متى رفضت المكسيك دخول المهاجرين الأمريكيين إلى أراضيها؟
نشر موقع بوليتيكو الأمريكي قصة فريدة من نوعها عن رفض السلطات المكسيكية السماح للمهاجرين الأمريكيين الدخول إلى أراضيها
في خضم أزمة اللاجئين العالمية، ورفض عدد كبير من الولايات الأمريكية لاستقبال اللاجئين، أعاد موقع بوليتيكو الأمريكي إلى الأذهان واقعة رفض السلطات المكسيكية دخول مهاجرين أمريكيين أراضيها خوفًا من أن يكونوا مثيري شغب.
واعتمد الموقع على مذكرات وليام هنري إليس، الذي ولد كعبد في جنوب تكساس سنة 1846، حين كان السود مستعبدون من قبل البيض في الولايات الجنوبية الأمريكية بالأخص، وكان الكثير منهم يلجأ للهرب إما شمالًا إلى كندا أو جنوبًا إلى المكسيك ودول أمريكا اللاتينية.
ويشرح إليس في مذكراته أن القرن الـ19 شهد هروبًا جماعيًّا للسود من مزارع البيض التي كانوا يستعبدونهم فيها، وطالما كانوا يلجئون للاختباء داخل عربات القطار المتجه إلى المكسيك في ذلك الوقت، حيث كان لايزال خط السكة الحديدية بين الولايات المتحدة والمكسيك حديث النشأة.
يتابع إليس في مذكراته أنه كان أحد هؤلاء الذين نجحوا في الهرب والوصول إلى القطار المتجه إلى المكسيك من مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، لكن البلاد في ذلك الحين كانت تشهد تغيرًا كبيرًا من الناحية السياسية، فقد قام كل من إجناسيو ماريسكال، وزير خارجية المكسيك في ذلك الوقت، ووزير الأعمال كارلوس باتشيكو بطرح مشروع لقانون يمنع دخول الأمريكيين السود إلى المكسيك للحفاظ على العلاقات الأمريكية - المكسيكية والتبادل التجاري بينهما في ذلك الوقت.
وقد نجح كل من ماريسكال وباتشيكو في إقرار القانون، والقبض على مئات السود الهاربين من الولايات المتحدة وإعادتهم، على نفس القطار، إلى أراضي أمريكا، حيث كان ينتظرهم أسيادهم البيض الذين هربوا منهم.
وطبقًا لمذكرات أليس، فقد قام بتغيير اسمه إلى جواليرمو إنريكي إليسيو، وهو اسمه الحقيقي مترجم إلى الإسبانية، أصبح يراقب حملات السلطات المكسيكية في استرجاع العبيد الهاربين، بالإضافة إلى المكافآت السخية التي كان يدفعها أصحاب العبيد الهاربين للحكومة المكسيكية.
وبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية تدهورت العلاقات المكسيكية الأمريكية بسبب إعادة ترسيم الحدود مع الولايات الجنوبية بالأخص ولايتي تكساس وكاليفورنيا، مما دفع المكسيك إلى قطع علاقاتها مع الولايات المتحدة، وقد أشار أليس في مذكراته إلى أن تلك الفترة شهدت تدفقًا عاليًا من السود لأمريكيين إلى الأراضي المكسيكية.
ويختم أليس في مذكراته أن الولايات المتحدة بدأت في إبعاد المكسيكيين من بلادها في 1891 عندما رأت أن تدفق المكسيكيين إلى البلاد أصبح كثيفًا، ليتحول الأمر إلى معاملة بالمثل مع المكسيك التي قررت أيضًا إبعاد الرعايا الأمريكيين عن أراضيها.
وتوفي إليس عن عمر يناهز 78 عامًا في المكسيك في 1924، هو نفس العام الذي أقر فيه الكونجرس الأمريكي تأسيس حرس الحدود الأمريكي على الحدود مع المكسيك.