هدنة غزة.. إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل
أكدت وسائل إعلام فلسطينية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بموجب اتفاق الهدنة.
وأعلنت حماس وقطر يوم الإثنين تمديد الهدنة المؤقتة ليومين، ما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين لدى حماس ومن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تمكنت من تسهيل إطلاق سراح ونقل 11 رهينة كانت حركة حماس تحتجزهم في غزة.
وكتبت اللجنة على منصة «إكس» (تويتر سابقًا): «لم تشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المفاوضات واقتصر دورها على تسهيل الاتفاق باعتبارها وسيطا محايدا».
وكانت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، قد أشارت في وقت سابق إلى أنها بصدد إعداد قائمة جديدة للمحتجزين بهدف الإفراج عنهم بغية تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل.
هدنة غزة
والهدنة التي يفترض أن تنتهي مفاعيلها عند الساعة السابعة صباح الثلاثاء (الخامسة ت غ)، أتاحت أيضا دخول شاحنات محمّلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر من جراء قصف إسرائيلي عنيف تواصل مدى سبعة أسابيع ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حماس على أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعرضت إسرائيل على حماس الإثنين «خيار تمديد الهدنة واستقبال 50 رهينة إضافية»، وفق المتحدث باسم الحكومة.
وتحرير عدد أكبر من الرهائن هو مطلب ملح للرأي العام الإسرائيلي الذي روّعه هجوم حماس المباغت.
وكان قد تم الاتفاق بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر على هدنة لأربعة أيام تبدأ الجمعة ويفرج خلالها عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ويمكن تمديد الهدنة شرط إفراج الحركة الفلسطينية عن عشر رهائن إضافيين كل يوم، في مقابل إطلاق سراح مزيد من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثات هاتفية مع بايدن إن ثمة ترتيبات «للإفراج عن عشر رهائن آخرين كل يوم، وهذه نعمة. لكني أخبرت الرئيس أيضا أننا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه» في السابق.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد شدّد على أن هدفه تمديد الهدنة لإتاحة الإفراج عن مزيد من الرهائن وإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وتم إبلاغ عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يفترض أن يتم الإفراج عنهم مساء الإثنين، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بعد يوم طويل من المفاوضات الشاقة.
ومنذ الجمعة، أطلِق سراح 39 رهينة بموجب الاتفاق، فضلا عن 117 معتقلا فلسطينيا. كذلك، أُفرج عن 19 رهينة من خارج الاتفاق، معظمهم من التايلانديين الذين كانوا يعملون في إسرائيل.
ومن بين المفرج عنهم الأحد الطفلة أبيغايل التي تحمل الجنسية الأمريكية وهي في عامها الرابع وقد خسرت والديها خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سعادة وحزن
في الضفة الغربية، نقلت حافلات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى المحررين الأحد إلى رام الله وبيتونيا، واستقبلتهم حشود كانت تلوح بأعلام فلسطين وحماس وسواها من الفصائل.
في بيتونيا قال الشاب يزن صباح الذي أطلق سراحه في إطار الهدنة إنه يشعر بسعادة وارتباك في آن واحد، مضيفا: «أنا حزين على شهدائنا وسعيد للانتصار الذي حققته مقاومتنا».
وتسبب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. واقتادت حماس خلال هجومها 240 رهينة نقلوا إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.
وإذا كانت الهدنة قد أتاحت فترة هدوء وجيزة لسكان غزة، فإن الوضع الإنساني في القطاع يبقى «خطرا» والاحتياجات «غير مسبوقة»، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).