ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن يثقل كاهل الفلسطينيين في رمضان
الفلسطينيون يشتكون من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن بنسبة كبيرة أثقلت كاهلهم خلال شهر رمضان المبارك.
اشتكى الفلسطينيون من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن بنسبة كبيرة أثقلت كاهلهم خلال شهر رمضان المبارك والذي يشهد إقبالًا متزايدًا على شراء تلك اللحوم، الأمر الذي خلف استياءً وتذمرًا كبيرًا لديهم.
وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث تجاوز ثمن الكيلوجرام من اللحوم (90 شيكلًا) أي ما يعادل (24 دولارًا)، أي بزيادة تفوق (35 شيكلًا)، في حين تجاوز ثمن الكيلوجرام من الدجاج (16 شيكلًا) أي ما يعادل (4 دولارات)، أي بزيادة بنحو 7 شواكل قبل بداية شهر رمضان.
ويرى مراقبون أن هذه الأسعار تفوق القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني، كما أنها لا تتناسب مع مؤشرات الإحصاء الفلسطيني عن مستوى المعيشة ونسب الفقر والبطالة وتباطؤ النمو في الاقتصاد الفلسطيني.
ودشن عدد من النشطاء الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات إلكترونية طالبوا من خلالها بمقاطعة اللحوم والدواجن، لمدة أسبوع، في خطوة احتجاجية على هذا الارتفاع من جهة، إلى جانب حث التجار والمستوردين على تخفيض سعر البيع جراء الامتناع عن الطلب من قبل المواطنين.
المواطنة آيات أحمد، أكدت لـبوابة "العين" الإخبارية، أن هذا الغلاء الفاحش في أسعار الدجاج واللحوم يمثل استغلالًا لحاجة المواطنين في شهر رمضان المبارك.
وأكدت أنها اضطرت للتوجه لشراء المجمدات من اللحوم والدواجن للتغلب على غلاء أسعار اللحوم والدواجن، داعية الجهات المسؤولة في وزارتي الزراعة والاقتصاد إلى ضرورة التدخل ووضع حد لهذا الغلاء الجنوني.
أما محمد أبو عيشة، أحد بائعي الدواجن في غزة، فقد أكد أن سبب الأزمة يعود لعدم وجود عرض كافٍ من الدجاج، الأمر الذي أدى لارتفاعها في المزارع.
وكشف لبوابة "العين" الإخبارية أن أعدادًا كبيرة من الدواجن نفقت بسبب موجة الحر، معترفًا في الوقت ذاته بوجود حالات عزوف كثيرة من المواطنين عن الشراء بسبب موجة الغلاء.
بدورها، قالت رند الأسطل، أستاذة إدارة المال والأعمال في جامعة فلسطين بغزة، أن ارتفاع الأسعار في هذه الفترة يعود للطلب المتزايد في ظل نقص العرض، وهو الأمر الذي يشكل خطرًا محدقًا على القوة الشرائية التي تنخفض للسلع البديلة أو المكملة الظهور.
وأضافت الأسطل في حديث مع بوابة "العين" الإخبارية، أن التضخم الكبير في الأسعار يعد تضخما زاحفا، ويوثر على القدرة الشرائية للفلسطينيين الذين يعاني الكثير منهم من انعدام الدخل الثابت، حيث إن هذه الأسعار تفوق القدرة الشرائية للمستهلك ولا تتناسب مع مؤشرات الإحصاء الفلسطيني عن مستوى المعيشة ونسب الفقر والبطالة وتباطؤ النمو في الاقتصاد الفلسطيني.
ولا تستبعد أستاذة إدارة المال والأعمال، أن تكون هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار نابعة من سياسة متعمدة من قبل التجار، كسياسة احتكارية من أجل زيادة الربح، وتطبيقًا لقاعدة، كم من هو محتكر هو متحكم بالسوق بالتالي السعر هو الذي يحدده.
وحمل صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك في رام الله والبيرة وزارة الزراعة، مسؤولية ارتفاع الأسعار لعدم قيامها بتوفير كميات من الخراف التي تضغط على السعر انخفاضا، رغم وعودها المتكررة بتنفيذ ذلك.
وقال هنية في حديث مع بوابة "العين" أن هذا الارتفاع يساهم في إفقار الناس والحاقهم للمزيد من الفقراء من متوسطي الحال نتيجة لارتفاع الاسعار، مؤكدًا أن جمعيته تطالب بضرورة تطبيق إجراء حكومي رادع يوقف هذا التغول في الأسعار.
ودعا وزارة الاقتصاد الوطني بتنفيذ جولات ميدانية تتابع الأسعار، إلى جانب تحرير مخالفات بحق التجار المخالفين للأسعار، خصوصًا في ظل تطمينات الجهات المسؤولة عن امكانية انخفاض الأسعار في الفترة القريبة المقبلة.
بدورها، سارعت وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني لتبرير هذا الارتفاع لعدة أسباب من بينها، نفوق أعداد كبير من الدواجن بفعل موجة الحر التي ضربت الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي، في حين أن ارتفاع أسعار اللحوم بسبب التبعية الاقتصادية لإسرائيل وشح المعروض ومنع الاستيراد.
وقالت وزارة الزراعة في بيان لها، إنها شرعت بإجراءات فورية للحد من ارتفاع الأسعار في غزة، مؤكدة في الوقت ذاته أن ارتفاع الأسعار جاء بسبب نفوق عدد كبير من الدواجن بفعل موجة الحر.
وطمأنت الوزارة المواطنين بأن الأسبوع المقبل سيشهد تخفيضا في الأسعار، خصوصًا بعد نمو بعض مزارع الدجاج في غزة، إلى جانب إدخال كميات كبيرة من الدجاج المبرد.
وأضافت أن أسعار اللحوم سوف تشهد انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الشروع بإدخال كميات كبيرة من لحوم العجول والخراف، مؤكدة أن هذا الارتفاع سينتهي في الفترة القريبة المقبلة.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز