خريطة الحركات الانفصالية في إيران خلال 70 عاما من النضال
70 عاما من النضال ثابرت فيها الحركات والأحزاب المختلفة للانفصال عن النظام الإيراني الذي يرد عليهم بالقمع والاعتقالات والإعدامات
تعتبر إيران من الدول التي تموج بالكثير من الصراعات الداخلية والخارجية، فغير الأزمات والمشكلات التي تخوضها إيران مع كثير من دول العالم، لا سيما الدول العربية بسبب تدخلها في الشئون الداخلية لهذه الدول، فهي تعاني العديد من الأزمات على المستوى الداخلي لعل أكبرها هي أزمة الهوية والأقليات القومية والعرقية والدينية.
توجد في إيران الكثير من الأقليات والقوميات العرقية والدينية التي تحاول عن طريق التظاهر السلمي أو الكفاح والنضال المسلح أن تحصل على الاستقلال والتحرر من قبضة النظام الإيراني.
وتعد أهم هذه الأقليات هي الآذرية أو ما تعرف بأتراك إيران، وهم الأكثر عددًا ولكنهم من الأقل نشاطًا ومطالبة بحقوقهم، بينما تعتبر الأقلية الكردية هي الأكثر نشاطا في المطالبة والتعبير عن حقوقها، إما عن طريق الكفاح السلمي أو المسلح؛ حيث قام أكراد إيران بتدشين العديد من الجماعات المسلحة التي تحاول أن تحقق الحلم الأكبر للأكراد وهو الانفصال عن النظام الإيراني وتأسيس دولة كردستان الكبرى.
فيما تعد الأقلية العربية من السنة، سواء في الأحواز أو في إقليم بلوشستان وإقليم سيستان وغيرها من الأقاليم، ذو الأغلبية العربية السنية من أهم الحركات الانفصالية النشطة التي تلقى دعمًا عربيًّا أو دوليًّا من أجل الانفصال وتحرير الأقاليم العربية من قبضة النظام الإيراني.
وبجانب هذه المنظمات الانفصالية العرقية، تنشط مجموعة من المنظمات الاشتراكية واليسارية والقومية الإيرانية الأخرى، سواء التي تحمل شعارات دينية أو التي تحمل شعارات ولواءات وطنية أو شعارات مناهضة للديكتاتورية والتقييد والممارسات العنيفة التي يمارسها النظام الإيراني ضد الأقليات.
ومن بين هذه المنظمات المنظمة البهائية، ومنظمات حقوقية تركمانية وأخرى يسارية تحررية، وغيرها من المنظمات الأخرى التي تعد أشهرها "منظمة مجاهدين خلق" أو "منظمة المجاهدين الشعبية الإيرانية".
أبرز الحركات الانفصالية الكردية في إيران
جمهورية مها آباد
هي أول الحركات الانفصالية الكردية التي ظهرت في إيران عام 1946، التي كانت مدعومة من جانب الاتحاد السوفييتي على خلفية خلافاته مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
ويرجع الدعم السوفييتي لهذه الحركة الانفصالية الكردية في أقصى الشمال الغربي لإيران إلى محاولة عقاب الشاه الإيراني رضا بهلوي الذي كان يدعم هتلر، وانتهى الأمر بخروج القوات السوفيتية التي احتلت أجزاء من شمال إيران ولم تستمر هذه الحركة والجمهورية سوى 11 شهرا، وتم إعدام قائد هذه الحركة الانفصالية الكردية قاضي محمد في إيران عام 1947.
انتفاضة 1962
هي إحدى الثورات والحركات الانفصالية التي قادها متمردون أكراد في إيران ضد الممارسات القمعية للنظام الملكي للشاه نشاهي التابع لمحمد رضا بهلوي شاه إيران، والممارسات القمعية والاعتقالات العشوائية التي كان يمارسها جهاز السافاك أو المخابرات الملكية الإيرانية، ولكن سرعان ما قامت القوات الملكية الإيرانية بقمع هذه المظاهرات والتمرد بمزيد من الاعتقالات العشوائية والمحاكمات الصورية وإعدام قادة هذه الانتفاضة.
انتفاضة الأكراد والعرب الأحواز والبلوش والتركمان
تعد هذه الانتفاضة الكردية هي أول الأحداث الدامية بعد الثورة الإيرانية في فبراير/شباط 1979، التي قام بها الحزب الديمقراطي الكردي في مارس/آذار من العام ذاته بسبب رفض الأقلية الكردية التصويت على إقامة جمهورية إسلامية في إيران في الاستفتاء الذي أجراه آية الله الخميني عام 1979، وهو ما أدى إلى عدم اختيار ممثلين عن الأكراد في أول مجلس للخبراء بعد الثورة واعتبارهم خونة بحكم الوجود الحدودي للأكراد في مناطق إيران.
وقادت تلك الحملة القمعية من جانب مجلس الثورة الإيرانية إلى اندلاع ثورة الأقليات، ولكن لم تحرز أية أقلية تقدم على أرض الواقع سوى الأقلية الكردية التي سيطرت على أجزاء كبيرة من مها آباد وأجزاء في الشمال الإيراني، حتى اندلاع الحرب العراق وإيران عام 1980 التي قلبت الموازين؛ حيث قادت قوات الحرس الثوري الإيراني عمليات بشعة ضد حركات التحرر في إيران، وقامت بقتل أكثر من 10 آلاف كردى كان من بينهم 1200 معتقل.
حزب الحياة الحرة الكردستاني
يعتبر أهم الأحزاب الكردية والحركات الانفصالية في إيران، ويتخذ من الكفاح المسلح إستراتيجية كبرى له، وهو أحد الأذرع العسكرية للأكراد، وتابع أيضا أيدلوجيًّا ولوجستيًّا لحزب العمال الكردستاني النشط في تركيا، وأسس حزب الحياة الحرة عام 2004 في إيران، وقام بمجموعة كبيرة من العمليات الداخلية أهمها عام 2005 عندما أسر 10 جنود من قوات الحرس الثوري الإيراني وقتل مجموعة أخرى من قواته.
الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز
الأحواز العربية هي إحدى المناطق العربية المحتلة من قبل إيران منذ عام 1925، وتمارس إيران منذ ذلك الحين أبشع صور القمع والتعذيب بحق الشعب العربي السني الأحوازي، وتأسست الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز عام 1968 وقامت في عام 1971 بإصدار جريدة الأحواز وتعتمد على النضال المسلح من أجل تحرير المنطقة من قبضة النظام الإيراني، ولها الكثير من العمليات ضد المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وتقوم بالتنسيق مع كافة الجبهات التحررية الأحوازية الأخرى من أجل الحصول على الاستقلال عن إيران.
الجبهة القومية لتحرير عربستان والخليج العربي
هي إحدى المنظمات التابعة لحركات التحرير الأحوازي في إيران وتم تأسيسها عام 1968، وقامت بمجموعة من الهجمات المسلحة على الحدود الإيرانية الأفغانية بعد ذلك.
المنظمة الأحوازية
هي إحدى المنظمات الأحوازية وتعمل بنشاط بالغ في إعداد البحوث والتقارير المخابراتية عن القوات المسلحة الإيرانية وقوات الحرس الثوري الإيراني، وحذفت عام 2015 كلمتي "الإسلامية السنية" من اسمها، لتصبح "المنظمة الأحوازية لتحرير الأحواز العربية"، ويعد العودة إلى حدود ما قبل 1925 هو الهدف الرئيس لهذه المنظمة.
جبهة تحرير عربستان
هي إحدى جبهات مقاومة عرب الأحواز، ونشأت عام 1956، وآمنت بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإيراني، ومارست أنشطة سياسية وإعلامية متنوعة، واستمرت في الكفاح تحت اسم منظمة الجبهة الوطنية لتحرير عربستان، بعد اضطهاد أعضائها وإعدام قائدها.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
تأسست عام 1999 من قبل مجموعة من عرب الأحواز، وبدأت كفاحها المسلح ضد قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية منذ عام 2005 حتى الآن.
الحزب الديمقراطي الأحوازي
هو أحد الأحزاب السياسية الأحوازية الذي تأسس في إيران عام 1998، ويعتمد في المقام الأول والأخير على تعريف العالم بالقضية الأحوازية، وعقد مؤتمرات عن الاحتلال الإيراني للأحواز العربية.
حزب النهضة الأحوازي
هو أحد الأحزاب الأحوازية التي تعمل في نطاق منطقة الأحواز بإيران وأيضًا في مناطق الأقليات الأخرى.
حزب التضامن الأحوازي الديمقراطي
حزب آخر بمنطقة الأحواز جنوب شرق إيران يحاول التخلص من الهيمنة الإيرانية على المنطقة المحتلة والعودة إلى الأحواز العربية قبل 1925، وقبل السيطرة الفارسية على المحمرة والأحواز.
يوم الغضب الأحوازي 2011
قام عرب الأحواز السنة بإيران في 2011 بإحياء الذكرى السادسة لانتفاضة الأحواز التي قامت عام 2005، ولكن سرعان ما قام النظام الإيراني بقمع هذه المظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية وقتل ما يقرب من 20 أحوازيًا، إضافة إلى اعتقال العشرات وإعدام 5 من الأحواز العرب في إيران.
منظمة جند الله
أعضاء منظمة جند الله هم من قومية البلوش السنة، الذين اشتهر عنهم معارضة الحكومة الباكستانية والأفغانية والإيرانية المختلفة معهم بالمذهب؛ حيث يطالبون بإنصاف القوميات الأخرى في إيران مثل البلوش وعرب الأحواز وغيرهما، كما يطالبون بتقسيم الثروة تقسيمًا عادلًا، وعودة إقليم بلوشستان المحتل من قبل النظام الإيراني منذ ما يقرب من 80 عامًا.
وقامت هذه المنظمة بمجموعة من العمليات المسلحة التي هزت أركان النظام الإيراني ومنها إعدام ضابط المخابرات الإيرانية شهاب منصوري مع 10 آخرين على الحدود الإيرانية الباكستانية عام 2005، وقاموا أيضًا باغتيال العديد من أفراد الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى تفجير العديد من الحافلات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في الفترة بين 2005 إلى 2015.
جيش العدل
هي جماعة سنية معارضة إيرانية في إقليم سيستان وبلوشستان، بدأت نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالمالك ريغي زعيم حركة جند الله البلوشية بعيد اعتقاله خلال محاولته السفر إلى قرغيزستان، عبر إرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوب إيران.
وتقول حركة جيش العدل "إنها تقاتل القوات الإيرانية لاستعادة حقوق أهل السنة في البلد، وتتهم السلطات الإيرانية بممارسة مخططات طائفية في الإقليم وباقي المناطق التي يقطنها السنة".
جماعة أنصار الفرقان
منظمة مسلحة من البلوش السنة في إيران، تنشط في إقليمي سيستان وبلوشستان، تأسست في ديسمبر/كانون الأول 2013 نتيجة اندماج حركة أنصار إيران وحزب الفرقان، وتقوم هذه الجماعة أو المنظمة بعمليات خطف لجنود تابعين للحرس الثوري الإيراني وتفجير حافلاتهم وغيرها من أشكال الكفاح المسلح.
حركة أنصار إيران
هي أحد الحركات السنية التابعة للسنة في إيران وحليف كبير لجيش العدل، وعملت في الفترة بين 2012 - 2013 في إقليم سيستان وبلوشستان، وتتحد في الأيدلوجية العسكرية مع الحركات السنية الأخرى في إيران.
حركة التحرير الوطنية الآذرية
وتسعى للاتحاد مع جمهورية أذربيجان الواقعة في آسيا الوسطى، وتشمل مناطق عمل هذه المنظمة أقاليم همدان وقزوين والكرج ومناطق الغرب الإيراني، وتحاول جمع شتات العرق الإيراني ذو الأصول التركية في إيران تحت لواء واحد، حيث يعاني الإيرانيون من ذوي الأصول التركية من التحقير بأساليب متنوعة يمارسها النظام الإيراني من خلال الإعلام والفن؛ حيث دائمًا ما يتم تصوير الآذريين من أنهم من الطبقة الدنيا في المجتمع الإيراني.
حركة تحرير تركمان الصحراء
هي حركة تابعة أيضًا للإيرانيين من الأصول التركية من الأوزبك والتركمان والقازاق والآذريين وغيرهم من أبناء هذه الطائفة والأقلية التي تعاني من تحقير النظام الإيراني؛ حيث تطلق هذه المنظمة على نفسها بأنها حزب كل الأتراك في إيران.