حكومة "الملقي" في مهمة اقتصادية لإنقاذ الأردن
الأردنيون يعلقون آمالهم على وزراء جدد مسلحين بالطموح والخبرات الاقتصادية، من أجل مواجهة كافة التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن.
يجمع المحللون السياسيون على أن الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها في الأردن، بقيادة رئيس الوزراء، الدكتور هاني الملقي، ستواجه الكثير من التحديات، وعلى رأسها الملف الاقتصادي وما به من قضايا فقر وبطالة وارتفاع مديونية.
أدت الحكومة الجديدة اليمين، الأربعاء، أمام الملك عبدالله الثاني، الذي كلفها بمهام عديدة من أهمها النهوض بالوضع الاقتصادي، والإشراف على الانتخابات التي ستجرى في شهر سبتمبر/ أيلول. ورفع الدكتور الملقي إلى العاهل الأردني رد الحكومة على كتاب التكليف، مبيناً فيه أهم القضايا التي ستكون من أولويات الحكومة، مؤكداً أن الحكومة تدرك انعكاسات الظروف التي تمر بها المنطقة وتداعياتها على الوضع الاقتصادي، وتعهدت أن تركز على النهوض بمعدلات النمو، وتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني، وإيجاد فرص العمل.
وقد ضمت تشكيلة حكومة الملقي، 28 حقيبة وزارية بالإضافة إلى رئيس الوزراء. وأدخل الملقي 17 وزيراً جديداً على حكومة عبدالله النسور المستقيلة، وأبقى على 11 وزيراً من الحكومة السابقة.
فالوزراء الجدد هم: الدكتور جواد العناني، سلامة حماد، موسى معايطة، عادل الطويسي، علي الغزاوي، محمود الشياب، وجيه عويس، ياسين الخياط، يحيى الكسبي، رضا الخوالدة، لينا عناب، وائل عربيات، خولة العرموطي، خالد الحنيفات، ياسرة غوشة، فواز ارشيدات، ورامي وريكات.
ضمت التشكيلة أسماء وزراء لم يسبق لهم تولي مناصب وزارية، وهم: الدكتور رضا الخوالدة، رامي وريكات، فواز ارشيدات، الدكتور وائل عربيات، ياسرة غوشة، خولة العرموطي، المهندس خالد حنيفات، ولينا عناب.
يجد الدكتور نبيل الشريف، وهو وزير سابق، أن هناك مؤشرات واضحة بعد قراءة التشكيلة على المهام الرئيسية التي ستقوم بها الحكومة، ومن أهمها إشراف الحكومة على ملف الانتخابات وعدم التدخل بها لأن هنالك هيئة مستقلة ستقوم بها، ولو لاحظنا السيرة الذاتية لكل من رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة وأيضاً شخصيات مختلفة، لوجدنا أن التشكيلة هي تشكيلة اقتصادية من الدرجة الأولى.
يضيف الشريف: "وعمل الملقي على إعادة وزارة الشباب بعد انقطاع وجودها لسنوات، وظهور حالة من الضياع بين المؤسسات التي تعنى بالشباب، الذين يشكلون الفئة المجتمعية الأكبر في المجتمع الأردني. وتأكيداً لرسالة الملك عبدالله وحرصه الدائم على استغلال هذه الشريحة بشكل إيجابي. أعتقد لهذا السبب عادت هذه الوزارة".
ويرى الدكتور عبدالله عويدات، وزير سابق، أن التشكيلة قوية وفيها ثقل خبراتي واضح، ومؤهلات مجربة سابقاً خاصة في القضايا الأساسية المستحقة في المرحلة القادمة، فيوجد بها مجموعة من الاقتصاديين والتربويين، ووزراء لديهم خبرات واضحة في ملف الانتخابات، فضلا عن أسماء شبابية جديدة لمنحهم الفرصة لإثبات طاقاتهم.
يتابع عويدات: "هذه التشكيلة تحتاج إلى ما يقارب سنة حتى نرى أداءها على المستوى العملي، ولكن في هذه اللحظة بوسعنا فقط الحكم على التشكيلة من ناحية الخبرات المكونة منها. أمامها تحديات كبيرة، خاصة أن الشعب منهك اقتصادياً، والدول المحيطة بالأردن تعاني من فوضى على جميع الأصعدة، وهذا كله أثر على الأردن. ولا يمكن تجاهل عملية اللجوء السوري وما نتج عنها من تآكل للبنية التحية للمجتمع، وزيادة في مديونية الدولة، في الحقيقة الظروف صعبة وسيكون أمام الوزراء مهام معقدة".
وتؤكد لانا مامكغ، وزيرة سابقة، أن التشكيلة بها شخصيات مهمة "لكن لا نستطيع الحكم عليها من اللحظة الأولى، فهنالك أربع وزيرات، وهن: ياسرة غوشة، لينا عناب، خولة العرموطي، ومجد شويكة، ولديهن خبرات مهمة، ولطالما تسلمت المرأة في الأردن حقائب وزارية، وهو أمر ليس بالجديد. وأثبتت نجاحها وقدرتها على إدارة الأمور". واتفقت هي الأخرى مع الرأي القائل أن طريق هذه الحكومة محفوف بالخطر، لأن الحياة الاقتصادية صعبة، والمواطن الأردني يمر بظروف لا يمكن نكرانها.
أما الكاتب والمحلل السياسي، محمد أبو رمان، فكتب في مقال بصحيفة "الغد" الأردنية، أن المهمة الرئيسية لحكومة الدكتور الملقي، هي في الحقيقة اقتصادية، في ظل شعور بالقلق الشديد في الأوساط الرسمية والاقتصادية من الأوضاع الراهنة، وارتفاع سقف التوقعات فيما يخصّ المجلس الاستثماري الذي أُسس ليتخصص بالاستثمارات السعودية المرتقبة، وفي الوقت نفسه مراجعة ما تمّ إنجازه وتحقيقه فيما يخصّ مخرجات مؤتمر لندن لدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين.
ومع الخطوات الأولى لهذه الحكومة الجديدة، يعلق الأردنيون آمالهم على وزراء جدد مسلحين بالطموح والخبرات الاقتصادية، من أجل مواجهة كافة التحديات الاقتصادية التي تواجه هذا البلد الذي طالما كان مرتبطا من الناحية الاقتصادية بالدول المجاورة له، والتي باتت أغلبها في شأن آخر، تقاتل فيه من أجل البقاء على خريطة الشرق الأوسط.