"طالبان" تسيطر وبايدن يبحث آخر تطورات أفغانستان
قال البيت الأبيض، السبت، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث مع وزيري الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي "الجهود الجارية لتقليص عدد المدنيين في أفغانستان بشكل آمن".
وعلى الأرض في أفغانستان، قال مسؤولون محليون، أمس الجمعة، إن مقاتلي "طالبان" سيطروا على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في الوقت الذي انهارت فيه مقاومة القوات الحكومية وتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابول لهجوم خلال أيام.
وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاما، كما سقطت هرات في قبضة طالبان.
وقال غلام حبيب هاشمي عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح".
لا انخراط أمريكيا من جديد
بدأت حركة طالبان هجومها في مايو/أيار عندما أكد بايدن رحيل آخر القوات الأجنبية من البلاد بعد عشرين عاما من تدخلها لإطاحة طالبان من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001؛ ويفترض أن ينتهي هذا الانسحاب بحلول 31 أغسطس/آب.
مذاك، أكد بايدن أنه ليس نادما على قراره رغم السرعة التي انهار بها الجيش الأفغاني في مواجهة تقدم طالبان ما فاجأ الأمريكيين وخيب أملهم بعدما أنفقوا أكثر من ألف مليار دولار خلال عشرين عاما لتدريبه وتجهيزه.
وبسبب هذا التقدم السريع، أعلنت واشنطن مساء الخميس أنها قررت "تقليص وجودها الدبلوماسي" في كابول.
ولضمان إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين بسلام، سترسل وزارة الدفاع الأمريكية ثلاثة آلاف جندي إلى مطار كابول الدولي، بحسب الناطق باسمها جون كيربي.
وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الجمعة أنها مستعدة لإجلاء "آلاف الأشخاص يوميا" عبر الجو، معتبرة أن كابول لا تواجه "خطرا وشيكا".
في الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.
وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد اجتماع أزمة أمس الجمعة أن بلاده تعتزم "ممارسة ضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدا أي "حل عسكري".
وأعلنت دول عدة بينها هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس الجمعة خفض وجودها في البلاد إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان.
وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي؛ وتأتي هذه العمليات بينما تواصل حركة طالبان تجاهل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأسرة الدولية.
تنديد دولي
وفي مواجهة تصاعد نفوذ طالبان، حذر الاتحاد الأوروبي الحركة من أنها ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة من خلال العنف.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان: "إذا تم الاستيلاء على السلطة بالقوة وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان".
وأضاف "يعتزم الاتحاد الأوروبي مواصلة شراكته ودعمه للشعب الأفغاني، لكن الدعم سيكون مشروطا بتسوية سلمية وشاملة، واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والشباب والأقليات".
وشدد على أنه "من الضروري الحفاظ على المكاسب الكبيرة التي حققتها النساء والفتيات خلال العقدين الماضيين بما فيها الوصول إلى التعليم".
وقال بوريل إن الكتلة التي تضم 27 بلدا شجعت أيضا السلطات في كابول "على تسوية الخلافات السياسية وزيادة تمثيل جميع الأطراف والتعامل مع طالبان من منظور موحد".
في السياق، تخوفات أمنية روسية تتصاعد عقب سيطرة "طالبان" على الحدود الأفغانية مع طاجيكستان وأوزبكستان.
بدوره قال وزير الدفاع سيرجي شويجو، الأربعاء الماضي، إن "سيطرة عناصر طالبان على الحدود الأفغانية مع طاجيكستان وأوزبكستان تعزز مخاوف موسكو الأمنية".
وأشار إلى أن "طالبان" تعهدت بعدم عبور الحدود، لكن موسكو ستواصل إجراء تدريبات مشتركة مع حلفائها في المنطقة.
وتدير روسيا قاعدة عسكرية في طاجيكستان وهي بدورها عضو في تكتل عسكري تقوده موسكو، وهو ما يعني أن موسكو ستكون ملزمة بحمايتها إذا تعرضت لاجتياح حيث يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة.
وفي أروقة مجلس الأمن، قال دبلوماسيون إن المجلس التابع للأمم المتحدة يناقش مسودة بيان تندد بهجمات طالبان على مدن وبلدات أفغانية.
وتهدد مسودة البيان بفرض عقوبات بسبب انتهاكات وأعمال تهدد السلم والاستقرار في أفغانستان.
وتؤكد المسودة أيضا أن "المجلس لا ولن يدعم إقامة أي حكومة في أفغانستان يتم فرضها بالقوة العسكرية".
وتقول المسودة "يندد مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة بالهجمات المسلحة لحركة طالبان على مدن وبلدات في أنحاء أفغانستان، فيما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين".