البطولة الـ 12.. منتخب اليونان لا يعرف التاريخ

المنتخب المجهول تمكن من إقصاء حامل اللقب منتخب فرنسا، وكذلك الفوز على صاحب الأرض البرتغال في الافتتاح والختام، ليتوج ببطولة نادرة.

ضرب المنتخب اليوناني بقيادة مدربه الألماني أوتو ريهاجل عرض الحائط بكل التوقعات والتحليلات الفنية التي سبقت النسخة الـ12 من البطولة، التي أقيمت في الفترة من 12 يونيو إلى 4 يوليو عام 2004 في البرتغال.

حيث تمكن المنتخب المجهول الذي لا يملك تاريخا كرويا يذكر من إقصاء حامل اللقب منتخب فرنسا، وكذلك الفوز على صاحب الأرض البرتغال في الافتتاح والختام، ليتوج ببطولة نادرة، خاصة أنه لم يتواجد فيها من قبل سوى مرة واحدة في نسخة 1980، فضلاً عن أنه لم يشارك في بطولات كبرى أخرى سوى كأس العالم 1994 وخرج من الدور الأول بـ3 هزائم.

مع ذلك، فإن أبرز العوامل التي ساعدت اليونان على تحقيق هذه المفاجأة هو عدم ظهور المنتخبات الكبرى بمستواها، حيث خرجت ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا من مرحلة دور المجموعات، بينما خرجت فرنسا وانجلترا من الدور ربع النهائي.

الحدث الايجابي بهذه النسخة كان مشاركة دولة لاتفيا للمرة الأولى منذ انشاء البطولة، وذلك بعد تأهلها عبر ملحق التصفيات على حساب تركيا.

البطولة أقيمت على 10 ملاعب، وهي "ملعب دا لوز" و"جوسيه ألفالادي" بالعاصمة "لشبونة" و"دراجاو" و"دو بيسا سيكولو" بمدينة "بورتو" و"البلدية دي أفييرو" بمقاطعة "أفايرو" و"سيداد دي كويمبرا" بمدينة "قلمرية" و"بلدية دي براجا" بمدينة "براجا" و"أفونسو إنريكي" بمنطقة "جيماريش" و"ألغارفي" بمدينة "فارو" و"ملعب د.ماجالهايس بيسوا" بمنطقة "ليريا".

وشهدت المجموعة الأولى تواجد كل من البرتغال واليونان وإسبانيا وروسيا، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات فرنسا وإنجلترا وكرواتيا وسويسرا، وجاءت المجموعة الثالثة منتخبات إيطاليا والدنمارك والسويد وبلغاريا، فيما حلت بالمجموعة الرابعة ألمانيا وهولندا والتشيك ولاتفيا.

في الدور ربع النهائي، تواجهت البرتغال مع إنجلترا، وفاز زملاء لويس فيجو وكريستيانو رونالدو بركلات الترجيح بنتيجة (6-5) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للقاء بالتعادل الإيجابي (2-2).

وواصلت اليونان مفاجآتها بالفوز على فرنسا بهدف دون رد، فيما تأهلت هولندا لنصف النهائي بركلات الترجيح على حساب السويد بنتيجة (4-5) بعد نهاية المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وفازت التشيك على الدنمارك بثلاثية نظيفة.

نصف النهائي الأول على ملعب "جوسيه ألفالادي"، والذي جمع بين البرتغال وهولندا، استطاعت البرتغال العبور من خلاله للمباراة النهائية بفوزها على هولندا بهدفين مقابل هدف.

في نصف النهائي الثاني نجحت اليونان في مفاجأة العالم، والصعود للنهائي، بعد الفوز على التشيك بهدف دون رد.

وأمام عشرات الآلاف من المشجعين البرتغاليين المتحمسين الذي احتشدوا في ملعب "دا دلوزا"، نجحت اليونان بقيادة مدربها الثعلب الألماني أوتو ريهاجل في ضرب أحلام برازيل أوروبا في التتويج الأول باللقب، بهدف سجله أنجيلوس خاريستياس في الشوط الثاني من اللقاء، لتنتهي المباراة ويذرف النجم الصاعد وقتها كريستيانو رونالدو دموعا حارقة، لكنها لم تؤثر على الفرحة الهستيرية لليونان، التي لم تكن مرشحة من الأساس لعبور مرحلة خروج المغلوب قبل انطلاق النهائيات.

انتصار اليونان على البرتغال كرّس ظاهرة جديدة في البطولة، أن تتكرر نتيجة لقاءي الافتتاح والنهائي بين نفس المنتخبين، وهو ما حدث في فوز اليونان على البرتغال في الافتتاح بهدفين مقابل هدف، وانتصارها في النهائي بهدف نظيف.