تداعيات تقرير نشره صحفي إسرائيلي زار الجزائر مؤخرًا بدأت بالظهور، بعد أن قرر نواب إسلاميون استدعاء وزير الخارجية لمساءلته.
طلب نواب إسلاميون في البرلمان الجزائري، تفسيرات من وزير الخارجية رمطان لعمامرة، بشأن دخول صحفي إسرائيلي إلى الجزائر ضمن وفد الوزير الأول الفرنسي، وتساءلوا إن كان في الأمر نية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وجه النائب حسن عريبي، عن جبهة العدالة والتنمية المحسوب على التيار الإسلامي، سؤالًا إلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة بخصوص مسؤولية قطاعه عن دخول الصحفي "وإجرائه مقابلات مع مسؤولين حكوميين منهم وزير الداخلية نور الدين بدوي".
وطلب "عريبي"، في سؤاله، توضيحات عن كيفية حصول صحفي جريدة "معاريف" الإسرائيلية، الصحفي جدعون كورتز على تأشيرة دخول للجزائر تحت غطاء بعثة إعلامية فرنسية بمناسبة زيارة الوزير الأول مانويل فالس للجزائر يومي 10 و11 أبريل/ نيسان المنصرم.
واستغرب النائب من الطريقة التي تمت بها غربلة قائمة الوفد الإعلامي المرافق للوزير الفرنسي مانويل فالس، متسائلًا عن سبب عدم انتباه الجهات الأمنية لهذا الاختراق الخطير للسيادة الوطنية، وما إذا كان الأمر يتعلق بانتكاسة مخابراتية للدولة الجزائرية أم هناك نية في التطبيع مع دولة الكيان الإرهابي الصهيوني، وبالتالي سقوط آخر قلاع العروبة والإسلام في أحضان العدو؟
وأوضح النائب، أن هذه القضية "لن تمر دون تبعات سلبية في الساحة الجزائرية"، واصفًا زيارة "جدعون كوتس" للجزائر والتجول في شوارع العاصمة ودخوله لمقرات رسمية مثل إقامة الرئاسة بزرالدة، بالأمر الذي "يحز في النفس ويستفز مشاعرنا كجزائريين".
وختم النائب بالاستفسار عن طبيعة الإجراءات الاستباقية التي ستتخذها مصالح الخارجية لترميم مشاعر الغضب لدى الجزائريين وإعادة الاعتبار لشرف الجزائر.
من جانبه، طرح النائب ناصر حمدادوش، المنتمي إلى حركة مجتمع السلم، مجموعة من الأسئلة عن دخول الصحفي الإسرائيلي إلى الجزائر، قائلًا: "أين هي مؤسسات الدولة من هذا العبث الفرنسي بالسيادة الوطنية؟ أين هي المخابرات الخارجية و"وزارة الخارجية"؟ وكيف ستفسر هذه المصالح هذه "الفضيحة المدوّية؟".
وخلص في تحليله إلى أن هذا الاختراق هو أحد نتائج تفكيك جهاز المخابرات الذي أقدم عليه الرئيس بوتفليقة مؤخرًا، ما جعل الجزائر مستباحة من طرف "إسرائيل" عبر بوّابة "فرنسا".
وكان الصحفي الإسرائيلي جدعون كوتس، قد تسلل إلى الجزائر، وكتب تقريرًا مفصلًا عن الوضع العام في البلاد، نشرته صحيفة "معاريف" على موقعها، الإثنين، ما أثار استياء الجزائريين الذين استغربوا من عدم انتباه سلطات بلادهم لوجوده، رغم التشديدات الكبيرة التي تفرضها على الأجانب للحصول على تأشيرة الدخول.
وحسب المعلومات، التي أوردها الصحفي، فإنه دخل إلى الجزائر ضمن الوفد الصحفي الذي رافق رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، خلال زيارته الأخيرة للجزائر قبل أكثر من شهر، وهو ما لم تنتبه له السلطات الجزائرية التي منحته التأشيرة في هذا الإطار.
وذهب الصحفي إلى حد سرد حوار قصير مع وزير الداخلية الجزائري، الذي وصفه بالرجل الثاني في الحكومة، قائلًا: "وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، وهو رقم 2 في الحكومة حسب البروتوكول، قال لي "هناك حاجة الآن إلى معركة دولية تشارك فيها جميع الدول دون استثناء ضد الإرهاب".
ولقي التقرير الذي نشره الصحفي الإسرائيلي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث ذهبت معظم التعليقات إلى التساؤل حول الكيفية التي دخل بها، إلا أن الحكومة الجزائرية التزمت الصمت المطبق في القضية، ولم تشأ إعطاء تفاصيل حولها.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز