هدنة العيد تلوح في الأفق.. جهود دولية وترقب سوداني
هدنة إنسانية جديدة وافقت عليها قوات الدعم السريع السودانية لوقف القتال المستمر منذ السبت الماضي، مع قوات الجيش السوداني.
وما زالت القوى الإقليمية والدولية تبحث عن هدنة في السودان، الذي ينخر الصراع عظامه، ويأمل مواطنوه في قضاء عيد فطر هادئ.
وقالت قوات الدعم السريع في تغريدة على حسابها بـ"تويتر ": "بناء على تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية وافقنا على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ اعتبارًا من الساعة السادسة من صباح اليوم" (الرابعة بتوقيت غرينتش).
وأشارت إلى أن الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم.
وأعلن الجيش السوداني أنه يقوم بعملية تمشيط بري في كامل ولاية الخرطوم بعد نجاح عملية الحسم الجوي.
وتجددت الاشتباكات العنيفة فجر الجمعة بين الجانبين في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، حيث سمع دوي قصف عنيف في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالخرطوم.
واتهمت قوات الدعم السريع السودانية طائرات ومدافع ثقيلة تابعة للقيادة العامة للجيش بقصف الأحياء السكنية بالعاصمة الخرطوم.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية فجر الجمعة: "تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع وخلفت دمارا طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة".
وفيما لم يعلق الجيش السوداني على الهدنة، أكد الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية أن "الجيش مع الشعب السوداني سيتجاوزان هذه المحنة وسنخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا".
وقال البرهان في كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك: "المواطنون الشرفاء، تمر على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة، حيث سقط القتلى والجرحى وتشردت الأسر ودمرت المنشآت والمنازل، فالخراب والدمار وأصوات الرصاص ما تركت مجالا لفرح يستحقه أهلنا في كل ربوع البلاد الحبيبة".
وأضاف "أننا حزينون جدا لهذا المآل، لكن يبقى الأمل الدائم في أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا، ويزداد هتافنا قوة ، جيش واحد شعب واحد".
وتابع قائلا "إننا على ثقة بتجاوز هذه المحنة بالدربة والحكمة والقوة ، وبما يحافظ على أمن ووحدة البلاد ويمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني.. إنني إذ أترحم على كل شهداء بلادي وأتمنى الشفاء للجرحى، أدعو الله يعود علينا هذا العيد وبلادنا تنعم بالأمن والسلام".
جهود للتهدئة
وقادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودا للتوصل لهدنة بالسودان شاركت فيها دول أخرى.
وتلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث تطورات الأوضاع بالسودان.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الاتصال تطرق إلى "الجهود الحثيثة التي يبذلها البلدان لتهدئة الأوضاع في جمهورية السودان الشقيق ووقف التصعيد والعودة إلى الحوار واستعادة المسار السياسي، وذلك في ضوء دعم دولة الإمارات ومصر الشعب السوداني الشقيق في جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في بلده".
وكانت دولة الإمارات، قد أعلنت الخميس، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة القاهرة بالخرطوم.
وذكرت وزارتا الخارجية في كل من الإمارات ومصر أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي.
وأكدت الوزارتان التزام البلدان بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وشددتا على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
كما دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، طرفي القتال في السودان إلى الالتزام بهدنة لمدة 3 أيام على الأقلّ، بمناسبة عيد الفطر.
وأعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن أجرى محادثات هاتفية منفصلة مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، ومع الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع داعيا الجانبين إلى وقف إطلاق النار.
وخلال الاتصالين أدان بلينكن القتال العشوائي الذي تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الأساسية، ودعا إلى تنفيذ ودعم وقف إطلاق النار على مستوى البلاد والحفاظ عليه حتى نهاية عيد الفطر على الأقل.
وأبدى بلينكن قلق الولايات المتحدة البالغ بشأن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون والموظفون الإنسانيون والدبلوماسيون، بما في ذلك الأفراد الأمريكيون، مشددا على أن شعب السودان والمجتمع الإقليمي والدولي يتحدثون بصوت واحد عن ضرورة إنهاء العنف.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز