"الرئاسي الليبي" يطالب بوقف القتال بين المليشيات في طرابلس وفتح تحقيق
طالب المجلس الرئاسي الليبي التشكيلات العسكرية بطرابلس بوقف الاشتباكات الجارية منذ ليل الجمعة.
ودعا الرئاسي الليبي في بيان له اليوم الجمعة، أطراف الصراع من المليشيات المتناحرة بالعودة إلى مقراتهم، ووقف القتال فورا.
وقال إن على النائب العام والمدعي العام العسكري فتح تحقيق شامل في أسباب الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص، بينهم طفل لا يتجاوز عمره 12 عاما، وحصار عائلات، وتحريض الأنفس للخطر.
وحث المجلس الرئاسي وزيري الداخلية والدفاع بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الصلاحية، على اتخاذ التدابير الضرورية لفرض الأمن داخل العاصمة طرابلس.
وعاشت طرابلس ليلة ساخنة، واشتباكات لا تنقطع بين مليشيات متناحرة، سقط ضحيتها قتلى وجرحى.
فقد أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بطرابلس، أسامة علي، عن مقتل طفل (12 عاما) ومواطن آخر، متأثرا بجراحه عقب إصابته بعيار ناري طائش، خلال الاشتباكات العنيفة التي تشهدها جزيرة الفرناج وسط العاصمة طرابلس.
وارتفعت الحصيلة المعلن عنها بعد هذا التصريح الرسمي إلى حوالي ٥ قتلى بينهم طفل، كما أصيب عدد من أفراد الأسر العالقة في محيط الاشتباكات.
وفي سياق متصل أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي إلغاء كل الرحلات الجوية، وتغيير وجهة الرحلات القادمة إلى مطار مصراتة الدولي.
فيما طالب علي في تصريحات للصحفيين المليشيات المسلحة بوقف الاقتتال المسلح بالقرب من منازل المدنيين وممتلكاتهم.
وناشد عدد من الناشطات الحقوقيات الجهات المختصة بفتح الطرق لإخراج نساء عالقات داخل قاعات الأفراح، الموجودة بالقرب من موقع الاشتباكات.
فتح ممرات
وانتشرت مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عددا من النساء يستغثن من داخل أكثر من 3 قاعات أفراح، بشارع النواعم، بالقرب من جزيرة الفرناج يطالبن بإخراجهن، وسط تعالي أصوات القذائف والرصاص من حولهن، مع بكاء شديد للأطفال والنساء.
في هذه الأثناء يعمل مركز طب الطوارئ والدعم مع قسم الإسعاف والطوارئ بطرابلس، على فتح ممرات آمنة للعائلات العالقة بمنطقة الفرناج، نتيجة الاشتباكات الدائرة، بالتعاون مع الأمانة العامة للهلال الأحمر الليبي.
وما زالت الاشتباكات المسلحة متواصلة وسط طرابلس، وقد استخدمت فيها المليشيات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما تسببت في إغلاق أكثر من 5 طرق رئيسية داخل العاصمة.
وترتب على هذه الاشتباكات أضرار جسيمة في ممتلكات المواطنين ومنازلهم، حيث احترق مبنى سكني مكون من ثلاثة طوابق بالقرب من جزيرة الفرناج، بالإضافة لعدد من الممتلكات العامة منها جامعة طرابلس، ومراكز الشرطة، وعدد من مقرات الدوائر الحكومية الموجودة في محيط موقع الاشتباكات.
إدانة حقوقية
من جانبها دانت مؤسسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات المسلحة، وإثارة العنف وزعزعة الأمن والاستقرار داخل طرابلس، وترويع المواطنين وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر بشكل مستمر، جراء المواجهات المسلحة، التي تندلع بين الفترة والأخرى، حسب بيان للمؤسسة.
مطالبة الجهات المختصة والمجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية من خلال التدخل العاجل لوقف الاشتباكات الدائرة، وضمان سلامة السكان وتجنيبهم ويلات الحروب.
واعتبرت المؤسسة في بيان نشرته على موقعها الرسمي على "فيسبوك"، أن "الأعمال القتالية التي تتجدد بين الفترة والأخرى داخل الأحياء والمناطق المدنية المكتظة بالسكان المدنيين، يمكن إدراجها تحت بند جرائم الحرب، التي يجب التحقيق فيها لأنها تخالف صراحة اتفاقيات جنيف الرابعة، التي تقضي بضرورة تجنيب المدنيين مخاطر الاقتتال في حال نشوب النزاع داخل حدود "الدولة الواحدة".
وتركزت الاشتباكات في الطرق الرئيسية لجزيرة الفرناج وسط العاصمة طرابلس، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، إلى جانب التحشيدات المستمرة أمام جامعة طرابلس، ومنطقة السبعة.
ووقعت الاشتباكات، إثر اختطاف مليشيات "أبوراس"؛ أحد أفراد مليشيات الردع وهو "عصام هروس"، بمنطقة معسكر السعداوي؛ وذلك ردا على إلقاء "الردع" القبض على المليشياوي أكرم دغمان؛ المتهم بقضايا قتل وخطف وتعذيب وابتزاز.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg جزيرة ام اند امز