البطولة التاسعة.. تقلبات السياسة تهدي الدنمارك لقبها الوحيد
الأحداث السياسية كانت البطل الحقيقي لهذه النسخة بتفكك الاتحاد السوفييتي وتوحيد ألمانيا وحرمان يوغوسلافيا الذي فتح الباب لتتويج الدنمارك
ربما لم يسمع الدنماركيون بالمثل العربي الذي يقول إن "رب صدفة خير من ألف ميعاد"، لكنهم بالتأكيد آمنوا بصحته بعد النسخة التاسعة من البطولة التي أقيمت في الفترة من 10 وحتى 26 يونيو 1992 في السويد.
فبعد إقصائهم من التصفيات وتأهل منتخب يوغوسلافيا قرر الاتحاد الأوروبي حرمان الأخير من المشاركة بسبب عدوان الصرب على البوسنة والهرسك، ليتم استدعاء المنتخب الدنماركي للمشاركة في البطولة، ويفوز بلقبها للمرة الأولى والأخيرة.
خيمت السياسة على أجواء البطولة بشكل عام حيث حرم منتخب الاتحاد السوفييتي من المشاركة باسمه بعد تفككه في عام 1991، ليحل بدلًا منه منتخب لعب تحت اسم اتحاد الدول المستقلة والذي ضم لاعبي كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأوزباكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وأرمينيا ومولدوفا وأزربيجان وطاجيكستان، ولم تشارك 4 من أصل 15 من الدول التابعة لاتحاد الدول المستقلة في هذا المنتخب، رغم تبعيتها السابقة للاتحاد السوفيتي، وهم إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وجورجيا.
الحدث السياسي الثالث المرتبط بـ"يورو 1992"، أن البطولة شهدت للمرة الأولى بتاريخها، خوض ألمانيا الموحدة للنهائيات بعد أن اتحدت الشرقية مع الغربية في أكتوبر 1990، علما بأن ألمانيا الغربية هي التي سبق وأن حققت اللقب مرتين قبل ذلك في 1972 و1980.
البطولة أقيمت على 4 ملاعب، وهم "نيا أولفي" بمنطقة "جوتيبورج"، و"راسونداستاديوم" بمقاطعة "ستوكهولم"، و"مالمو ستاديون" بمدينة "مالمو"، و"أدروتسباركن" بمدينة "نوركوبنج".
وشهدت المجموعة الأولى تواجد السويد وإنجلترا وفرنسا والدنمارك، وقد احتلت السويد الصدارة، فيما حلت الدنمارك وصيفة، ليتأهلا معًا لنصف النهائي.
وفي المجموعة الثانية التي ضمت هولندا وألمانيا واسكتلندا واتحاد الدول المستقلة، فقد حلت هولندا في المركز الأول، فيما جاءت ألمانيا بالترتيب الثاني ليصعدان لنصف النهائي.
نصف النهائي الأول جمع بين السويد وألمانيا على ملعب "راسونداستاديوم"، وانتهت نتيجته لصالح الألمان (3-2)، فيما نجحت الدنمارك في مواصلة مفاجآتها في نصف النهائي الثاني، والتأهل للمباراة النهائية على حساب هولندا بركلات الترجيح بنتيجة (5-4) بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للقاء الذي أقيم على ملعب "نيا أولفي" (2-2).
المباراة النهائية، التي أقيمت على ملعب "نيا أولفي"، نجحت فيه الدنمارك في تحقيق ما أشبه بالمعجزة بالفوز على ألمانيا (2-0)، لتتوج باللقب للمرة الأولى والأخيرة في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز