محللون لـ"العين": لا مصالحة دون تنازلات من "فتح" و"حماس"
محللون سياسيون فلسطينيون يربطون نجاح عرض الرئيس المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية بتقديم الفرقاء حسن النوايا وتحرير القرار من التدخلات.
قال محللون سياسيون إن تحقيق المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، يتطلب إبداء الفرقاء حسن النوايا وتحرير القرار الفلسطيني من التدخلات الخارجية، لافتين إلى أن عرض الرئيس المصري استعداد بلاده للقيام بهذا الدور "يستلزم من حركتي فتح وحماس تقديم تنازلات لرأب الصدع وإنهاء الانقسام".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا الفلسطينيين إلى توحيد الفصائل المختلفة، وتحقيق مصالحة حقيقية، مؤكدا استعداد مصر للقيام بهذا الدور من أجل حل هذه القضية التي طال انتظارها.
كما شدد السيسي على أهمية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لمحاربة الإحباط واليأس، اللذين يعيشهما الشعب الفلسطيني.
وأكد السيسي، في كلمته خلال افتتاح مشروعات للطاقة الكهربائية في محافظة أسيوط، الثلاثاء، أن هناك مبادرتين عربية وأخرى فرنسية من أجل حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه إذا تحقق السلام في المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط للأفضل، مشددا على أن بلاده مستعدة لبذل كل الجهود التي تساهم في حل القضية الفلسطينية.
على الفور رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعيم حركة فتح بجهود ومواقف الرئيس المصري، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد عباس على أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني.
ورحبت حركة حماس أيضاً، بتصريحات الرئيس المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقالت حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، إنها جاهزة للتعاطي مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.
ومنذ وقوع الانقسام منتصف العام 2007 جراء الاقتتال المسلح بين عناصر حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، جرت العديد من جولات المباحثات بين الحركتين برعاية جهات عربية وإقليمية عديدة، وتوصلت إلى مجموعة اتفاقيات لكنهما فشلت في تنفيذهما على أرض الواقع.
حسن النوايا
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة د. كمال الأسطل، أن دعوة الرئيس المصري لتوحيد الفصائل وتحقيق المصالحة الفلسطينية، تنم عن دور مصر المركزي في رعاية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المطلوب لنجاح الدعوة المصرية "إبداء الفرقاء الفلسطينيين حسن النوايا".
ويرى الأسطل، في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، في دعوة السيسي الفلسطينيين للوحدة الحقيقية "تصريح ممتاز من جانب السيسي باعتبار مصر راعية المصالحة الفلسطينية"، وبين أن المطلوب لنجاح خطوة الرئيس المصري" إبداء الفلسطينيين حسن النوايا'.
ويعتقد المحلل السياسي المعروف أن نجاح المصالحة مرهون بامتلاك الفرقاء القرار المستقل عن التدخلات الخارجية سواء من واشنطن وتل أبيب أو الدوحة وأنقرة ، مضيفاً: "إذا كانت القرارات غير موجودة في رام الله وغزة فأعتقد أن تحقيق المصالحة سيكون بعيد المنال" برأي الأسطل.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس د. عثمان عثمان مع الأسطل، بالتأكيد على أن تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين يتطلب رفع الفيتو الخارجي عن المصالحة، خصوصاً من جانب واشنطن .
ويقول عثمان لبوابة "العين"، تحقيق المصالحة أمنية للفلسطينيين والمصريين والعرب عموماً، لكن تلك الأماني تصطدم بجدار الرفض الأمريكي الإسرائيلي لتحقيق المصالحة، مبيناً أن الانقسام هو أفضل وصفة للإسرائيليين "لأن المصالحة الداخلية تعني وقوف الفلسطينيين صفاً واحداً في مجابهة إسرائيل ومخططاتها الخطيرة".
وأشار إلى أن تحقيق المصالحة يتطلب امتلاك قيادة فتح وحماس القوة لمصارحة قواعدهم التنظيمية بضرورة التراجع عن لغة الخطاب التي ظلت سائدة داخل أروقة كل حركة منذ وقوع الانقسام.
وأضاف عثمان "أن التغيير معناه أن تقدم كل حركة تنازلات للوصول إلى نقاط مشتركة تساعد في تحقيق برنامج قواسم وطني مشترك بين مختلف القوى السياسية الفلسطينية".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز