أول ظهور بـ"ميونخ للأمن".. مستشار ألمانيا أمام أسئلة إجبارية
حذر المستشار الألماني، أولاف شولتز، روسيا، صباح الأحد، من أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن كبير.
وكان شولتز يتحدث في جلسة بمؤتمر ميونخ للأمن بعنوان "في دائرة الضوء: ألمانيا على المسرح الدولي"، في إطار جلسات اليوم الثاني للمؤتمر.
وقال شولتز أيضا "لا يوجد مبرر لحشد 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا"، متابعا "الحرب تهدد أوروبا مرة أخرى، والمخاطر لم يتم تجنبها على الإطلاق".
وأوضح "روسيا أثارت مسألة عضوية أوكرانيا المحتملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) باعتبارها سببا للحرب، وهذا أمر متناقض: لأنه لا يوجد على الإطلاق قرار في هذا الشأن".
وأضاف "مفهوم الأمن يجب أن يتسع ليشمل تحديات الهجمات السيبرانية"، مضيفا "الهجوم السيبراني يبقى هجوم سيبراني بغض النظر عن مصدره".
ومضى قائلا "لا نتوقع رؤية تقدم بين عشية وضحاها فيما يخص الأزمة الأوكرانية"، متابعا "نحن بحاجة إلى المزيد من الدبلوماسية ولكن دون سذاجة".
"عالم مختلف"
المستشار قال أيضا "العالم في القرن الـ21 سيملك مراكز قوى مختلفة"، متابعا ""لا ينبغي لأي بلد أن يكون الفناء الخلفي لدولة أخرى".
وتأتي كلمة شولتس أمام مؤتمر ميونخ للأمن بعد مضي أربعة أيام على المحادثات التي أجراها في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سبل نزع فتيل الصراع الأوكراني.
شولتز رد على بعض الأسئلة بعد انتهاء خطابه، وقال خلالها إنه من غير المقبول أن تواصل إيران تخصيب اليورانيوم وتعلق في الوقت نفسه مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا: " بالنسبة لنا لا يمكن قبول التسلح النوي لإيران وذلك أيضا لأن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض".
وتابع "والآن لدينا الفرصة للتوصل إلى اتفاق يتيح إمكانية رفع العقوبات" واستطرد محذرا:" إذا لم ننجح في هذا بشكل سريع جدا، فإن المفاوضات ستكون مهددة بالفشل".
وعاد شولتز إلى الحديث الاتحاد الأوروبي، وقال "دعونا نبقى كأصدقاء وحلفاء"، مضيفا "لابد من الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كوحدة معترف بها وكلاعب دولي".
اليوم الثاني
وتجرى وقائع مؤتمر ميونخ في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط الجاري وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة، فيما كسرت حرارة الملفات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر حاجز الصقيع في أوروبا وخصوصا ألمانيا.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، الأحد، تٌعقد العديد من الجلسات حول ملفات مهمة أبرزها أمن أوروبا، والسياسة الخارجية الألمانية، وتحركات بريطانيا في الساحة الدولية، والتطورات الإقليمية بالشرق الأوسط.
وأمنيا، يتولى 3500 شرطي من شرطة ولاية بافاريا الألمانية وولايات ألمانية أخرى، تأمين مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، وسط ترقب لمظاهرات متفرقة، السبت، جرى تسجيلها مسبقا.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.