قمة جديدة للروبل مقابل الدولار واليورو.. عملة روسيا تتحدى العقوبات
يسير الروبل الروسي عكس التوقعات في ظل عقوبات قاسية على اقتصاد موسكو، من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الحرب في أوكرانيا.
تواصل عملة روسيا تسجيل مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، رغم تخلف موسكو عن سداد الديون، وتشديد العقوبات من قبل مجموعة السبع والولايات المتحدة.
سجل الروبل الروسي مستوى مرتفعا جديدا في أكثر من 7 أعوام اليوم الثلاثاء، مع حصوله على دعم من قيود على تحركات رؤوس الأموال ومدفوعات ضرائب في نهاية الشهر وهو ما غطى على تأثير بيانات غربية بأن روسيا تخلفت عن سداد مدفوعات سندات دولية.
وأصبح الروبل العملة الأفضل أداء في العالم هذا العام بدعم من إجراءات طارئة اتخذتها السلطات لحماية النظام المالي في روسيا من العقوبات الغربية بعد أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا.
وعند أعلى مستوى في الجلسة، سجل الروبل 50.61 مقابل الدولار في سوق موسكو للمرة الأولى منذ أواخر مايو/أيار 2015. وقفز إلى 54.40 أمام اليورو، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2015 .
ووفقا لرويترز، عند الساعة 1610 بتوقيت جرينتش، كان الروبل مرتفعا حوالي 3% عند 51.88 مقابل العملة الخضراء وأكثر من 2.5% أمام اليورو عند 54.677 .
سداد الديون
وتخلفت روسيا عن سداد التزاماتها بعد أن عزلت العقوبات البلاد فعليًا عن النظام المالي العالمي، بحسب البيت الأبيض ووكالة موديز الائتمانية، لكن الكرملين، الذي لديه ما يسدد به الالتزامات من عائدات النفط والغاز، اتهم الغرب بدفعه إلى التخلف عن السداد بشكل مصطنع، وفقا لفوربس.
يعود تاريخ آخر تخلف روسي عن سداد الديون الخارجية إلى 1918 حينما قرر قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين عدم الاعتراف بالقروض التي أخذها النظام القيصري السابق.
قد يكون الاتجاه الصعودي للروبل محدودًا نظرًا إلى المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الروبل القوي على عائدات روسيا من بيع السلع في الخارج مقابل العملات الأجنبية.
وقال سبير بنك Sberbank في مذكرة إن متعاملين في السوق يرون أن المستويات الحالية جذابة لشراء العملة الصعبة، خاصة في ضوء التعليقات الأخيرة من المسؤولين الروس التي تشير إلى أن الروبل أصبح قويًا للغاية.
لن يكون للتخلف المعلن عن السداد تأثير كبير على الأوراق المالية الروسية، فالسندات الدولية ظلت لفترة طويلة في حالة تخلف عن السداد، في حين أن سوق الدين الخارجي مغلقة بالنسبة إلى روسيا، بحسب رئيس أبحاث الديون في بنك سينارا الاستثماري، ألكسندر أفونين.
وقد تضيف ذروة الفترة الضريبية لنهاية الشهر، التي تزامنت مع الأسبوع الجاري وتوجه الشركات المُصدّرة نحو تحويل عائدات الدولار واليورو إلى روبل، دعمًا قصير الأجل للعملة الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا، ومنذ بدء ما أسماها رئيس البلاد، فلاديمير بوتين "العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، تكافح لمواصلة سداد 40 مليار دولار من السندات المستحقة، وسط عزل شبه كامل عن النظام المالي العالمي وتخارج غالبية الشركات منها نتيجة العقوبات الغربية.
عقوبات مجموعة السبع
واتفق قادة مجموعة السبع على تغليظ العقوبات على روسيا، لتشمل دراسة فرض حظر على نقل النفط الروسي الذي يتم بيعه فوق سعر معين، وفقًا للبيان الختامي للقمة.
ويستهدف وضع حد أقصى لأسعار الطاقة الروسية على مستوى العالم منع موسكو من الاستفادة من نتائج الحرب التي تسببت في زيادة أسعار النفط والغاز زيادة حادة.
وأظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري في يونيو/حزيران أن عائدات تصدير النفط الروسي قفزت في مايو/أيار على الرغم من انخفاض الكميات.
وقال زعماء مجموعة السبع: "ندعو جميع الدول التي تشاطرنا الرأي إلى التفكير في الانضمام إلينا في ما نفعله".
وأشار قادة الدول السبع، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان، إلى اعتزامهم عقد مؤتمر دولي لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز