بالفيديو: الريال يفوز بلقبه الأوروبي الـ11 بخطة سيميوني
زيدان لعب بخطة سيميوني ما سبب إرباكا للاعبي أتليتكو مدريد الذين ظهروا وكأنهم تائهون.. يملكون الكرة دون أن يعرفوا ماذا يفعلون بها
حقق ريال مدريد الأهم وفاز بلقبه الحادي عشر في دوري أبطال أوروبا، وهو أقل ألقابه من حيث الاستحقاق، سواء بتأهله بكثير من التوفيق في أدوار خروج المغلوب، وكذلك في المباراة النهائية التي لم يقدم فيها ما يشفع له الفوز.
بينما امتلك أتلتيكو زمام المباراة في أغلب فتراتها، دون أن ينجح سيميوني في الوصول للخلطة الفنية الساحرة التي تفك الشفرة الدفاعية للريال، أو تكفل له تحويل سيطرته شبه الكاملة على المباراة إلى هجمات فعالة على مرمى نافاس.
بدأ زيدان اللقاء بخطة تبدو وكأنها ليست من رأسه، وإنما أوصاه بها مستشار ما، كونها خطة جديدة نسبيا على الريال لم نره يلجأ إليها منذ تولى زيدان تدريبه وهي الدفاع الضاغط بطول الملعب.
وشاهدنا التزام اللاعبين بالواجبات الدفاعية بمن فيهم ثلاثي الهجوم رونالدو وبنزيمة وبيل يعودون إلى مناطقهم الدفاعية ليس من أجل الدعم لمدافعيهم وإنما بالمشاركة في الضغط الدفاعي الحقيقي على لاعبي أتلتيكو.
كما اعتمد على السرعة الهائلة في نقل الهجمة المرتدة بنقل الكرة إلى الأمام بأقل عدد من اللمسات مع استغلال سرعة انطلاق بيل ورونالدو في عمق دفاعات المنافس.
باختصار لعب زيدان الشوط الأول بخطة سيميوني، وهو أمر سبب إرباكًا واضحًا للاعبي الروخي بلانكوس ومدربهم الأرجنتيني الذي لم يتدخل طوال الشوط الأول لتعديل أي شيء في فريقه وبدا كأنه أسقط في يده.
لكن يحسب على زيدان والريال الإفراط في البناء الدفاعي على حساب الهجوم، فلم نر طوال الشوطين تكتيكات هجومية فعالة، وغاب رونالدو وبنزيمة طوال المباراة تقريبا في ظل غياب ملفت لتكليفاتهما الهجومية، بينما تميز بيل بحركته الدائبة في جميع أنحاء الملعب.
حتى هدف الريال المشكوك في صحته جاء من لعبة ثابتة، كما أن الفرص التي أتيحت للميرينجي في الشوط الثاني وأخطرها الانفراد المزدوج لرونالدو وبيل جاءت من هجمات عشوائية وليست منظمة.
فأتلتيكو سيميوني استمد شهرته من ميزتين هما الضغط الدفاعي المتقدم والهجمة المرتدة المثالية، وهما أمران حرمهما الريال منهما في لقاء اليوم، فضلا عن أن الفريق لم يعتد كثيرا أن يستحوذ على الكرة في وضع هجومي تقليدي خصوصا أمام الفرق الكبيرة.
لهذا ظهر لاعبو الأتليتي في الدقائق الثلاثين من الشوط الأول التي تلت هدف راموس وكأنهم تائهون يملكون الكرة دون أن يعرفوا ماذا يفعلون بها، يصلون إلى نصف ملعب الريال ثم يعودون للخلف مثل إنسان آلي تعرض "الهارد ديسك" الخاص به لعطب ما.
في الشوط الثاني لم يتحسن حال أتلتيكو "تكتيكيا" ولم يجد سيميوني المفتاح لأبواب الريال المغلقة للريال، لكن ما حصل أن لاعبي الريال انخفض مستواهم إلى درجة الانهيار الفني، وبدا كأنهم يؤدون واجبا ثقيلا عليهم، كما عاد زيدان لطبيعته المعتادة فاقدا للحيل التكتيكية لإيقاف تفوق الروخي بلانكوس.
نتج عن هذا الوضع تحكم أتلتيكو في مجريات الشوط لكن دون خطورة حقيقية على مرمى نافاس وافتقدت هجماته الفعالية داخل منطقة مرمى الريال باستثناء وحيد تمثل في هدف التعادل لكاراسكو الذي كشف الحالة السيئة لمدافعي الميرينجي في التغطية، التي زادت سوءًا بخروج كارفاخال مصابا ونزول دانيلو الأقل مستوى منه.
ولولا إضاعة جريزمان ركلة جزاء في الدقيقة الأولى من الشوط لكانت المباراة انتهت في الشوط الأصلي بانهيار لاعبي الريال نفسيا إلى جانب انهيارهم الفني.
تواصل السيناريو نفسه في الشوطين الإضافيين، سيطرة بلا فعالية من أتليتكو ومحاولات شرفية من الريال لمجرد إثبات الوجود.
شاهد هدفي اللقاء: