"طريق الموت" الصيني.. إنقاذ الأطفال يبدأ بـ"سُلّم"
السلطات في إقليم صيني تأمر ببناء سلم لحماية أطفال يخاطرون بحياتهم ويتسلقون جبلًا للوصول إلى مدرستهم.. شاهد صورًا وفيديو لـ"طريق الموت"
سلطت وسائل إعلام صينية محلية الضوء مؤخرًا على مأساة طلاب من قرية صينية نائية يتعين عليهم المخاطرة بحياتهم إذا أرادوا الوصول إلى مدرستهم الابتدائية، التي تقع فوق قمة جبل وعر، للحصول على حقهم الطبيعي في التعليم، فيما بدأت السلطات المحلية في التحرك لحل المشكلة.
ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الناطقة بالإنجليزية، معاناة طلاب قرية "أتولير"، الواقعة فوق جبل ارتفاعه نحو 800 متر، بإقليم سيشوان جنوب شرقي البلاد، التي تعكس الخطورة البالغة لرحلة الذهاب والعودة من المدرسة، وأفادت الصحيفة بأن الأطفال يقضون في المدرسة أسبوعين قبل العودة إلى بيوتهم سالكين الطريق ذاته، وذلك نظرًا لوعورة الطريق الذي قد يستغرق نحو ساعة ونصف الساعة نزولاً في مدقات وسلالم معلقة شديدة الضيق، لا تكاد تتسع سوى لعابر واحد، بحسب ما أوردته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وبعدما أحدث تداول صور "طريق الموت" صدمة في العالم، ذكر بيان صحفي لحكومة مقاطعة يانغشان، التي تشرف على القرية الصغيرة النائية، أنه سيتم بناء سلم فولاذي كإجراء عاجل لحماية الأطفال من الرحلة الخطرة، وذلك إلى حين وضع حل طويل المدى للأزمة من قبل مسؤولي الدولة، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وأفادت صحيفة "الشعب" الصينية بأن 15 تلميذًا من قرية أتولير، تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة، يلتحقون بالمدرسة الواقعة في سفح الجبل، موضحة أن الوصول إلى القرية يتطلب تسلق 17 سلمًا مصنوعة من الخيزران، حيث تكون بعض السلالم عمودية، فيما تنعدم السلالم في بعض الأماكن فيلجأ الطلاب إلى تسلق الصخور، مما يعرضهم لخطر بالغ.
ورغم مساعي الحكومة الصينية لجعل القرية تعتمد على نفسها ذاتيًا، فإنها لم تتمكن بعد من توفير مدرسة في مكان آمن دون الحاجة لسلوك مثل هذا الطريق.
وقال مصدر محلي إن تكلفة شق طريق جبلي ستزيد على 60 مليون يوان (نحو 6.2 مليون جنيه إسترليني)، وهو مبلغ كبير جدًا مقارنة بعدد سكان القرية الذي لا يتجاوز بضع مئات.