مشروع قرار أمريكي بمجلس الأمن.. وقف مؤقت لحرب غزة وتحذير من هجوم رفح
طرحت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين، مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي تؤكد "دعم وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن".
وتنص مسودة القرار الأمريكية، التي اطلعت عليها "رويترز"، على أنه "لا ينبغي المضي قدما وشن هجوم بري كبير على رفح في ظل الظروف الراهنة".
- حرب غزة بيومها الـ136.. «ناصر» خارج الخدمة.. وأي رمضان ينتظر القطاع؟
- إسرائيل تحدد موعد اجتياح رفح.. وشرطان لإلغاء الهجوم
وشدد "مشروع القرار الأمريكي" على أن "شن هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين وقد يؤدي لنزوحهم إلى دول مجاورة".
كما بينت المسودة أن "مشروع القرار سيندد بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين، قولهم إنه "من غير الواضح ما إذا كان مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة سيُطرح للتصويت بمجلس الأمن وموعد طرحه".
وقالت إن مثل هذه الخطوة "ستكون لها آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وبالتالي تؤكد أن مثل هذا الهجوم البري الكبير لا ينبغي أن يستمر في ظل الظروف الحالية".
لكن المراقبين يقولون إن واشنطن لا ترغب في ألا ينظر إليها على أنها طرف داعم لتكتيكات الحرب التي تتبعها إسرائيل والتي تواجه بانتقاد متزايد.
وطرحت الولايات المتحدة النص بعد أن طلبت الجزائر تصويت المجلس المكون من 15 عضوا، الثلاثاء، على مشروع قرارها الذي سيطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتحمي واشنطن تقليديا حليفتها إسرائيل من أي تحرك في الأمم المتحدة، وقد استخدمت بالفعل حق النقض مرتين ضد قرارات مجلس الأمن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. لكنها امتنعت أيضا عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس بتبني قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة ودعت إلى هدنة إنسانية عاجلة وممتدة. في القتال.
وقد طرحت الجزائر مشروع قرار أولي قبل أكثر من أسبوعين، لكن السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة، قالت إن "النص قد يعرض للخطر المفاوضات الحساسة بشأن الرهائن".
التصويت على مشروع قرار الجزائر
ويعتزم مجلس الأمن الدولي إجراء تصويت بشأن وقف إطلاق النار في غزة، غدا الثلاثاء، رغم معارضة أمريكا ومشروع القرار الذي قدمته.
ومن المقرر أن يتم طرح مشروع القرار الذي قدمته الجزائر ودول أخرى للتصويت في الساعة 10:30 صباحا (16:30 بتوقيت غرينتش) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وفي ظل المخاوف من هجوم إسرائيلي كبير محتمل على مدينة رفح في جنوب غزة ، فإن التصويت يزيد الضغط على الولايات المتحدة ، الحليف الأكبر لإسرائيل.
وكانت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد أعلنت أن بلادها ستستخدم مجددا حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن، إذا ما تم إجراء التصويت.
وكان الوزير الإسرائيلي بيني غانتس حذّر، الأحد، من أنّه إذا لم تُفرج حماس بحلول شهر رمضان عن كلّ الرهائن المحتجزين لديها فإنّ الجيش سيشنّ هجوماً برّياً على منطقة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، التي يتكدّس فيها 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.
وقال غانتس، العضو في حكومة الحرب، إنّه "ينبغي للعالم أن يعرف، وينبغي لقادة حماس أن يعرفوا، أنّه إذا لم يعد الرهائن إلى منازلهم بحلول شهر رمضان، فإنّ القتال سيتواصل في كلّ مكان ليشمل منطقة رفح".
ويأتي هذا التهديد قبل نحو ثلاثة أسابيع من بدء شهر رمضان.
وأضاف غانتس، في خطاب ألقاه في القدس خلال مؤتمر رؤساء كبريات المنظمات اليهودية الأمريكية "سنفعل هذا الأمر بطريقة منسّقة، عبر تسهيل إجلاء المدنيين وبالحوار مع الشركاء الأمريكيين والمصريين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان".
وتابع "لأولئك الذين يقولون إنّ الثمن باهظ للغاية، أقول بكلّ وضوح: أمام (مقاتلي) حماس خياران، يمكنهم الاستسلام، وإطلاق سراح الرهائن، وبهذه الطريقة يمكن للمدنيين في غزة الاحتفال بأعياد شهر رمضان".
ولا ينفكّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكّد عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح، حيث يتجمع 1,4 مليون فلسطيني، رغم الدعوات التي يوجّهها إليه جزء من المجتمع الدولي للتراجع عن هذه الخطة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل على الهجوم متوعّدة بـ"القضاء" على حماس وهي تنفّذ مذاك حملة قصف مكثّف على قطاع غزة أتبعتها بهجوم بري، ما أسفر عن مقتل 28985 شخصا في غزة حتى الآن، معظمهم نساء وقصّر، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز