"المتوسط" ابتلع أحلامهم.. 3 حوادث غرق لمهاجرين خلال أسبوع
ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام أودت بعدد إضافي ممن يجازفون بحياتهم بحثًا عن الأمان، وصولًا حتى إلى ولادة في عرض البحر.
شهد البحر المتوسط أسبوعًا جديدًا من تدفق المهاجرين لم يمر من دون ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام أودت بعدد إضافي ممن يجازفون بحياتهم بحثًا عن الأمان، وصولًا حتى إلى ولادة في عرض البحر.
واعتبر العشرات في عداد المفقودين إثر تعرض زورق صيد لمأساة جديدة، اليوم الجمعة، بعد أقل من 24 ساعة على غرق زورق صيد آخر أسفر عن مقتل ما بين عشرين وثلاثين شخصًا.
والاربعاء، بثت البحرية الايطالية صورًا للحادث الأول بين الثلاثة التي وقعت على التوالي وسرعان ما انتشرت في أنحاء العالم. وتمكنت البحرية من إنقاذ أكثر من 550 شخصًا ولكن ثمة خشية من فقدان مائة آخرين استنادًا إلى روايات الناجين.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، كارلوتا سامي: "ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام. إنه أمر مقلق جدًا. نشهد الآن وصول مراكب صيد ذات نوعية رديئة".
ومنذ صباح الإثنين، توالت رسائل التحذير على موجات السفن العسكرية والإنسانية والتجارية التي تنتشر قبالة ليبيا. وتم إنقاذ أكثر من 12 ألف مهاجر في خمسة أيام في عدد غير مسبوق بالنسبة إلى المسعفين.
وعلق فلافيو دي جاكومو، المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية في إيطاليا: "هذا استثنائي، يكاد العدد يوازي ما شهدته الجزر اليونانية العام الفائت"، حين كان آلاف المهاجرين يصلون يوميًا عبر تركيا.
ورغم أن هذه الظاهرة ناتجة على الأرجح من استقرار حال الطقس، يبدي المراقبون قلقهم من وصول مئات الأشخاص على متن مراكب صيد من ليبيا، علمًا بأن المهربين الليبيين لم يرسلوا منذ الخريف سوى زوارق مطاطية تقل بين مائة و140 شخصًا وتبين أنها أكثر أمانًا.
"بؤس الناجين"
ولاحظ فريق من علماء النفس والوسطاء في منظمة "أطباء بلا حدود" الحال البائسة لهؤلاء الناجين لدى وصولهم، الخميس، إلى بورتو امبيدوكلي في جنوب صقلية.
وقال أندريا أنسيلمي، المسؤول عن مشروع المنظمة في صقلية: "تبين أن معظمهم فقد قريبًا أو أكثر".
ورغم أنه تم أولًا إنقاذ النساء والأطفال بحيث كانوا في مأمن لحظة الغرق، فإن كثيرين باتوا أرامل أو أيتامًا.
وأضاف أنسيلمي "ثمة بعد لا يصدق لهذا الحادث. نشعر بذلك بقوة"، لافتًا إلى أن الفريق "عمل على مساعدة هؤلاء على استيعاب كونهم شاهدوا أحدًا يموت أمامهم".
في الوقت نفسه، عرضت عشرات العائلات أن تتبنى فافور ابنة الأشهر التسعة التي وصلت يتيمة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية إثر حادث غرق آخر، في وقت تعاطف كثيرون مع الرضيع الكس الذي ولد الأربعاء على متن السفينة الإنسانية أكواريوس التي نقلت إليها والدته.
وتختصر أحداث هذا الأسبوع المآسي الرهيبة وبعض لحظات الفرح التي تتوالى منذ صيف 2013 قبالة ليبيا.
فخلال هذه الفترة، غرق تسعة آلاف شخص على الأقل في المتوسط فيما سجلت سفن البحرية وخفر السواحل الإيطاليون ست ولادات.
وموجة الوافدين هذا الأسبوع ترفع العدد إلى نحو 44 ألفًا منذ بداية السنة بحسب تعداد لمنظمة الهجرة الدولية، علمًا بأنه يبقى دون العدد الذي سجل في 31 مايو/ آيار العام الفائت والبالغ 47 ألفًا و400 مهاجر.
أما المخاوف من توجه السوريين والأفغان والعراقيين العالقين جراء إغلاق طريق البلقان إلى إيطاليا فلم تترجم واقعًا حتى الآن، فغالبية الوافدين هذا العام أتوا من إفريقيا جنوب الصحراء.