المدنية، حيث تريد الكاتدرائية توجيه رسالة للعالم للتخلص من الأسلحة النووية.
لكن بعض السكان عبّروا عن ارتياحهم لعدم قدوم الرئيس الأمريكي إلى مدينتهم.
وتشير الصحيفة إلى قيام المعماري الياباني ماساهارو أوكا بإنشاء متحف مخصص لإحياء ذكرى من كانوا يعملون في المصانع والمؤسسات والذين إما قتلوا أو شوهوا عند القاء القنبلة.
من جانبه يرى الأمين العام السابق لمؤسسة "أوكا"، توشيكا شيباتا، أن السكان سعداء بعدم زيارة أوباما لمدينتهم، ويصيف شيباتا قائلا: "إنه من الأفضل ألا يطأ الرئيس أوباما قدمه هنا".
ويختتم التقرير بشهادة يوشيتوشي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية والبالغ 87 عاما، ويقول فيها إنه لا يفهم ما سبب البلبلة حول زيارة أوباما لهيروشيما، ورغم ترحيبه بتلك الزيارة وتمنيه أن يتحدث أوباما عن أهمية خلو العالم من أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه لا يريد أن يزور أوباما المدينة، حيث يرى أنها ليست ذات قيمة.
ويضيف فوكاهوري قائلا: "بعد خبرة طويلة، أرى أن الناس كان لهم أمل في اعتذار الولايات المتحدة عما حدث في بلادنا، لكن حاليا انتابتهم خيبة أمل، لذا لا أريد أن أتحدث كثيرا حول موضوع الزيارة".