الإمارات تستقبل رمضان بتعزيز القيم السمحة للإسلام
كباقي الدول تستقبل الإمارات شهر رمضان المبارك كل عام، لكن بطابعها المميز، حيث تضج الحياة بالمجالس الشعبية.
كباقي الدول تستقبل الإمارات شهر رمضان المبارك كل عام، لكن بطابعها المميز، حيث تضج الحياة بالمجالس الشعبية التي يحضرها الإماراتيون ويعقدها كبار المسؤولين، وبينهم الحكام، حيث تنفرد الإمارات بعشرات النشاطات الخيرية الأخرى، بشكل يعكس جهودها في الحفاظ على تقديم الصورة السمحة للإسلام.
وتعتبر الإمارات واحدة من أكثر دول العالم التي تتمتع بالتسامح والتعايش السلمي بين الناس، حيث تعيش مختلف الأعراق والديانات بسلام على أرضها التي تؤكد دائمًا على تعزيز وترسيخ الأفكار الإيجابية في المجتمع، ونبذ الأفكار الهدامة التي تحض على العنصرية والكراهية.
وأطلقت الإمارات العديد من المبادرات بهذا الصدد، ومنها تأسيس "مجلس حكماء المسلمين" الذي يركز على تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وإبراز الوجه الحضاري للدين الإسلامي الحنيف، وإطلاق مركز "صواب" لتسليط الضوء على الممارسات الشاذة التي تشوّه الإسلام، وإظهارِ جوهره النقي وأبعاده الإنسانية السمحاء، إضافة إلى تأسيس مركز "هداية" كمؤسسة للحوار والتعاون في مجال مكافحة التطرف بمظاهره وأشكاله كافة.
خلال المجالس الشعبية، تُطرح مشكلة معينة يسعى الجميع إلى حلّها، في تقليد متوارث منذ مئات السنين، حيث يحضرها الرجال دون أن تقتصر على المدن، بل تمتد إلى مختلف المناطق، حيث الخيم الرمضانية المنصوبة والمخصصة للزوار، وعابري السبيل، وإلقاء الشعر، والقصائد، وتلاوة القرآن.
إضافة للمجالس الشعبية، هناك الجمعيات الخيرية التي تنشط في الشهر الفضيل، وتبذل جهودًا مضاعفة لجمع التبرعات، واستلام أموال الزكاة من المسلمين، لتوزيعها على المحتاجين.
وعند الحديث عن الجمعيات الخيرية لابد من الإشارة إلى الدور الكبير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وخيمها الرمضانية لإفطار الصائمين، وتقديم زكاة المال، والفطر، وكسوة العيد للفقراء والأيتام الذين ترعاهم.
بموازاة ذلك، تقوم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بدور كبير خلال الشهر المبارك، حيث أطلقت مشروعها الرمضاني للعام 2016 لتقديم أكثر من مليون و800 ألف وجبة إفطار للصائمين في جميع أنحاء الإمارات.
وتبقى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية المعنية أكثر بفعاليات رمضان، حيث أعدت هذا العام حقيبة قرائية تضم إصدارات تختص بالشهر الفضيل.
ومن هذه الإصدارات فتاوى الصيام، ورمضان شهر القرآن، والزكاة وأحكامها، وزكاة الفطر ومقدارها، والدعاء في رمضان، وأذكار الصباح والمساء، ويوم العمل الإنساني 19 رمضان، ومآثر الشيخ زايد، وغيرها الكثير.
طبعت الهيئة 360 ألف نسخة من هذه الإصدارات السهلة والميسرة للقراء من مختلف الأعمار والتي تشمل جوانب العبادة الرمضانية، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية.
ورغم تغير الظروف المعيشية للناس، فإن رمضان في الإمارات هو نفسه على مرّ الأزمان، فالعادات، والتقاليد، لم يطرأ عليها أي تغيير، بل تجمّلت وتعمّقت في أوصال المجتمع الإماراتي.
قُبيل قدوم رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تمتلئ الأسواق والمحال التجارية بشتى أنواع السلع والمواد الغذائية الخاصة بالاستهلاك اليومي الرمضاني.
وخلال رمضان المبارك، تكاد المنازل والمطاعم لا تخلو من الأكلات الشعبية مثل المجبوس، الثريد، البرياني، الساقو، اللقيمات، القطايف، وأنواع مختلفة من الحلويات والهريس الذي يعتبر المفضل على مائدة الإفطار في الإمارات.
وتعد زيارة الأهل والأقارب بعد صلاة التراويح، من أبرز ما يشتهر به الإماراتيون في رمضان، وكذلك التسوق وشراء مستلزمات الأسرة واحتياجات عيد الفطر.
وبعد الإفطار، تعج المقاهي بمئات الساهرين، حيث تتفنن في اجتذاب الزبائن من خلال وضع شاشات كبيرة تسمح بمشاهدة برامج الفضائيات المتنوعة.
وفي الشهر الفضيل، تستضيف الإمارات علماء دين، ومقرئين من الدول الإسلامية، وتقيم مسابقة دولية للقرآن الكريم، يشارك فيها العشرات من حفظة القرآن، تلاوةً وفهمًا وتجويدًا.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز