حرب غزة بيومها الـ136.. «ناصر» خارج الخدمة.. وأي رمضان ينتظر القطاع؟
يومٌ ثقيلٌ على الفلسطينيين ميدانيا وإنسانيا وسياسيا أيضا.. فلا انفراجة في جدار الحرب، ولا تنفست رفح الصعداء، ولا "اعترافا" يريح إسرائيل.
فعلى الصعيد الميداني، دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها الـ136، وسط تحذيرات من استمرار تل أبيب بتهديدها اجتياح آخر ملاذ للنازحين في الجيب المحاصر.
وأمس الأحد، حذر عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، بيني غانتس، من أنه إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول 10 مارس/آذر (عشية شهر رمضان المبارك)، فسيتم شن هجوم على مدينة رفح.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل متى قد تدخل قواتها المدينة المكتظة بنحو 1.5 مليون نازح بجنوب غزة، وسط تزايد المعارضة الدولية لمثل هذا الاجتياح.
ولم تناقش الحكومة الإسرائيلية علنا جدولا زمنيا للهجوم البري. ويمثل غانتس، وهو جنرال متقاعد وأحد أعضاء حكومة الحرب الثلاثة، صوتا مؤثرا ولكنه ليس الكلمة الأخيرة بشأن ما قد يتم اتخاذه.
ولجأ أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني إلى المدينة الجنوبية بعد امتثالهم لأوامر الإخلاء الإسرائيلية في وقت سابق من الحرب.
«ناصر» خارج الخدمة
في هذه الأثناء، أدى القتال ونقص الوقود والغارات الإسرائيلية إلى خروج أكبر مستشفى لا يزال عاملا في غزة عن الخدمة تماما.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى رئيسيا في غزة توقف عن العمل بعد غارة إسرائيلية، وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لم يسمح لها بدخول مستشفى ناصر في خان يونس شمال رفح لتقييم الوضع.
والخميس، دخلت القوات الإسرائيلية مجمع "ناصر" وهو أكبر مستشفى يعمل في قطاع غزة بعد "دار الشفاء"، قائلة إن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن الرهائن الذين احتجزتهم حماس محتجزون هناك.
ويؤوي المستشفى عشرات المرضى الذين يعانون من جروح الحرب ومن الأزمة الصحية المتفاقمة في غزة، وسط انقطاع للكهرباء والمياه، وتواجد عدد غير كاف من الموظفين لعلاجهم جميعا. ناهيك هن مياه الصرف الصحي التي غمرت غرف الطوارئ.
وكانت مستشفيات غزة نقطة محورية في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن مقتل نحو 29 ألف فلسطيني.
إذ توقفت معظم المستشفيات عن العمل بسبب القتال ونقص الوقود، مما ترك سكان غزة بدون رعاية صحية مناسبة.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم مباغت شنته حركة حماس، على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل قرابة 1200 شخص، وأسر العشرات.
سياسيا
وتأتي الضربات الإسرائيلية وسط مخاوف متزايدة من تصعيد إقليمي للحرب بين إسرائيل وحماس وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وشبه الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الأحد، الحرب الجارية في قطاع غزة، بـ"المحرقة".
وقال خلال تواجده في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، إن "ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني ليس له مثيل في لحظات تاريخية أخرى. في الواقع، كانت موجودة عندما قرر هتلر قتل اليهود"
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصريحات بأنها “مشينة وخطيرة”. وقالت وزارة الخارجية إنها ستستدعي السفير البرازيلي.
كما أعلنت إسرائيل، يوم أمس، رسميا، معارضتها لما أسمته “الاعتراف الأحادي” بالدولة الفلسطينية، مضيفة أن التسوية “إذا تم التوصل إليها، لن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة”.
يأتي ذلك كله، تزامنا مع افتتاح محكمة العدل الدولية، اليوم الإثنين، جلسات استماع بشأن شرعية الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية.