ترامب لم يستطع إخفاء فرحته بمجزرة أورلاندو، التي تعطي إكسير الحياة لأفكاره المتطرفة التي يتبناها في حملته الانتخابية
منذ تم الإعلان بشكل رسمي عن فوز هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأسهمها تعلو على منافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي العام.
فوفق آخر استطلاع أجرته وكالة "رويترز" ومؤسسة "إبسوس"، عبر 46% من الناخبين المحتملين عن دعمهم لكلينتون، مقابل 34.8% لمنافسها ترامب، فيما قال 19.2% إنهم لن يساندوا أيا منهما.
ولكن هل سيتغير هذا الوضع بعد المجزرة التي وقعت فجر الأحد بمدينة أورلاندو الأمريكية، وخلفت 50 قتيلا، في حادثة تصفها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها الأبشع منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001؟
طرح هذا السؤال لم يأتِ من فراغ، فبعد هجمات باريس في نوفمبر 2015، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن أسهم ترامب ارتفعت بشكل ملحوظ بسبب تصريحاته التي علق فيها على تفجيرات باريس.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة بعد هذه الأحداث تؤكد تقدم ترامب على منافسيه، سواء من داخل الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين باتوا بعد هذه الأحداث أكثر ميلا لاختيار رجل قوي قادر على مواجهة الإرهاب.
وكانت شبكة "إيه بى سى نيوز"، قد أجرت استطلاعا للرأي بعد هجمات باريس الإرهابية، توصل إلى أن الاقتصاد لم يعد وحده مسيطرًا على اهتمامات الأمريكيين عند اختيارهم الرئيس؛ حيث كانت مواجهة الإرهاب بالنسبة لـ 28% من الأمريكيين هي القضية الأولى في اختيارهم الرئيس، مقابل 33% الذين قالوا إن الأهمية للاقتصاد.
ويسعى ترامب -الذي اختار لنفسه خط "التطرف"- للاستفادة من كل حادث إرهابي لتأكيد وجهة نظره المعادية للعرب والمسلمين.
وقال المرشح الجمهوري بعد تفجيرات باريس: "إنه سيفكر بجدية في إغلاق المساجد".
وتابع في مقابلة مع مقابلة أجراها مع قناة MSNBC "في الواقع سأكره فعل ذلك، ولكنه أمر يتوجب علينا التفكير به بجدية؛ حيث إن بعض أكثر الكارهين يأتون منها".
وفي مشهد قريب، قال محللون سياسيون بعد تفجيرات بروكسل، إنها ستفيد التوجه الذي تبناه ترامب.
ولم يخيب المرشح الجمهوري وقتها ظن المحللين، وأطلق سلسلة من التصريحات النارية، مثل مطالبته بطرد المسلمين من أمريكا وإغلاق الحدود الأمريكية، واستخدام التعذيب عن طريقة الإيهام بالغرق وغيرها من طرق الاستجواب العنيفة في أثناء استجواب مشتبه فيهم في جرائم إرهابية.
وجاءت الحادثة الأخيرة في أورلاندو، ليعطي إكسير الحياة لهذه الأفكار المتطرفة، حتى أن المرشح الجمهوري لم يستطع إخفاء فرحته بهذه الحادثة.
وقال على حسابه بتويتر:" أقدر التهاني لي لأنني كنت محقا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء".
فهل تنعكس هذه الحادثة على استطلاعات الرأي التي تقيس اتجاهات الناخب الأمريكي، ليتقدم ترامب على كلينتون أو يتساوى معها؟ في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة.