اليمن بمجلس الأمن.. الحوثي يرفض السلام ويعيق إمدادات الوقود
اعترفت الأمم المتحدة بعدم تحقيق أي تقدم في الجهود التي تبذلها للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن بسبب رفض مليشيات الحوثي التعاطي مع خطة النقاط الأربع.
وقال محمد خالد خياري، مساعد أمين عام الأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، إن خطة النقاط الأربع المقدمة للأطراف، تتألف من وقف إطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأساسية الأخرى عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية.
وأضاف خياري أن الحوثيين مستمرون في اشتراط فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، فضلاً عن إنهاء ما يسمونه "الاحتلال" قبل استئناف مشاركتهم في عملية السلام.
وحول اتفاق الرياض قال خياري:" لم تُستأنف بعد المفاوضات التي سهلتها المملكة العربية السعودية بشأن اتفاق الرياض والتي كانت تركز على عودة رئيس الوزراء وغيره من الوزراء إلى عدن بعد عطلة العيد في شهر يوليو/تموز".
وأضاف ولم يُحدد أي موعد لاستئناف هذه الجهود، ولا يزال إحراز تقدم سريع بشأن تنفيذ اتفاق الرياض أمراً حيوياً لمعالجة التوترات في الجنوب، خاصة وأن الحالة الأمنية في عدن والمحافظات الجنوبية لا تزال تتدهور.
وشدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه تم رصد قتال متقطع في محافظات الجوف وتعز، مؤكدا أن مأرب تظل هي المحور الاستراتيجي الرئيسي حيث صعد الحوثيون شمالًا حول الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة.
وقال المسؤول الأممي: "استناداً إلى هذه التطورات المستمرة في الوضع العسكري، أصبحت الطرق الرئيسية المؤدية إلى مأرب الآن أكثر تهديداً على نحو خطير، وفي ضوء ذلك، نكرر نداءنا إلى جميع الأطراف بأن تنهي تماماً وفوراً هذه المحاولات لتحقيق مكاسب على الأرض بالقوة.
وتحدث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة عن الهجمات الصاروخية البالستية العابرة للحدود والهجمات بطائرات بدون طيار ضد جنوب المملكة العربية السعودية واستهداف الحوثيين البنية التحتية البرية والبحرية جنوب المملكة .
وتطرق إلى الوضع الاقتصادي الصعب في مختلف أنحاء اليمن، مشيرا إلى استمرار تدهور قيمة الريال اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لتصل إلى مستوى قياسي من الانخفاض، حيث بلغت قيمة التداول 1000 ريال للدولار الواحد وارتفاع الفجوة في أسعار الصرف بين صنعاء وعدن إلى نحو 400 ريال.
إعاقة إمدادات الوقود
ووجهت الأمم المتحدة اتهامات صريحة لمليشيات الحوثي بالتسبب بوقف إمدادات الوقود عبر ميناء الحديدة من أجل رفع أرباح السوق السوداء الموازية والتي تديرها المليشيات.
وقال أمين عام الأمم المتحدة لشؤن الشرق الأوسط، إن إحدى السفن التي تحمل الوقود أرغمت على العودة إلى منطقة المرسى بسبب امتلاء خزانات الوقود في الحديدة كما زعمت المليشيات .
خياري وفي إحاطة قدمها أمام جلسة مجلس الأمن حول اليمن عقدت اليوم الإثنين، أكد أن مليشيات الحوثي أغلقت كل محطات الوقود التابعة لشركة النفط اليمنية في المحافظات التي يسيطر عليها باستثناء محطة واحدة.
وأورد خياري توضيحا من شركة الغاز اليمنية بأن هناك نقصاً حاداً في الغاز المنزلي بشكل متزايد، مع فترات انتظار تصل إلى شهر واحد تقريباً لإعادة ملء الأسطوانات الفارغة، وكان هذا سبباً في دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل كبير في السوق السوداء.
ودعا خياري إلى تجنب عسكرة الاقتصاد ومنح الأولوية للاحتياجات المدنية، وتمتنع عن عسكرة الاقتصاد، لا سيما في ضوء الحالة الإنسانية الحرجة في البلاد.
ومن جانبه، قال المبعوث الأممي السابق إلى اليمن مارتن جريفيث، إن 5 ملايين من المواطنين يقتربون من خطر المجاعة والكثيرون محرومون من الرعاية الصحية والماء النظيف والتعليم.
وأضاف في كلمته بجلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، أن الاتحاد الأوروبي والسويد وسويسرا سيستضيفون مؤتمرا عن اليمن الشهر المقبل وهو فرصة لإظهار التضامن معهن مشددا على ضرورة وضع نهاية للحرب في اليمن، لأن وقف إطلاق النار سيتيح حلا سياسيا شاملا.