من داعش لأحد قادة أمن طرابلس.. الدبيبة يشتري ولاء شكو بترقية استثنائية
رغم قرارات البرلمان وانتهاء عمر حكومته رسميًا، إلا أن عبدالحميد الدبيبة لا زال جاثمًا على السلطة، متخذًا خطوات نحو تقوية جناحه العسكري.
ففي محاولة منه لإعطاء نفسه فرصة أكبر للبقاء في السلطة، عزز رئيس الحكومة منتهية الولاية تحالفاته مع المليشيات المسلحة، بإدراج إياهم ضمن القوى العمومية في وزارة داخليته، وترقية قادة تلك العناصر المسلحة في غرب ليبيا إلى رتب استثنائية عليا بالأجهزة الأمنية.
ومنح الدبيب ترقية استثنائية بموجب القرار رقم 644 لسنة 2022، لعدد من ضباط هيئة الشرطة والأمن الداخلي والحرس البلدي والجمارك، وأمن المرافق والمنشآت، بينهم أحد عناصر المليشيات المسلحة والذي يدعى فرج شكو عمر محمد، مما أثار غضب الشارع الليبي، كونه أحد أخطر عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، وشارك في معارك كثيرة ضد الجيش في بنغازي وسبها ووادي الشاطئ وبراك الشاطئ وطرابلس.
شراء ولاءات
قرار الدبيبة اعتبره الباحث السياسي محمد القنفود في حديث لـ"العين الإخبارية"، محاولة من رئيس الحكومة منتهية الولاية لشراء الولاءات، أملا في زيادة عدد المدافعين عنه في طرابلس، خاصة مع دخوله في صراع مع مليشيات الزاوية والزنتان ومصراتة، مما ينبئ باندلاع اشتباكات مسلحة الفترة المقبلة ضد الحكومة منتهية الولاية.
وأضاف الباحث السياسي الليبي، أن الدبيبة يسير على خطى رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فايز السراج، عندما قام بترقية عدد من قادة المليشيات المسلحة في غرب ليبيا، لضمان حمايته ووقوفهم معه خلال المواجهات مع المليشيات الأخرى بالمدن المختلفة.
الدبيبة يكذب صنع الله: لا صفقة وراء إقالتك
واعتبر أن مثل هذه القرارات تؤكد الدعم المباشر لحكومات طرابلس لهذه المليشيات المسلحة، وعدم قدرتها على السيطرة عليها، لقوة نفوذ الأخيرة على المنقطة الغربية حيث تتواجد الحكومات المتعاقبة.
وكان فايز السراج أصدر قرارا مماثلا في سبتمبر/أيلول 2020 يقضي بتعيين آمر مليشيات "الدعم المركزي" والمتورط وفقا للأمم المتحدة في تهريب الوقود والبشر عماد الطرابلسي، نائبًا لرئيس جهاز المخابرات، كما عين القيادي في مليشيات "قوة الردع" والمطلوب على ذمة قضايا خطف وقتل في طرابلس، لطفي الحراري نائبا لرئيس جهاز الأمن الداخلي.
فمن هو شكو؟
الإرهابي فرج شكو عمر محمد والملقب بـ"شكو" كان قبل أحداث فبراير 2011 أحد عناصر جهاز الدعم المركزي في النظام السابق، ثم انضم إلى الجماعات المتطرفة في بنغازي بعد إعلانه المبايعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في 2014.
وظهر شكو في مشاهد مصورة نشرها "داعش" خلال المعارك التي دارت مع الجيش الوطني في العمليات العسكرية لتحرير المدينة من الإرهاب والتطرف.
كما التحق عام 2016 بما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" الإرهابية، وشارك في الهجمات التي طالت الحقول النفطية ومدينة أجدابيا، وأدرج اسمه ضمن المطلوبين في قضايا جنائية وأمنية بالمنطقة الشرقية.
وبعد هروب شكو من مدينة بنغازي عقب إعلان القيادة العامة للجيش الليبي تحريرها، لجأ إلى الجنوب الذي كان معقلا للجماعات "الإرهابية" الفارة، ليشارك مع عناصر (شورى بنغازي) الإرهابي، في الهجمات المسلحة والتفجيرات التي نفذت في زلة، بالإضافة إلى "مجزرة" قاعدة براك الشاطئ 2017.
وانضم شكو بعد ذلك مع مجموعة من العناصر الإرهابية الفارة من بنغازي والجنوب الليبي لما يعرف باسم (سرية عقبة) والتي تندرج تحت قوة مليشيات 319 بطرابلس.