فرنسا تستعد لأسبوع جديد محموم على خلفية احتجاجات
فرنسا تستعد لأسبوع جديد محموم على خلفية التحركات الاجتماعية، مع دعوات للإضراب في قطاع وسائل النقل الحيوي واقتراب بطولة الأمم الأوروبية
تستعد فرنسا لأسبوع جديد محموم على خلفية التحركات الاجتماعية، مع دعوات للإضراب في قطاع وسائل النقل الحيوي واقتراب بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم، في وقت تأمل النقابات بزيادة الضغط على الحكومة لسحب مشروع إصلاح قانون العمل.
ومنذ نحو ثلاثة أشهر، يؤدي مشروع إصلاح قانون العمل الذي يناقشه البرلمان إلى انقسام الغالبية الاشتراكية الحاكمة فيما يحاول معارضوه شل البلاد.
وقبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية، رفضت الحكومة التي لا تحظى بشعبية كبيرة تقديم تنازلات حتى الآن، ما يساهم في تصلب نقابة الكونفدرالية العامة للعمل، النقابة الكبرى في البلاد والمعروفة تاريخيا بقربها من الحزب الشيوعي.
وبعد أسبوع شهد تطويق مواقع نفطية في فرنسا، تحسن الوضع بعض الشيء فيما يتعلق بالتزود بالوقود، بعد فك الطوق عن غالبية المستودعات النفطية، لكن الوضع المضطرب استمر الأحد، إذ أن كثيرا من محطات البنزين كانت خارج الخدمة أو تواجه صعوبات.
وباتت ست من المصافي الثماني في فرنسا متوقفة عن الإنتاج أو تشهد تباطؤا، وتم تمديد الإضراب في الموانئ النفطية في مرسيليا (جنوب) ولوهافر (شمال غرب)، التي تغذي مطاري اورلي ورواسي الباريسيين، لكن الحكومة فرضت تأمين الحد الأدنى من الخدمات، ما سمح باستئناف جزئي لشحنات النفط.
وإذا كان الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس يريدان المضي "حتى النهاية" في مشروع قانون العمل، فإن بعض أعضاء البرلمان الاشتراكيين يعتبرون أن تعديل إحدى المواد الحساسة التي اثارت الغضب الشعبي قد يشكل مخرجا للأزمة.
ويرفض المعارضون لمشروع القانون هذه المادة التي تسمح للشركات بالتفاوض مباشرة مع موظفيها بشأن ظروف العمل، معتبرين أن ذلك يصب في مصلحة أرباب العمل.
ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش، فإن 46 بالمئة من الفرنسيين يريدون من الحكومة سحب المشروع، بينما يريد 40 بالمئة تعديله، في وقت قال 13 بالمئة فقط إنهم يؤيدون الوضع الراهن.
ولم يستسلم معارضو النص الذين دعوا إلى سحبه بشكل كامل، ودعا اتحاد النقابات إلى "مواصلة التعبئة وتكثيفها" قبل يوم الحراك الوطني المقبل في 14 يونيو/ حزيران.
مفاوضات حاسمة
في هذه الأثناء، ستتركز التعبئة في وسائل النقل، وفي الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد حيث دخلت المفاوضات الداخلية الحساسة المتعلقة بساعات عمل الموظفين مرحلة نهائية، تقدمت النقابات التمثيلية الأربع بإشعار لتنظيم إضرابات مرشحة للاستمرار اعتبارا من مساء الثلاثاء.
وتأمل النقابات من هذا التحرك الموحد، التأثير في نتائج المفاوضات التي يفترض أن تستمر حتى 6 يونيو/ حزيران، أي قبل أيام من بدء بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم في 10 يونيو/ حزيران، التي ستتكفل الشركة الوطنية للسكك الحديد بشكل رسمي نقل المشاركين فيها.
أما الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة، النقابة الثانية في الشركة الوطنية للسكك الحديد، فيعتبر أن المقترحات التي قدمتها الإدارة حتى الآن "غير كافية"، على أن يتخذ قراره المقبل الاثنين.
وبالنسبة إلى الشركة الوطنية للسكك الحديد فإن التهديد بالإضراب يضاف إلى نهاية أسبوع صعب، مع اضطرابات متتالية الجمعة والأحد أثرت على آلاف الركاب.
وسيواجه سكان منطقة باريس بلبلة في وسائل النقل بعد دعوة إلى إضراب مفتوح ومطالبة بمعاودة المفاوضات السنوية حول الأجور وسحب مشروع القانون.
أما القوة النقابية الثالثة "سود ار اه تي بي" فدعت من جهتها إلى إضراب مفتوح في الأسبوع الذي يلي انطلاق بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم ضد قانون العمل.
ويتوقع أن تطاول الاضطرابات أيضا وسائل النقل الجوي، إذ دعت كل نقابات الطيران المدني إلى إضراب من الجمعة 3 يونيو/ حزيران إلى الأحد 5 منه، للمطالبة بمسائل بحت داخلية.
أما في الموانئ وأحواض السفن، فدعت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل إلى "مواصلة وتوسيع الحراك" ضد قانون العمل، مع توقف عن العمل لمدة 24 ساعة الخميس.
وهذه التعبئة غير المسبوقة منذ عام 1981 ضد حكومة يسارية، قد تؤثر على المسار البرلماني لمشروع قانون العمل الذي يفترض أن يتواصل في يونيو/ حزيران تزامنا مع البطولة الأوروبية لكرة القدم.
aXA6IDMuMTQ0LjM1LjE0OCA=
جزيرة ام اند امز