رئيس تونس يرفض "صفقات الظلام" ومحاورة "ناهبي مقدرات الشعب"
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة، أنه غير مستعد للحوار مع من نهب مقدرات الشعب.
وأضاف سعيد، في تصريحات خلال لقاء له بالجالية التونسية في إيطاليا: "لا أقبل عقد صفقات تحت جنح الظلام".
- تونس تحقق في مخطط اغتيال قيس سعيد.. والاتهامات تذهب للإخوان
- مساعٍ لاغتيال "سعيد".. إخوان تونس أمام "محكمة الشعب"
وتابع الرئيس التونسي "هناك من يريد تحطيم الدولة وضرب مؤسساتها من الداخل".
وكان سعيد شدد، في تصريحات سابقة، أنه "لن يترك الدولة تسقط أو أحدا يضرب مؤسسات الدولة ورموزها"، مشيرا إلى أنه "على كل شخص تحمل مسؤولياته، خاصة أن هناك من يفتعل الأزمات ليبقى في الحكم، ويجب أن تطبق القوانين على الجميع بمساواة".
وأشار إلى أن "الدولة تكاد تتهاوى، وهناك مؤامرة تحاك لن أسكت عنها مهما كان الثمن، وتحركات مشبوهة في العديد من الجهات يحركها لوبيات، وعلى النيابة العمومية أن تتحرك فورا لتنفيذ القانون دون مفاضلة".
وأوضح سعيد أنه لم يكن يقصد بكلامه اتحاد الشغل عندما قال الأسبوع الماضي إن "أطرافًا لا وطنية تريد إرساء حوار وطني في البلاد".
وقد اتهم الرئيس التونسي أطرافا في إشارة للإخوان، بسعيها لإزاحته من الحكم ولو بالاغتيال"، مشيرا إلى أن "هذه الأطراف استعانت بالخارج لتحقيق هذا الأمر".
وكان سعيد قد عبر عن استعداده للإشراف على الحوار الوطني، وأنه "لن يكون محاولة بائسة لإضفاء مشروعية كاذبة على الخونة وعلى اللصوص".
وأشار إلى أن "الحوار سيكون لحل مشاكل التونسيين وأهم محاوره التفكير في نظام سياسي جديد ونظام انتخابي جديد، حتى يكون كل من تم انتخابه مسؤولا أمام ناخبيه وقد يكون حوارا حول مرحلة انتقال من هذه الحال لحال جديدة، بعيدة عن كل الصفقات لا في الداخل ولا مع الخارج، في انتظار نظام سياسي جديد".
وتتواصل القطيعة بين قيس سعيد ورئيس حزب النهضة الإخواني راشد الغنوشي منذ مطلع سنة 2020، حيث اتهم سعيد الغنوشي "تلميحا"، بمحاولة تصفيته جسديا والتآمر مع جهات أجنبية.
اتحاد الشغل بدوره عبر عن امتعاضه من تصريحات الغنوشي، الخميس، حيث أطلق سهام نقده إلى رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، الذي قال "إن التونسيين لا يعملون أكثر من ربع ساعة في اليوم، خلال كلمة ألقاها خلال اجتماع الاتحاد بمنطقة الحمامات السياحية".
وحمل الطبوبي كامل المسؤولية التي آلت لها البلاد إلى الغنوشي واتهمه بأنه " سبب البلية"، مضيفا: "من يتحدث عن ربع ساعة عمل لم يعمل في حياته ولو دقيقتين".
وخاطب الطبوبي مسؤولي البلاد ودعاهم إلى احترام أنفسهم، خصوصا منهم من لا يستطيع تقديم شيء لتونس.
وبخصوص ما قاله الرئيس التونسي قيس سعيد بوصفه للحوار باللاوطني، انتقد الطبوبي الرئيس، مؤكدا أن "الحوار وطني كما المنظمات التي قال إنها وطنية رغم أنف الجميع".
وأطلق الاتحاد العام التونسي للشغل منذ أكثر من 6 أشهر مبادرة لتنظيم حوار وطني لإنقاذ البلاد.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت السلطات القضائية التونسية، الخميس، فتح تحقيق حول مخطط اغتيال الرئيس قيس سعيد، فيما تشير الاتهامات إلى حركة النهضة الإخوانية.
والثلاثاء، اتهم الرئيس التونسي، في مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية، أطرافا لم يذكرها بالسعي لإزاحته من الحكم بأي وسيلة وإن كان ذلك بالاغتيال.
وقال سعيد، عقب لقائه رئيس الحكومة هشام المشيشي وعددا من رؤساء الحكومات السابقين، إن هذه الأطراف حاولت الاستعانة بجهات أجنبية لتنفيذ مخططاتها، في إشارة واضحة للإخوان دون ذكرهم صراحة.
وأضاف: "من كان وطنياً مؤمناً بإرادة الشعب لا يذهب للخارج سراً بحثا عن طريقة لإزاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال، حتى ولو بالاغتيال".