ترامب وكلينتون ومجزرة "أورلاندو" .. مواقف بصبغة انتخابية
ترامب عازم على استخدام مجزرة أورلاندو لتأكيد ما يعلنه دائمًا عن الثقة بقدرته على التعامل مع الإرهاب أكثر من منافسته هيلاري كلينتون.
يبدو أن المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب عازم على استخدام مجزرة الأحد في أورلاندو لتاكيد ما يعلنه دائمًا عن الثقة بقدرته على التعامل مع الإرهاب أكثر من منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ومع استمرار عمليات الكشف عن هوية العديد من ضحايا المذبحة، وتحقيقات الشرطة في صلات محتملة للمسلح القتيل مع تنظيمات إرهابية، لم يهدر ترامب وقته مستغلًا الاعتداء لتحقيق مكاسب سياسية.
واتهم المرشح الجمهوري الرئيس باراك أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه "الإسلام الراديكالي".
وقال ترامب، في بيان في هذا الصدد، "نظرًا للضعف الذي يعتري قادتنا، قلت إن هذا سيحدث وإن الأمور ستزداد سوءًا، أحاول إنقاذ الأرواح ومنع هجوم إرهابي، لم يعد بامكاننا التحلي باللياقة السياسية".
ومن المتوقع أن يدلي ترامب بالمزيد من الخطاب المتشدد في حملته الانتخابية في مانشستر، في ولاية نيو هامبشير، في وقت لاحق الإثنين، وكان الخطاب في الأصل حول كلينتون، لكن التركيز تحول إلى الأمن القومي.
وأعلنت حملته الانتخابية إلغاء تجمع كان مقررًا في بورتسموث الإثنين أيضًا.
وفي حين ما تزال البلاد تترنح مما يعتبر أعنف هجوم في الأراضي الأمريكية منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001، قال تيم مالوي، مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك، إنه من المرجح أن يهيمن التهديد الإرهابي على النقاش في حملة الانتخابات.
وأضاف لفرانس برس أن هذه المسألة "ستتصدر النقاش حتى يوم الانتخابات".
وبعد أن قتل متطرفون 130 شخصًا في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وقيام رجل وزوجته من المسلمين بقتل 14 شخصًا في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، دعا ترامب إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وأثار ذلك غضبًا لكن ترامب أكد استعداده لبذل المزيد من الجهود للقضاء على التطرف أكثر مما يفعله خصومه من السياسيين.
وتابع مالوي أن "هذا بات جزءًا دائمًا من حوار ترامب" بعد مجزرة سان برناردينو.
وفي مارس/ آذار قال ترامب، بعد الهجوم الدامي في بروكسل، إن إصراره على إلحاق الهزيمة بالتطرف كان "على الأرجح السبب أنني الرقم واحد في الانتخابات".
وأظهرت استطلاعات الرأي، أواخر العام الماضي، أن غالبية الجمهوريين تدعم دعوة ترامب حظر دخول المسلمين.
ويتبع ترامب وكلينتون نهجًا مختلفًا جذريًّا لمكافحة الإرهاب، وتبادلا الاتهامات بأن الآخر لا يصلح لإدارة البلاد.
وقد دعا ترامب مرارًا إلى وقف تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط، وهاجم كلينتون لأنها تريد المزيد.
ويقول إنه مستعد لاعادة السماح بأساليب التعذيب مثل الايهام بالغرق في قضايا الإرهاب، كما يشدد مرارًا على أن هجمات كتلك التي وقعت في باريس كانت لتشهد خسائر أقل بكثير لو كان الشعب مسلحًا.
ووفقًا لكوينيبياك، فان الناخبين يعتبرون كلينتون أكثر استعدادًا من ترامب للتعامل مع أزمة دولية، لكنهم يرون ترامب أكثر قدرة على التصدي لتهديدات الإرهابيين.
وبرزت أساليب الخصمين بعد أن أطلق مسلح النار في ملهى ليلي للمثليين في ولاية فلوريدا موقعًا 50 قتيلًا، قبل أن يبايع تنظيم "داعش".
وقال ترامب: "إذا كانت هيلاري كلينتون، بعد هذا الهجوم، لا يمكنها أن تلفظ كلمتي الإسلام الراديكالي، فيتعين عليها الخروج من السباق الرئاسي".
لكن وزيرة الخارجية السابقة بدت أكثر حذرًا، وأعلنت أن الهجوم "عملًا إرهابيًّا" و"من أعمال الكراهية"، وأصدرت بيانًا يدعو واشنطن إلى مضاعفة الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية في الداخل والخارج.
وستقوم كلينتون بزيارة ولاية أوهايو، الإثنين، في أول تجمع لها منذ نيلها ترشيح الحزب الديموقراطي، ومن المتوقع أن تتطرق إلى مأساة أورلاندو هناك.
كان من المتوقع أن ينضم إليها أوباما، الأربعاء، لكن تم تأجيل ذلك بسبب ما حدث في أورلاندو.
وكلينتون تتفوق على ترامب في معظم المواجهات لكن "أمورًا قد تحدث في الأسابيع والأشهر الأخيرة قبل الانتخابات" بحسب نورمان اورنستين من مؤسسة أمريكان انتربرايز.
وتساءل "ماذا لو وقع هجوم على غرار ما حدث في باريس"؟.
وأضاف اورنستين "ربما سيقول الناس إنه لا يمكنهم الوثوق في شخص لا يتمتع بأي خبرة، لكن ربما يكون هناك إغراء الرجل القوي".
وتقول كلينتون، إن تجربتها كالسيدة الأولى وفي مجلس الشيوخ ووزارة الخارجية تجعل منها الأكثر تأهيلًا لتولي منصب الرئيس.
كما أنها تعيد الى أذهان الناخبين بأنها حضت أوباما على السماح بقتل أسامة بن لادن.
لكن ترامب، الذي لديه تنبؤاته الخاصة حول تحديات الأمن القومي، مغردًا "التهاني" التي تلقاها "لكونه محقًا في مسألة الإرهاب الإسلامي المتطرف".
لكن جنيفر بالمييري المتحدثة باسم كلينتون هاجمت ترامب؛ لأنه "يبرز التهجم السياسي والابتذال الضعيف وتهنئة الذات".
ونقلت شبكة سي بي اس نيوز عنها قولها، إن "ترامب لم يقدم أي خطط حقيقية للحفاظ على أمن أمتنا، وليس على تواصل مع الأمريكيين المستهدفين، ما يصدر منه فقط هو الإهانة والتهجم".
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز