معارك شرسة في الفلوجة.. وعشرات الآلآف عالقين
القوات العراقية تخوض معارك شرسة لاستعادة الفلوجة من تنظيم "داعش"، في حين لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في المدينة.
لا يزال آلاف المدنيين العراقيين عالقين في مدينة الفلوجة وسط حصار خانق، بسبب المعارك الدائرة منذ 3 أسابيع بين القوات العراقية وتنظيم "داعش".
وتقول إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة، إن مالا يقل عن 43 ألف شخص تمكنوا من النزوح إلى خارج المدينة منذ انطلاق العمليات قبل ثلاثة أسابيع.
وتذكر التقارير الواردة من المنطقة، أن مسلحي التنظيم يحتجزون المدنيين رهائن، ويستخدمونهم دروعا بشرية ما تسبب في عرقلة تقدم القوات الحكومية.
وتمكنت القوات العراقية المشكلة في أغلبها من ميليشيات شيعية تدعمها إيران، من السيطرة على مواقع مهمة في الأحياء الجنوبية من الفلوجة، خلال أول أسبوعين من بداية العملية العسكرية في المدينة الواقعة في محافظة الأنبار.
ونقل عن مصادر أمنية، قولها إن القوات الحكومية تقاتل حاليا في محاولة للسيطرة على منطقة جبيل جنوب المدينة، حيث أكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الأنبار، أن قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار تواصل عملية تحرير منطقة جبيل وسط مقاومة عنيفة من مقاتلي تنظيم "داعش".
وتحظى القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي تستهدف طائراتها معاقل المسلحين بالموازاة مع القصف المدفعي ومعارك في شوارع المدينة بأسلحة خفيفة.
وتبعد الفلوجة مسافة 50 كلم إلى الغرب من بغداد، وهي ثاني أكبر المدن التي لازالت تحت سيطرة "داعش" بعد الموصل في شمال العراق.
لا وجود لممرات آمنة للمدنيين
ونفى تقرير لمجلس اللاجئين النرويجي، وجود أي ممر آمن لخروج المدنيين، وجاء في نص التقرير: "لنكن واضحين تماما، لا يوجد ممر آمن للخروج من الفلوجة حتى نتحدث عنه".
وأعلن الجيش العراقي الأسبوع الماضي فتح ممر لمساعدة المدنيين على الخروج، وقد ساعد هذا الأمر الآلاف على الفرار، لكن الأهالي يواجهون صعوبة في بلوغ ذلك الممر لبعده عن مركز المدينة.
وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، أن جل المدنيين الذين نجحوا في الخروج من المدينة، فروا من مناطق تقع على أطراف الفلوجة، فيما لايزال سكان مركز المدينة يواجهون مخاطر كبيرة.
وتنطوي محاولات الفرار على مخاطر شديدة، نظرا للعبوات الناسفة المزروعة على الطرق، ووجود قناصة من تنظيم "داعش" الذين يستهدفون الفارين من المدينة وقد قتل عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية.
وتقوم القوات الموالية للحكومة بالتدقيق في هويات الرجال النازحين، ويؤكد كثيرون في المخيم حصول تجاوزات وتعذيب من قبل الميليشيات، لكنهم يرفضون الكشف عن أسمائهم كاملة بسبب الخوف من التعرض لعمليات انتقام.
وقال رجال في مخيم للنازحين قرب عامرية الفلوجة، جنوب غرب المدينة، إنهم تعرضوا للتعذيب على يد قوات الحشد الشعبي، التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية.
وتحدثت تقارير إعلامية عن آثار جروح على معصم أحد الرجال النازحين من منطقة تقع غرب الفلوجة، وقال الرجل إن تلك الجروح كانت بسبب وضع أغلال في يديه لأربعة أيام دون طعام أو شراب، وقد وعد مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتحقيق في وقوع انتهاكات بحق المدنيين الفارين من الفلوجة.
وأجمع كثير من النازحين على أن ما تفعله فصائل الحشد الشعبي، ينم عن الانتقام لمجزرة سبايكر التي قضى فيها نحو 1700 من الجنود وطلاب الكلية العسكرية في 12 حزيران/يونيو عام 2014 عندما سيطر مقاتلو "داعش" على تكريت.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA== جزيرة ام اند امز