التحولات والانجازات والسباق مع الزمن لتعويض مصر ما ضيع ونهب وجرف خلال عشرات السنين من الإهمال والفساد والإفساد
يدركها ويحسها ويقدرها كل صاحب ضمير ومصداقية.. أتحدث عن التحولات والانجازات والسباق مع الزمن لتعويض مصر ما ضيع ونهب وجرف خلال عشرات السنين من الإهمال والفساد والإفساد، وما كان يعرفه ويدركه كل صاحب ضمير ومصداقية عما يمتلئ به هذا الوطن من مقومات للنهوض وإعادة البعث وثروات طبيعية وبشرية إذا وجد الإرادة والإدارة الوطنية والأمنية والعارفة بقدر هذا الوطن وقدراته والمعجزات التي يمكن أن تحدث إذا استرد المصريون ما افتقدوه من حقوق أصيلة ومبدئية.. ولم يستطع الإرهاب والترويع والاتجار بالدماء والعناصر النائمة التي زرعت في أغلب مؤسسات الدولة ومثلها ولا يقل خطرا عنها الفساد المتجذر أن يوقف السعي المخلص للخلاص وللخروج إلي النور.. لم تستطع محاولات التسييس وحروب الأكاذيب والشائعات أن تثبط عزيمة وأمل وثقة أغلي ما امتلكت مصر دائما وهو الملايين من أبنائها الذين يمثلون أرصدة قوتها الشعبية .
شعب وقائد ملحمة عظيمة عاشتها مصر في عامين يراها ويدركها ويحسها كل صاحب ضمير ومصداقية.. ملحمة عظيمة من أهم الشهادات عليها الحروب الضروس والسعار المجنون للكارهين والحاقدين.. والمليارات التي تدفع لتحقيق الجائزة الكبري بإسقاط مصر وعقاب شعب وجيش وقائد أفشلوا فى 30/6 و 3/7 فى استكمال المخطط الاستعمارى الأمريكى الصهيونى الذى كان ينفذ بالوكالة بأيدى جماعة الاخوان التى كان إنهاء حكمها لمصر معجزة من الله وانتصارا لإرادة شعب ودعم جيش عظيم واستجابة قائد.. وليتم تحرير مصر وتمضي المسيرة محققة إنجازات بعضها أقرب للمعجزات.
لا يعني هذا التمام والكمال فكيف بعد جراحة كبري لاستئصال ورم من أخطر الأورام في تاريخ مصر يكون الشفاء عاجلا ولا تعقبه سلسلة طويلة من الآلام وصراع مع قوي ماض تريد أن تعود إلي الحياة وتعيد استنساخ آثامها وجرائمها التي ارتكبتها بحق كرامة وحقوق هذا الشعب وقوي مالية توحشت بعد طول ما أخذت خارج أطر الحق والقانون وتستكثر رد بعض ما سلبت ونهبت وملفات كثيرة تنتظر مراجعات عاجلة وعادلة مثل ملف الشباب، وألا تكون الحرب علي الإرهاب مدفوعة من الحريات وحقوق الإنسان تطبيقا لدستور 2014 والمحاولات المستميتة للجماعة ومراوحات الاتجار بالدم والتحايل والمخادعة والاستعانة بالخارج وبالمليارات لتعود إلي المشهد السياسي وأوهام التفرقة بين الدعوي والسياسي !!! وكأن المصريين لم يعطوا الجماعة شرف حكم مصر ويدركوا خلال أقل من عام واحد أنهم ووطنهم وهويتهم وتاريخهم علي وشك الضياع!!
ولا أريد أن أطيل فيما يمتلئ به المشهد الوطني من تحديات لم تستطع أن تعوق تقدم مسيرة شعب وقائد ،ورغم أن الإنسان هو الهدف الأسمي في كل الإنجازات يظل من أهمها ما حدث الاثنين 30 مايو والرئيس ينجز وعدا جديدا من الوعود التي أعلنها، وهو يمتثل لإرادة عشرات الملايين ويتولي دفة قيادة هذا الوطن كان الوعد وضع نهاية لعار وجريمة أن يعيش جموع وآلاف من المصريين في ظروف لا آدمية وتحت أقسي درجات الهوان والاستذلال الإنساني في مناطق مهمشة وخطرة لا تمت بأدني مواصفات البيئات التي يستطيع أن يعيش فيها البشر.
بيئات عشوائية ومهمة بلا تخطيط أو بنية أساسية وبعضهم يسكن شقوق المقطم ويعيش تحت سطوة وتهديد صخور - انهار بعضها، ويحمل كثير منها نذر الخطر أو يجاورون الموتي، ويسكنون المقابر!! بعض الحصاد البائس لسنوات طويلة من الفساد والإفساد ونهب خيرات وثروات مصر.. والتناقض المخزي بين الغني الفاحش وأحيائه وسكانه والبشر المحكموم عليه بالدفن أحياء علي هوامش الحياة!!.
وليس أجمل وأعظم من استقبال الشهر الكريم علي وجه إنقاذ هذا البشر والاعتذار له برد آدميته واعتباره في بيئات إنسانية، وأن تستكمل المهمة والمشروع الإنساني والاجتماعي والأخلاقي والوطني بتوفير شروط ومقومات الكرامة والاحترام.. لقد آمنت دائما بأن البيئة الانسانية الرحيمة والتي يطبق فيها القانون بعدالة ودون تمييز تطلق أفضل وأجمل ما في الإنسان بمثل ما البيئة القاسية الظالمة تستدعي وتخرج منه الأسوأ والأقبح والأقسي .
الصابرون بخير - العبارة التي اعتدت سماعها من عاملة النظافة إذا التقيتها في المصعد وهي تهرول ما بين أكثر من عمل تؤديه لتعود في نهاية اليوم بمتطلبات أولاد في مدارس وزوج مريض لا يعمل والي حيث تسكن في منطقة عشوائية في غرفة واحدة وحوش بلا سقف ودورة مياه مشتركة وليل مفزع تتهدده حشرات وقوارض!! دائما الألم يسكن الوجه المتعب وابتسامة شجن باهتة كأنها تستقوي بها لتشد عزيمتها وظهرها.. بعد أن تسلمت شقتها الجديدة في منطقة الاسمرات »وجدتها تتقافز بسعادة وهي تحكي كيف وقعت من طولها: ورب العزة وقعت من طولي أول مادخلت العتبة الجديدة - طلبت من عيالي «يقرصوني» لأتأكد أني لا أحلم!! .
فيض من الحكايات للكفاح والانتصار والانكسار والبطولات الانسانية وتحدي ظروف أقرب الي المستحيل إذا فتحوا قلوبهم لك يضاف إليه التحولات والمطالب التي تفرضها التغييرات الجديدة والتي تعني أن الانتقال الي الواقع الجديد لا يمثل النهاية، وإنما البداية للاستشفاء والنقاهة من آثار وجراح ما عاشوه وعكسته عليهم الاوضاع الظالمة من أمراض وسلبيات والتي تفسر المعني المهم الذي قصده الرئيس في كلمته أثناء الافتتاح وبعد أن أكد أنه الأهم من الارقام التي تكلفتها 11 ألف وحدة في المرحلتين الأولي والثانية، بتكلفة مليار و550 مليون جنيه مواصلة رعاية البشر وبناء الإنسان في إطار مواصلة دور الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الثقافية والحضارية، وكما ذكر بالتحديد الناس دي طيبين ورجاله وتصوير أفلام عن صورة سكان المناطق دي إنهم بؤر لتصدير المشكلات للمجتمع ادعاء يهدف لرسم صورة سلبية عنهم وعمل فاصل بين الشعب المصري. المواطنون البسطاء دول عندهم قيم ومبادئ شوفوا بيعملوا إيه لرعاية أولادهم وبيحرصوا علي تعليمهم ومش حنسمح بتصوير مثل هذه الأفلام لأنه لا يليق وبتقسم المجتمع.
رؤية الرئيس التي تشير اليها السطور السابقة يدركها ويتفق معها كل من يقرأ باحترام وبفهم قسوة الواقع الذي عاشته هذه الجموع من المصريين ويدرك أن المعالجة والتناول الأفضل لا تكون بإبراز الجوانب السلبية فقط وضرورة إضاءة الجوانب الإيجابية التي لم تهزمها قسوة ما عاشوه وكابدوه وما ستحدثه النقلة الحضارية والإنسانية التي تحدث الآن وإجراء قراءات عميقة لتجليات الرحمة والعدالة علي الشخصية المصرية وأبناء الألم والقسوة بالتحديد وما تحدثه من استدعاء للأجمل والأفضل - وهي أدوار ومهمات جليلة مطلوبة من الفن والاعلام.
الخروج من معتقلات قهر آدمية الإنسان في بيئات خطرة وتفتقد الشروط الإنسانية إلي واقع إنساني واجتماعي واقتصادي وثقافي وتغيير لأنماط معيشتهم ووضع رؤية تنظم هذا الواقع الجديد وتوفر فرص عمل للشباب وإنشاء مراكز للتدريب المهني لتعليم الحرف بالإضافة إلي المراكز الرياضية.. ويظل في مقدمة أسس نجاح التحولات الجديدة احترام الكرامة الانسانية وتطبيق القوانين بعدالة والقضاء علي التمييز ـ إنهم في النهاية يحصلون علي استحقاقات غابت عنهم وحرموا منها عشرات السنين وبما يستدعي، وكما نادي الرئيس كل من يستطيع أن يشارك ويقدم شكلا من أشكال الدعم المجتمعي لهذه التجربة الإنسانية العظيمة بالإضافة الي الدعم الاجتماعي والنفسي والثقافي من مؤسسات المجتمع المدني وبيت العائلة المصرية وإبداع فنون وإعلام يدرك عظم وأهمية الدور والرسالة.
ويا قدرة الإبداع الأدبي.. لو كان بيدي الآن لكتبت إبداعا من قراءة محبة وعميقة لأهمية وروعة هذه التحولات وأبعاد التجربة الإنسانية التي يعيشها الآن الملايين من المصريين.. والمهمة تنتظر أجيالا رائعة من المبدعين الشباب.. ورمضان كريم وأثق أنه سيحمل لنا كثيرا من النفحات والأخبار الطيبة المنتظرة.
*بالتزامن مع جريدة "الأهرام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة