مظاهرات ببغداد وميليشيا بدر تتوعد بمعركة نهائية في الفلوجة
ميليشيا بدر الشيعية، الموالية لإيران، تتوعد بمعركة نهائية خلال أيام لاستعادة الفلوجة، والمظاهرات تتجدد في بغداد.
قال زعيم ميليشيا بدر الشيعية، الموالية لإيران، التي تشارك مع الجيش العراقي في عملية استعادة الفلوجة معقل تنظيم داعش، اليوم الجمعة، إن المعركة النهائية لاستعادة المدينة ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع فيما ظهرت تقارير جديدة عن موت أشخاص جوعًا في المدينة المحاصرة.
وقال هادي العامري، رئيس ما يعرف بفيلق بدر المدعوم من إيران، إن المرحلة الأولى من العملية التي بدأت يوم الإثنين أوشكت على الانتهاء مع استكمال التطويق الكامل للمدينة التي تقع على بعد 50 كيلو مترًا إلى الغرب من العاصمة بغداد.
وتحدث "العامري" وهو يرتدي الملابس العسكرية للتلفزيون الرسمي من موقع العمليات بينما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يقف إلى جانبه وهو يرتدي زي قوات مكافحة الإرهاب العراقية الأسود.
وفي نهاية العام الماضي، قال العبادي إن عام 2016 سيكون عام النصر النهائي على داعش التي أعلنت "دولة خلافة" قبل عامين في المساحات التي سيطرت عليها في العراق وسوريا.
والفلوجة إحدى قلاع التمرد السنية على الغزو الأمريكي للعراق وعلى السلطات الشيعية التي حلت محل صدام حسين.
وكانت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش في يناير/ كانون الثاني 2014 وهي ثاني أكبر مدينة ما زالت في أيدي التنظيم الإرهابي بعد الموصل معقل داعش.
وكان "العامري" قد قال هذا الأسبوع إن قوات الحشد الشعبي الشيعية ستشارك فقط في عمليات التطويق وستترك للجيش مهمة اقتحام المدينة.
وقال إن الحشد الشعبي لن يدخل المدينة إلا إذا فشل هجوم الجيش.
وقال التلفزيون الرسمي نقلًا عن عسكريين إن الجيش أبطل مفعول أكثر من 250 عبوة ناسفة زرعها المتشددون في طرق وقرى لإبطاء تقدم القوات النظامية باتجاه الفلوجة.
"الآلاف محاصرون"
من ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن مسلحي داعش منعوا نحو 50 ألف مدني من الفرار من الفلوجة.
وتحدثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تقارير عن حالات وفيات بسبب الجوع في المدينة تحدث عنها من تمكنوا من الفرار منها.
وأورد المجلس النرويجي للاجئين، أمس الخميس، روايات مشابهة على ألسنة نازحين أجريت معهم لقاءات في مخيم قرب الفلوجة.
وقالت أرياني روميري، وهي متحدثة باسم المفوضية، في وقت لاحق، إن نحو 825 أسرة تمكنت من مغادرة المدينة على عجل، اليوم الجمعة، دون متعلقاتهم وتم نقلهم لمناطق آمنة بحافلات.
وصرح مصدر بالمستشفى الرئيسي بالمدينة، اليوم الجمعة، أن عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية، يوم الإثنين، وصل إلى نحو 50 قتيلًا هم 30 مدنيًا و20 مقاتلًا.
ويقدر الجيش الأمريكي عدد مقاتلي داعش في الفلوجة بما بين 500 و700 مقاتل.
وقد يساعد النجاح في استعادة الفلوجة العبادي في جذب انتباه الأحزاب السياسية المتناحرة للتركيز مرة أخرى على الحرب على داعش وتخفيف حدة الاضطرابات التي أثارها تأجيل إقرار تشكيل حكومي جديد يهدف للقضاء على الفساد.
لكن الآلاف من المتظاهرين المناهضين للفساد احتشدوا مرة أخرى، اليوم الجمعة، في وسط بغداد، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي حين حاول المتظاهرون الاقتراب من المنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة.
وتجاهل المتظاهرون مناشدة من العبادي، أمس الخميس، بوقف الاحتجاجات ضد حكومته أثناء قتال القوات المسلحة لاستعادة الفلوجة.
وقال العبادي، أمس: "ندعو شبابنا الأعزاء إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير وإن هذه المعركة تتطلب جهدًا كبيرًا. وإن التظاهرات وهي حق لهم تشكل ضغطًا على قواتنا لتوفير الحماية اللازمة."
وكانت قوات الأمن قد أطلقت ذخيرة حية على متظاهرين اقتحموا المنطقة الخضراء قبل أسبوع وذكرت مصادر بمستشفى أن هذا أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 90.