بعد 4 أشهر على العملية العسكرية الروسية.. أين فر الأوكرانيون؟
بالقطارات والسيارات وبالسير على الأقدام، هكذا فر الأوكرانيون من الحرب الدائرة في بلادهم، مع تصاعد العمليات العسكرية في البلد الأوراسي.
فعبر قطارات متجهة إلى بولندا، مرورًا بقيادة سياراتهم خلال الليل إلى رومانيا، إلى البحث عن الأمان في سلوفاكيا، تعددت وسائل فرار الأوكرانيين من بلادهم، إلى دول أوروبية، حيث استقر بعضهم، فيما الآخرون فروا لبلدان أخرى.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنه خلال الأسبوع الأول من العملية العسكرية الروسية، هرب نحو مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إلى الاتحاد الأوروبي، فيما بعضهم ذهب إلى دول مجاورة.
فرار الأوكرانيين دفع الاتحاد الأوروبي إلى إصدار قرار في مارس/آذار الماضي هو الأول من نوعه، بتنشيط تدبير يستخدم في حالات الطوارئ يعرف بـ"توجيه الحماية المؤقتة"، والذي يمنح الفارين من الحرب حقوقا يُحرم منها مهاجرون آخرون، بما في ذلك حق العمل والسفر داخل التكتل.
أين فر الأوكرانيون؟
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر على بدء العملية العسكرية الروسية، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تسجيل 5.2 مليون لاجئ من أوكرانيا في شتى أنحاء أوروبا، في واحدة من أكبر عمليات النزوح الجماعي منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم الأعداد الكبيرة، إلا أن استجابة قارة أوروبا كانت سريعة للأوكرانيين على النقيض تماما من الموجات الأخرى الأخيرة للاجئين، فبحلول منتصف يونيو/حزيران الجاري، حصل 3.2 مليون على حماية مؤقتة في الاتحاد الأوروبي، فيما تستضيف أوروبا الشرقية والوسطى نسبة غير متكافئة من الوافدين مقارنة بأوروبا الغربية الثرية.
ويمثل المسجلون للحصول على حماية مؤقتة 3.5% في جمهورية التشيك من السكان، بحسب "واشنطن بوست"، التي قالت إن 547 ألف أوكراني وصلوا إلى بولندا خلال أسبوع واحد، فيما هرع المتطوعون إلى الحدود ليقدموا إليهم الطعام والمأوى والدعم.
واستقبلت المجر، التي بنت أسلاكا شائكة خلال أزمة المهاجرين الأخيرة، 133 ألف أوكرانيا خلال نفس الفترة، بحسب الصحيفة الأمريكية التي قالت إن البيانات الأخيرة لا تقدم صورة كاملة عن أماكن تواجد اللاجئين؛ لأن بعضهم غير مسجل لدى السلطات الوطنية أو لم تتم الموافقة عليهم بعد.
موقف "متناقض"
إلا أنه رغم ذلك، فإن البيانات تعطي تصورًا عن الأماكن التي يخطط النازحون للبقاء فيها بالوقت الراهن؛ فكما هو الحال في الأيام الأولى من العملية العسكرية، فإن معظم الناس اختاروا البقاء على مقربة من وطنهم بالدول الواقعة في وسط وشرق أوروبا.
وقارنت الصحيفة الأمريكية بين سن الاتحاد الأوروبي توجيه الحماية المؤقتة والذي منح بموجبه أولئك الرجال والنساء والأطفال الحق للعيش والعمل والحصول على الخدمات الاجتماعية في التكتل لمدة عام على الأقل، وموقفه من اللاجئين السابقين، والذين قدموا من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا في 2015، والذين لم يحصلوا على نفس أشكال الحماية.
وقالت "واشنطن بوست"، إن تلك القرارات ستشكل على الأرجح المناقشات المستقبلية في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، مشيرة إلى أنه منذ سبعة أعوام واجهت أوروبا موجة أخرى للوافدين تضمنت سوريين هاربين من الحرب، بالإضافة إلى لاجئين ومهاجرين من جنوب آسيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وأشارت إلى أنه لا يوجد وجه مقارنة بين ما حدث في 2015 و2016 مع ما يحدث الآن؛ لأن الحماية المؤقتة لم تستخدم في الاتحاد الأوروبي من قبل، مؤكدة أنه رغم أن بولندا كانت مترددة في استقبال لاجئين خلال الأزمة الأخيرة، استقبلت بالفعل 1.18 مليون شخص ممن فروا من أوكرانيا.
كما استقبلت ألماانيا 780 ألف لاجئ من أوكرانيا حتى الآن، وهو ما يساوي 40% من عدد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين استقبلتهم في 2015 و2016 مجتمعين.