زحف طالبان.. إعدامات للجنود وزيجات قسرية وأوضاع مأساوية
ما بين هجمات غير مبررة على المدنيين وإعدامات للجنود الأسرى وزيجات قسرية، جاءت أوضاع المناطق التي سيطرت عليها حركة طالبان، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إنه رغم تعهد قادة حركة طالبان علانية بأن يكونوا رحماء عند النصر، مطمئنين مسؤولي الحكومة والقوات وشعب أفغانستان بأن لا يوجد شيء ليخشوه، إلا أنه حدث العكس.
ونقلت عن أفغانيين يتواجدون بمناطق تخضع لسيطرة طالبان أن هناك هجمات غير مبررة على المدنيين وعمليات إعدام للجنود الأسرى.
إضافة إلى مطالبة قادة طالبان للأهالي بتسليمهم النساء غير المتزوجات ليصبحن "زوجات" لعناصرهم، وهو ما قالت إنه "شكل من أشكال العنف الجنسي".
وأمس الخميس، قالت السفارة الأمريكية في كابول إنها تلقت تقارير بشأن إعدام طالبان لأفراد من الجيش الأفغاني كانوا قد استسلموا.
وأضافت عبر تويتر: "إنه لأمر مقلق للغاية، وقد يشكل جرائم حرب".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة دونالد ترامب وطالبان العام الماضي، والذي بموجبه وافقت الولايات المتحدة على سحب قواتها، لم يحدد أي معايير لحقوق الإنسان لتلتزم بها طالبان.
لكن الحركة وعدت أن تسعى لتسوية سلمية ووقف لإطلاق نار متفاوض عليه مع الحكومة الأفغانية.
ومن بين أولئك الفارين، امرأة مصابة بجروح بالغة تدعى "وزير نزاري"، وهي من أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، حيث ترقد بلا حركة على جانبها على فراش رقيق على سطح منزل بالجزء الغربي من العاصمة.
وقال والدها عبدالرازق رضائي إنها أصيبت بطلق ناري في الرأس أول يوليو/تموز على أيدي مسلحي طالبان بقريتهم في منطقة مالستان.
وأطلق عناصر طالبان النار على شقيقة زوج وزير، التي سقطت على الأرض مصابة بجروح قاتلة.
وقال رضائي إنه عندما حاولت وزير، وهي في الأربعينيات من عمرها، مساعدتها، أطلقوا النار على وجهها، حيث دخلت الرصاصة من صدغها الأيمن وخرجت من عينها اليسرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالحكومة الأفغانية في كابول تأكيدا لروايات السكان المحللين، قائلًا إن صور عمليات الإعدام نشرت الخوف بين القوات قبل سقوط زارانج عاصمة مقاطعة نمروز الأسبوع الماضي.
وما بين هزائم واستسلام للقوات الحكومية، يواصل طوفان حركة طالبان ابتلاع عواصم ولايات أفغانستان، وسط محاولات لتأخير سقوط العاصمة كابول.
وفجر الجمعة، قالت حركة طالبان إنّها استولت على قندهار ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، كما أعلنت مصادر محلية سقوط مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب) و"هرات"، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وكذلك مدينة "فيروز كوه" في ولاية غور (غرب) دون أي قتال، ما يترك العاصمة فقط وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية.
وأمس الخميس، سيطرت الحركة على مدينة غزنة الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الأفغانية كابول، وبذلك أصبحت نحو 15 عاصمة ولاية تحت سيطرة طالبان.
ومؤخرا، سيطرت الحركة على كل من "فايزآباد" (ولاية بداخشان) و"بل خمري" (ولاية بغلان) و"فراه" (ولاية بنفس الاسم) و"إيبك" (ولاية سامانجان) و"زرنج" (ولاية نمروز) و"تالقان" (تخار) و"شبرغان" (جوزجان) و"ساري بول" و"قندوز" عاصمتي ولايتين تحملان نفس الاسم.
ويغذي سقوط العواصم الكبرى للولايات في أيدي "طالبان" شراهة الحركة على التهام المزيد من المدن، قبل أسابيع قليلة من الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز