سبعة من حكماء العرب اجتمعوا لبناء دولتهم المستقلة التي أُعلن عن قيامها رسميًّا في الثاني من ديسمبر 1971.
هو ليس مجرد اتحاد ذلك الذي يجمع الإمارات العربية المتحدة، ووثيقة الاتحاد التي وقّعها مؤسسو الدولة قبل 44 عامًا، ليست مجرد ورقة مضى عليها رجال اختارهم أهل الإمارات لتمثيلهم، واتحاد الإمارات ليس كأي من الاتحادات التي عرفها التاريخ في أيٍّ من فتراته.
دولة الإمارات العربية المتحدة، هي دولة حباها الله بحكام صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ووقفوا جنبًا إلى جنب صفًّا واحدًا متراصًّا، بنوا الاتحاد لبنة لبنة، وأقاموا أسسه وثبّتوا بنيانه، وعملوا بلا ملل أو كلل في سبيل توفير كل ما أمكن لشعبهم وسكان أرضهم، في وقت كانت فيه ظروف الحياة ليست كما هي عليه اليوم.
سبعة من حكماء العرب، اجتمعوا لبناء دولتهم المستقلة على الساحل الجنوبي للخليج العربي، والتي أُعلن عن قيامها رسميًّا في الثاني من ديسمبر من العام 1971، متفقين على أن القوة في الوحدة، وأن مقومات هذا الاتحاد أكبر بكثير من أي شيء آخر، وأن فرصة نمو هذه الدولة قوية، في ظل الثقة التي منحهم إياها شعب هذه الأرض المباركة.
قام اتحاد الإمارات ورفع عَلم الدولة فوق كل مناطقها، وسار حكامها وعيونهم نحو الأفق، راسمين نهجهم الفريد، ومنهاجهم الواضح، في حبهم لهذه الأرض ولشعبها، وفي رغبتهم في أن يقدموا الغالي والنفيس، لخدمة شعبهم وأرضهم، وإزالة كل العقبات وكل ما قد يعترض طريق هذا الاتحاد.
أربعة عقود ونيّف مرّت من عمر دولة الإمارات، وهي في نمو مضطرد، طالت في طموحاتها عنان السماء، ووصل اسمها إلى كل بقاع الأرض، وقد عمّ خيرها أرجاء العالم، تنظر في كل صوب فترى عَلم الإمارات يرفرف خفاقًا، معلنًا أن أبناء إمارات الخير مروا من هنا، فهناك دعمت، وفي تلك الأرض أسست وبنت، وفي ذلك المكان ساعدت وقدمت، صالحت ووفّقت، ووقفت بقوة إلى جانب المظلومين مضحيّةً بأبنائها.
هي دولة الإمارات، وهو الاتحاد الذي غيّر وجه العالم، وهي الأيقونة التي قدّمت أروع الأمثلة في كل المجالات. دولة الإنجازات التي لا تنتهي، والطموحات التي لا تنحصر، دولة لا يعرف قادتها المستحيل، وليس في أبجديات أبنائها إلا الوفاء والإخلاص ورد الجميل.
دولة الإمارات اليوم هي دولة لها تأثيرها ومركزها على المستوى العالمي، وهي التي استطاع قادتها بحنكة منقطعة النظير، بناء علاقات دولية ليست متاحة للكل في ساحة تعجّ بالمنافسين الكبار، حتى وصلت إلى القمة، وتخطت الكل بسلاسة وثقة عجز معظم دول العالم عن الوصول إليها.
دولة الإمارات اليوم هي من أكثر دول العالم أمنًا وأمانًا، في منطقة مشتعلة بالأحداث والحروب، وهي من أكثر الدول نموًّا وتطورًا في ظل أزمات عالمية لا تنتهي، وهي من أكثر الأسواق نشاطًا وربحًا في ظل كساد وخسائر عالمية لا تعد ولا تحصى، فيها يجد كل ذي مطلب مطلبه، وفيها الملاذ الآمن لكل من يبحث عن الاستقرار والاطمئنان.
في دولة الإمارات، تجد ذلك الرابط القوي كالجبل الأشم لا يحركه شيء، يهتز العالم ولا يتزحزح، رابط يحسد الأعداءُ الإماراتَ عليه، ويغبطُ الأصدقاءُ الإماراتَ لأجله، هي دولة يمتلك حكامها ذلك الحس الذي يدفعهم إلى التواصل مع الشعب والاستماع إليه وتلبية طلباته، وتوفير احتياجاته والتزاماته، وكل ما يريدوه، حِسٌّ فقده جُلّ بني الأرض، والتقت أواصره في قادة الإمارات، الذين يجسدون هذا المشهد في كل يوم، في تطبيق معمّق لـ"روح الاتحاد".
وفي دولة الإمارات "البيت متوحد"، والشعب مؤمن كل الإيمان بقيادته، يلتفّ حولها متعاضدًا متحدًّا، مستعدين للتضحية بأرواحهم فداء لهم ولأرضهم، شعب محب للخير، مسالم في السلم، مقدام عند الشدائد والنوائب، وكل يوم يثبتون ذلك، كلٌّ من خلال موقعه وعمله وواجبه، ليس آخرها عندما زفت دولة الإمارات شهداءها الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الذود عن المستضعفين ودفاعًا عن الحق والشرعية في أرض اليمن.
دولة الإمارات العربية المتحدة، هي دولة لا تكفي كُتب لجمع مناقب قادتها وأهلها، ولا يتسع مجال لسرد قصص نجاحاتها، وبالطبع لن يكفي يوم للاحتفال بقيام اتحادها.. نعم من حق شعبها الاحتفال باتحاد ليس له مثيل، ومن واجب العالم أن يستقي من هذه الدولة العبر والدروس.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة