غارات إسرائيلية على غزة ووقف المساعدات في عملية «الخطيئة وعقابها»

غاب مشهد وقف إطلاق النار وعاد مشهد الحرب إلى قطاع غزة في موجة شديدة من الهجمات الإسرائيلية في عموم قطاع غزة.
وأطلقت إسرائيل على موجة الهجمات ووقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة اسم "الخطيئة وعقابها"، ردا على ما قالت إنه إطلاق نار على آلية هندسية في رفح لم يؤدِ إلى إصابات بشرية أو مادية.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، هاجم الجيش الإسرائيلي دون قيود في قطاع غزة بعد أن كان وجود رهائن أحياء يحول دون هجمات واسعة خاصة في وسط قطاع غزة وشماله.
وكانت "حماس" أعادت قبول أسبوع 20 رهينة إسرائيلي أحياء كان وجودهم في غزة يقيد في بعض الأحيان هجمات الجيش الإسرائيلي في غزة خشية المس بهم.
وقد أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن "القيادة السياسية قبلت توصية الجيش الإسرائيلي بوقف دخول المساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر". كما اشارت إلى قرار إغلاق جميع المعابر المؤدية الى قطاع غزة.
أعمدة دخان
وبالتزامن، فقد عادت أعمدة الدخان لتنطلق من عشرات المناطق في قطاع غزة دون ان تقتصر على المنطقة التي تقول إسرائيل إنه وقع فيه الانتهاك وهو رفح في جنوب قطاع غزة.
وفي حين أن "حماس" نفت أي مسؤولية لها على الهجوم في رفح، فلم تعلن أي جهة فلسطينية عن الهجوم فيما لم تنشر إسرائيل توثيقا له.
ومعلوم أن إسرائيل أعلنت منذ أشهر عن تفريغ رفح من سكانها بعد تدمير الغالبية العظمى من المباني فيه.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بدأ الجيش الإسرائيلي موجة غارات ضد أهداف لحماس في جنوب قطاع غزة في أعقاب خرق اتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق اليوم".
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: "في إطار الضربات يهاجم الجيش الإسرائيل مسار نفق تحت الأرض استخدمته حماس لاحتجاز مختطفين".
وفي حادث آخر، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "رصدت قوات الجيش في وقت سابق اليوم عددًا من المسلحين وهم يقتربون من القوات العاملة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وذلك خلف الخط الأصفر مما شكل تهديدًا فوريًا للقوات".
وأضاف: "بناء على الاتفاق هاجم الجيش أفراد الخلية المسلحة من الجو بعد ان اجتازوا الخط الأصفر وبهدف ازالة التهديد".
تصعيد إسرائيلي
غير أن مصادر فلسطينية ووسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على جنوب قطاع غزة وشمال القطاع، بل شملت وسط القطاع.
وأفادت مصادر فلسطينية عن قصف إسرائيلي مكثف على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأدى القصف إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية: هاجمت عشرات الطائرات المقاتلة 83 هدفًا لحماس بنحو 120 قذيفة، بما في ذلك بنى تحتية إرهابية وأنفاق عديدة، مع التركيز على رفح وبنية تحتية في النصيرات".
وأضافت: "نُفذت عدة غارات مُستهدفة بطائرات مُسيّرة في وسط وشمال قطاع غزة".
ضربات إسرائيلية
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد تعليمات لقوات الأمن "بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة"، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
لكن حماس ردت بأنها ملتزمة وقف إطلاق النار وأنها ليس علم علم بوقوع اشتباكات في رفح. واتهم عضو مكتبها السياسي عزت الرشق إسرائيل بـ"خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه".
وبعد ظهر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جديدة على جنوب القطاع.
وقال الجيش في بيان "ردا على الانتهاك الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في وقت سابق اليوم، بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على أهداف إرهابية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة".
وقال الدفاع المدني في غزة إن هذه الغارات أسفرت عن مقتل 15 شخصا.
ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين عقب هجوم حماس.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت حماس في الثالث عشر من الشهر الحالي 20 رهينة على قيد الحياة في مقابل 2000 معتقل فلسطيني أفرجت عنهم الدولة العبرية.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان الأحد "في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات الجيش الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقا لشروط اتفاق" وقف إطلاق النار.
وأضاف "رد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفا منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير عدة أنفاق ومنشآت عسكرية تم رصد نشاط إرهابي فيها".
عقب ذلك، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الدولة العبرية قد تشن مزيدا من الغارات في قطاع غزة.
وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حماس بأن "تدفع ثمنا باهظا عن كل طلقة وعن كل خرق لوقف إطلاق النار".