المعارضة السورية ترفض التفاوض مع النظام وتقبل بتبادل الجثث
بينما دعت فصائل معارضة لعدم استئناف المفاوضات مع النظام السوري، كانت الفصائل ذاتها لا تجد حرجًا في التفاوض معه على تبادل الجثث.
تتواصل دعوات استئناف المفاوضات مع النظام السوري، من قبل بعض فصائل المعارضة السورية بالداخل، ولا تجد الفصائل حرجًا في التفاوض مع النظام على تبادل الجثث.
ودعت مجالس محافظات دمشق وريف دمشق وحمص، الهيئة العليا للمفاوضات إلى عدم المضي في أي عملية تفاوضية مع النظام قبل اختبار جديّة المجتمع الدولي في فك الحصار أو إدخال المساعدات.
وقالوا –في بيان مشترك نشر على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس- بأن النظام يستمر بتعنته ورفضه تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بفك الحصار عن جميع المناطق المحاصرة في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إليها، رغم مرور قرابة ثلاثة أشهر على بدء تنفيذ اتفاقية وقف الأعمال العدائية، وتأكيد المجموعة الدولية لدعم سوريا على أن عمليات حصار المدنيين في سوريا تُعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف أنه إلى جانب انتهاج النظام سياسة الحصار والتجويع التي ترقى إلى أن تكون جريمة حرب، فإنه يصعد من عملياته العسكرية ويستمر في قصف المدنيين، مما يزيد من معاناتهم، ويدلل على عدم جديته بالبحث عن حل سياسي سلمي لوقف المأساة السورية.
وطالب الموقعون على بيان الهيئة العليا للتفاوض بعدم المضي في أي عملية تفاوضية مع النظام قبل اختبار جديّة المجتمع الدولي في فك الحصار أو إدخال المساعدات برًا أو حتى إسقاطها جوًا كما نص البيان الأخير.
وانتهت الجولة الثالثة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة دون الوصول إلى نتائج ملموسة، وعلق وفد المعارضة مشاركته في المفاوضات اعتراضًا على استمرار النظام السوري في قصف بعض المناطق واطباق الحصار على مناطق أخرى.
وتوقع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عدم إمكانية استئناف المفاوضات قريبا، وقال لافروف -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، أمس الخميس-: "أملنا في عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية وتسريع العملية في مايو، إلا أن هناك أنباءً تشير إلى أنه من غير المرجح عقد مثل هذه الجولة قبل حلول شهر رمضان، وسنضطر إلى إجراء ذلك بعد رمضان، وذلك يقلقنا".
وبينما كانت فصائل المعارضة ترفض استئناف المفاوضات "المتعثرة أصلًا" مع النظام، عقدت إحدى الفصائل الرافضة صفقة لتبادل الجثث معه.
وقالت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، الأربعاء، إنها أجرت عملية تبادل للجثث مع قوات النظام، تم بموجبها تسليم بعض جثث قتلى قوات النظام في قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الذين تم اختطافهم بالقرب من بلدة خنيفس قبل أيام.
وتمت عملية التبادل برعاية الهلال الأحمر السوري الذي دخل من معبر تيرمعلة إلى قرية الزارة، وجمع جثث قتلى قوات النظام والبالغ عددها نحو 45 جثة، كما أدخل الهلال الأحمر قافلة محملة بالمساعدات لمدنيي المنطقة.
وهذه هي ثاني عملية لتبادل الجثث بين النظام السوري والمعارضة؛ حيث سبق وأن تبادلا الجثث يوم السبت بخان الشيخ في ريق دمشق، وتم بموجبها حصول المعارضة على عدد من جثث مقاتليها مقابل جثتي عنصرين لقوات النظام قُتلا خلال المعارك الأخيرة في المنطقة.
وفي سياق مختلف، أعلن تنظيم "داعش" سيطرته على أكثر من 40 مبنى وسط مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، بعد معارك عنيفة مع جبهة النصرة، قتل خلالها خمسة من عناصر الأخيرة وأصيب آخرون، مشددًا في الوقت ذاته على أن نجح في حصار عناصر جبهة النصرة في منطقة المثلث.
وأفادت وكالة أعماق المقربة من التنظيم عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بأن مقاتلي التنظيم أحرزوا أمس الأربعاء تقدمًا جديدًا في وسط مخيم اليرموك جنوب مدينة دمشق، على حساب مسلحي جبهة النصرة الذين باتوا محاصرين تمامًا في منطقة المثلث.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA= جزيرة ام اند امز