مسؤول عراقي لـ«العين الإخبارية»: السوداني زار طهران حاملاً رسالة أمريكية بشأن توترات المنطقة
كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن زيارة الأخير للعاصمة الإيرانية طهران حمل خلالها رسالة أمريكية على خلفية تصاعد التوتر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل واحتمال نشوب حرب واسعة النطاق.
وزار رئيس الوزراء العراقي طهران، الثلاثاء، لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
المصدر أوضح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "السوداني تلقى هذه الرسالة وعرضها على قيادات الإطار التنسيقي خلال اجتماع عُقد في مكتب زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وبحضور كافة القيادات الشيعية".
ووفق المصدر فإن السوداني أعلن في الاجتماع أن "مضمون الرسالة الأمريكية هو مطالبة إيران بالضغط على الفصائل الشيعية المسلحة بعدم استهداف قواعدها ومصالحها في العراق والمنطقة وذلك مع تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل على خلفية استهداف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري وما تلاه من استهداف القيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر".
إسرائيل تحرك عاصفة بـ«الضاحية الجنوبية».. هل يرد حزب الله؟
وأضاف المصدر أن "السوداني أوضح أن الرسالة الأمريكية تشير إلى أن هناك تحركات للجماعات الشيعية المسلحة والتحشيد لإرسال قوات مقاتلة إلى لبنان للقتال إلى جانب حزب الله في حال اتساع رقعة الحرب بين الحزب وإسرائيل".
وتضمنت الرسالة وفق المصدر "تهديدا أمريكيا باستهداف مقرات وقوات الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها تنسيقية المقاومة العراقية"، مضيفاً أن "التهديد الأمريكي تضمن أيضاً أن على طهران أن تضبط تحركات هذه المليشيات".
أمريكا أبلغت طهران بأن "وجود مسلحين من المليشيات العراقية في لبنان سيجعلها عرضة للاستهداف من قبل واشنطن في حال شاركت في الحرب ضد إسرائيل، لأن واشنطن ملتزمة بدعم تل أبيب"، وفق المصدر ذاته.
كما أشارت أمريكا في رسالتها إلى أنها "لا تريد حرباً شاملة ومفتوحة في لبنان وتسعى إلى تهدئة وخفض التوترات"، وشددت واشنطن على ضرورة لتجنب توسيع نطاق الحرب في لبنان، فقد أكدت أنها ملتزمة بحماية ودعم تل أبيب، وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستدخل الصراع في حال قيام حرب مفتوحة وشاملة، وبالتالي على طهران أن تضبط تحركات المليشيات التابعة لها".
اعتراضات وتهديدات
الرسالة الأمريكية التي عرضها السوداني على قيادة الإطار التنسيقي دفعت الأمين العام لمليشيات كتائب "سيد الشهداء" المنضوية في تنسيقية المقاومة العراقية، إلى الاعتراض والتهديد، وخاطب السوداني "عليك أن تنقل رسالة من المقاومة بأن الهدنة سوف تنتهي يوم الخميس المقبل الأول من أغسطس/آب 2024، وسوف نبدأ عملية استهداف القواعد الأمريكية بالمسيرات الصواريخ وهذه الرسالة يجب أن تنقلها للإدارة الأمريكية".
وبحسب المصدر فقد رد السوداني على ما ذكره أبو آلاء الولائي، وقال لقيادات الإطار "نفس مضمون هذا التهديد تلقيته قبل يومين من مسؤول كبير في مليشيات حركة النجباء والذي قال فيها إن هدنة المليشيات ستنتهي والمقاومة ستعاود استهداف المواقع الأمريكية في أي لحظة".
ونقل السوداني كلام المسؤول في النجباء بالقول "تأثير اندلاع الحرب في لبنان سيكون كبيراً على العراق والجماعات العراقية تنسق مع كافة الجبهات لدخول هذه الحرب بقوة ولن تترك مليشيات حزب الله لوحدها في لبنان".
وقال المصدر إن "السوداني طلب خلال الاجتماع من الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري تولي مهمة التفاوض مع ما يسمى بتنسيقية المقاومة العراقية للتهدئة وتمديد الهدنة لإفساح المجال للحكومة العراقية للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي".
هذا الطلب بحسب المصدر اعترض عليه الولائي وقال "أنا أمثل التنسيقية ولن نقبل بتمديد الهدنة وأن الولايات المتحدة هي من تعرقل عملية التفاوض وعندما تنتهي المهلة بعد يومين لن تكون هناك هدنة أخرى".
ووفق المصدر فإن "ما حدث داخل اجتماع الإطار التنسيقي دفع السوداني إلى إبلاغ المجتمعين بأنه سينقل ما حدث إلى المسؤولين في إيران ومن بينهم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني لوضع حل لهذه المشكلة".
وقال السوداني مخاطباً قيادات الإطار بحسب المصدر "الوضع خطير جداً ولا يمكن التفريط بمصالح العراق وحكومته التي تشهد حالة استقرار كبيرة، نحن نريد بناء دولة ونظام يضع المصالح العراقية في المقدمة".
ووافقت قيادات الإطار على مقترح السوداني بنقل ما يجري على القيادة الإيرانية لاتخاذ القرار بشأن تهديد الجماعات المسلحة في العراق للمصالح الأمريكية، وفق المصدر ذاته.