بعد 9 أعوام انقسام.. هل تفضي الحوارات الجديدة بين فتح وحماس لمصالحة؟
يتابع الفلسطينيون بكثير من الأمل الممزوج بالشك والقليل من التفاؤل التحركات الجارية لعقد جولة جديدة من المباحثات بين حركتي فتح وحماس
يتابع الفلسطينيون بكثير من الأمل الممزوج بالشك والقليل من التفاؤل التحركات الجارية لعقد جولة جديدة من المباحثات بين حركتي فتح وحماس ما بين القاهرة والدوحة؛ لإنجاز المصالحة الفلسطينية المتعثرة.
وقال المحلل السياسي هاني عوكل لـ"بوابة العين": "مضى وقت طويل على الانقسام خلال هذا الوقت تكرست وقائع عديدة على الأرض تشكل عقبات صعبة أمام إمكانية المصالحة"، مستدركًا أن الموضوع اليوم هو موضوع اهتمام عربي ودولي فالأوروبيون مهتمون ارتباطًا بمتطلبات إنجاح المبادرة الفرنسية".
ويصادف اليوم الثلاثاء الذكرى التاسعة لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، بعد اقتتال دام مع حركة فتح والأجهزة الأمنية التابعة لها، انتهى الأمر في 14 يونيو 2007؛ إلى ما بت يعرف بالانقسام الفلسطيني الذي لم تنجح سلسلة اتفاقات في إنهائه بما فيها تشكيل حكومة توافق وطني عام 2014، حيث بقيت حكومة ظل تابعة لحماس تدير القطاع.
وشهدت مدن الضفة الغربية وقطاع غزة الرئيسة مظاهرات اليوم، داعية لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
استعادة الدور المصري
واعتبر عوكل أن استعادة مصر دورها في ملف المصالحة مهم ومن شأنه أن يحدث حراكا مأمولاً؛ لأن الواقع الفلسطيني يفرض التحرك لإنجاز هذه المصالحة.
التحرك المصري لبث الحياة لحوارات المصالحة المعلقة جاءت عقب خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 17 مايو الماضي، أكد فيه ضرورة حل القضية الفلسطينية، مطالبًا بتوحيد الفصائل المختلفة مع بعضها البعض، وتحقيق مصالحة حقيقية، مشيرًا إلى أن مصر مستعدة للمساعدة في تقديم هذا الدور.
وإثر ذلك بدأت المخابرات المصرية سلسلة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية التي وصلت إلى القاهرة، كان آخرها وصول وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد الذي غادرة الليلة الماضية لإجراء مشاورات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما ينتظر وصول وفد من حماس خلال 24 ساعة لذات الغرض.
ويرى عوكل أن هذا الحراك يمكن النظر إليه بتفاؤل حذر إذ يمكن أن يحدث اختراقا ما بين الدوحة والقاهرة لأن الحوارات السابقة نجحت في تقريب المواقف.
ويتمثل الخلاف الأساسي المعلن حاليا في مطالبة حماس بدمج نحو 40 ألف موظف عينتهم بعد سيطرتها على غزة ضمن الهيكل الوظيفي للسلطة، التي ترفض ذلك وتطالب في المقابل بعودة الموظفين المستنكفين عن العمل، إلى جانب الخلاف على برنامج الحكومة القادمة التي يفترض أن تشرف على إجراء انتخابات موحدة.
حراك جدّي
ويرى الكاتب السياسي رجب أبو سرية، أن الحراك للمصالحة يبدو "جديا، هذه المرة لإنهاء الانقسام، ليس بسبب توفر مفاجئ أو حتى معلل للإرادة على إنهائه لدى كل من فتح وحماس، بل لظهور قرار أو اتفاق جماعي، بين دول محور الاعتدال العربي، المقررة في شؤون الشرق العربي، ونعني بها بالتحديد، المثلث السعودي / القطري / المصري، بإغلاق ملف الانقسام الفلسطيني، وذلك بهدف رص صفوف أطراف هذا المحور لمواجهة حرب إقليمية دائرة، منذ نحو خمس سنوات، تزداد حدة واشتعالا في المنطقة .
الحوار من الدوحة إلى القاهرة
وبحسب مسؤولين من حماس وفتح فإن جولة حوار مفترضة من المقرر أن تجري بين وفدين من الحركتين في الدوحة، لاستكمال المباحثات السابقة، على أن تنتقل هذه المباحثات إلى القاهرة، فيما تبذل مساعي من الأمير القطري لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس خالد مشعل.
وأشار أبو سرية إلى أن ذهاب وفدي فتح وحماس للدوحة ربما يكون هو الرحلة الأخيرة للعاصمة القطرية، "حيث سيتم على الأرجح نقل ملف المصالحة لمصر راعيته الأولى طوال السنوات الماضية، والتي توقفت برهة عن رعايته بسبب انحياز حماس لإخوان مصر، واعتبارها ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم المرشد انقلاباً".
وشدد على أن نجاح مصر، بالدعم القطري السعودي في إغلاق ملف الانقسام الداخلي الفلسطيني، سيشجعها على التقدم فورا باتجاه الملف الفلسطيني الإسرائيلي لإغلاقه، بعد أن صارت مخولة بذلك دوليا بعد مؤتمر باريس وإقليميا باسم المبادرة العربية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA= جزيرة ام اند امز