أصبح النظام الإيراني وإعلامه عاجزاً عن التأثير على التحالف. ولم يجد سوى الإعلام وتوظيفه؛ متنفساً له
«تم اجتزاء محاضرتي، والإمارات مستمرة في الحرب لدعم الشرعية في اليمن» هذا ما صرح به معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. ولعل من المنطقي أن يتبادر إلى الذهن ما هي تلك المناسبة التي جاءت بهذا التصريح، وكيف حدثت طريقة تلك الاجتزاء.
نسير مع القارئ الكريم في هذا المقال لتتبع حيثيات ذلك الأمر.
بداية من الطبيعي جداً أن نجد تصريحات المسؤولين في عدد من الدراسات، أو المقالات، أو على وسائل الإعلام. وبالطبع تأتي في بعض حالاتها بوصفها مقتطفات لما ذكره هذا المسؤول أو ذاك. الاقتباس من تلك التصريحات تعزز إما الخبر أو الدراسة.
عند هذه النقطة نتوقف مع القارئ لنؤكد، أنه شتان ما بين الاستعانة ببعض التصريحات بوصفها «اقتباساً» أو «مقتطفات» تسير في إثر التأكيد على الفكرة العامة للموضوع، وما بين عبارة «اجتزاء» لتعطي دلالة -على الأقل في هذا المقام- على تصيدٍ ورغبةٍ في بناء فكرة مغلوطة استناداً إلى ذلك الاجتزاء المُخل بالفكرة العامة. وبالتالي فإن الإشكالية لا تقع في ما جاء في ذلك الاجتزاء؛ وإنما في فصله عن الفكرة العامة، وبالتالي يعطي دلالات مغايرة للفكرة الرئيسية التي كان المسؤول يسعى لإيصالها.
ولعل أقرب مثال شائع بيننا هي الآية القرآنية «لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى» صدق الله العظيم. فإذا تم اجتزاء هذه الآية أصبح المعنى غير صحيح إطلاقاً، بل إنه على النقيض من الأوامر الإلهية والتأكيد على الصلاة بوصفها ركناً من أركان الإسلام الخمسة.
هنا نردد مع القارئ عبارة «اجتزاء وإعلام مغرض» والذي يفضي بدوره إلى ظهور نوع من التوظيف السياسي لذلك الإعلام، واستغلاله لبث رسائل مغايرة للواقع.
وحين نُسقط مع القارئ الكريم التوظيف الإعلامي المُغرض على ذلك الاجتزاء لتصريحات معالي الدكتور أنور قرقاش؛ نطرح ما جاء في «وكالة أنباء فارس الإيرانية» حول ذلك الشأن، حيث جاء العنوان كالتالي: «انهيار التحالف السعودي: الإمارات تعلن إنهاء عملياتها العسكرية في اليمن».
قبل البدء في تعرية هذا الخبر ووسيلته الإعلامية من صحتها، لعل القارئ يتساءل لماذا جاء الخبر على هذه الشاكلة؟ جميعنا يعلم كيف لعب التحالف العربي لعودة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الملموس لدولة الإمارات فيه، في ظهور صدمة وحائط صد منيع لتطلعات النظام الإيراني، وسعيه للنفوذ في اليمن، وتحويل هذا البلد إلى بوابة جنوبية مهددة للسعودية. جاء القرار؛ فأصبح النظام الإيراني بجميع مسؤوليه في حالة من الارتباك والانفعالية. وسعى بكل جهده إلى التأثير على ذلك التحالف والانتقاص منه. فبعد أن أصبح النظام الإيراني عاجزاً عن القيام بأي خطوة عسكرية، وجدناه يصف ذلك التحالف العربي بالتحالف السعودي سعياً لسحب الشرعية العربية منه. فماذا كانت النتيجة؟ تحالف إسلامي موسع لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية.
انطلق وزير الخارجية الإيراني إلى دول العالم للتأثير على منظورها تجاه التحالف العربي، فجاء الرد بالقرار الدولي 2216 ليؤكد على أهداف التحالف العربي في اليمن والساعية إلى عودة الشرعية.
وبالتالي أصبح النظام الإيراني وإعلامه ومن يسير في إثره عاجزاً عن التأثير على ذلك التحالف. ولم يجد سوى الإعلام وتوظيفه؛ متنفساً له لمحاولة التأثير على التحالف العربي.
مع ما تقدم، يمكن وبسهولة معرفة مخرجات الإعلام الإيراني تجاه التحالف العربي ودوله. وبالتالي فعودة إلى ذلك الخبر الذي جاء في وكالة أنباء فارس، نقول: بداية هو ليس تحالفاً سعودياً، وإنما تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية. ثانياً هل الشواهد تقول إن التحالف العربي لعودة الشرعية في اليمن قد انهار؟ الإجابة لنرَ ما هي الأخبار الواردة من الساحة اليمنية والدور الإماراتي فيها. السؤال الأخير هل دولة الإمارات أنهت عملياتها العسكرية التي يتركز هدفها الأول والأخير في عودة الشرعية لليمن، وهل هذا ما قاله معالي الدكتور أنور قرقاش؟ والإجابة في أبسط صورها هو أن مسؤولي الدول تأتي تصريحاتهم متسقة مع سياسة حكوماتهم وقراراتها.
فما هو قرار دولة الإمارات فيما يتعلق بالتحالف العربي لعودة الشرعية في اليمن والوقوف جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية؟
في أحلك الظروف قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «نحن معكم حتى آخر الطريق وتحقيق النصر».
كيف هو رد الشعب الإماراتي على هذا الإعلام المُغرض؟ يقول مردداً مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي:
الخــلاصة يا زعيــم المــرجلـــة...
أن كــل الشــعب في أمــرك يثــور
ولــي بــديــته يا مــحــمــد كملــه...
وكلنــا ويــاك يا صقــر الصقــور
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة